البصرة رائدة الإصلاح الوطني

| |عدد القراءات : 2108
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بعد فشل الكثير من دعوات (المصالحة الوطنية) والمشاريع التي تسعى لإخراج العراق الجريح من أزمته، رأى سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) ان نبدأ بمشروع لحل الازمة في محافظة معينة ونهيئ أسباب نجاحها الذي إن تحقق بفضل الله تبارك وتعالى فإنه يمكن تعميمه الى عموم العراق وقد اختار سماحته محافظة البصرة للبدء به وبعث وفداً تألف من الفضلاء جناب الشيخ محمد الهنداوي والشيخ علي الابراهيمي والاستاذ الدكتور السيد عبد الوهاب الحكيم للإلتقاء بمحافظ البصرة ورئيس وأعضاء مجلس المحافظة والواجهات الدينية والسياسية والعشائرية في المحافظة ودعوتهم الى تبني المشروع على انه مشروعهم وبعث سماحته بيد الوفد خطاباً ذكر فيه أسباب تلكؤ عملية المصالحة الوطنية ومبررات اختيار البصرة كأول ساحة لتنفيذه ثم حثّ المسؤولين على إنجاح المشروع وتهيئة المقدمات لذلك واليكم نص الخطاب.

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

البصرة رائدة الإصلاح الوطني

 

مع شكرنا لكل الجهود المخلصة والمساعي الحثيثة لإنقاذ العراق الجريح من معاناته التي يمر بها التي تدمي قلب كل غيور وشريف الا ان هذه الجهود لم تؤتِ النتائج المطلوبة لتعقيد الحالة وتشابك المصالح وتباين الإيديولوجيات وغياب الحس الوطني لدى الكثيرين وطبيعة الاصطفافات الموجودة وعدم صحّيّة الأجواء التي ترافق الحالة فبدلاً من شعور الاطراف بأنهم أخوة وابناء بلد واحد وهو العراق وركاب سفينة واحدة ان غرقت غرق الجميع وان سلمت سلم الجميع تجدهم يتصرفون كفرقاء متخاصمين يريد كل منهم ان يقضم من مساحة الآخر اكبر ما يستطيع الى غيرها من الاسباب التي تحتاج الى دراسة مستقلة.

 

لذا فأرى من الصحيح ان نبدأ بتأسيس نموذج للتعايش السلمي والوحدة الوطنية ونشر ثقافة احترام الآخر بكل خصوصياته وحقوقه في احدى محافظات العراق والمؤمل نجاحه بفضل الله تبارك وتعالى وبالإعداد الجيد له ومن ثم الانطلاق به الى سائر المحافظات الاخرى بعد ان يقنع الجميع بنجاحه.

 

والبصرة الفيحاء نموذج صالح لقيادة هذا المشروع لوعي أهلها ووطنيتهم المشهود لها وحرصهم على تنظيف مدينتهم من كل مظاهر العنف والتخريب والاضطراب والارباك والفساد ورغبتهم ان يروا مدينتهم عاصمة اقتصادية ليس للعراق فحسب بل للخليج كله ومن بؤر الاستقطاب الاقتصادي العالمي وهي مؤهلة لممارسة هذا الدور بما يتوفر فيها من ثروات ومنافذ مائية وبرية وطرق جوية وخزين بشري اكاديمي متخصص ومهني وخبرات متراكمة وما يتمتع به ابناؤها من اخلاق طيبة وخصال حميدة حببتهم الى كل العراقيين بل ابناء المنطقة والعالم.

 

ان كل ابناء البصرة المسلمين سنة وشيعة وغير المسلمين من كافة الطوائف والاعراق تواقون لهذا المشروع وليس من مصلحة احد عدم المساهمة فيه فضلاً عن معارضته فالكل حريص على رؤية بصرة مستقرة آمنة مرفهة تتمتع في حقوقها المشروعة في ثرواتها وتستقطب كل الاستثمارات في العالم ولا يوجد عاقل يحب استمرار حالة العنف وانفلات الامن والجميع يذهب ضحيته واذا استمر الحال هكذا فان الاحتمالات المتصورة كلها كارثية كتقسيم العراق أو انشاء مناطق وجيوب طائفية وعرقية لا تقف الحروب والنزاعات بينها فهل يوجد من يفضل هذا على عراق موحد قوي مزدهر يتآخى فيه أبناؤه ويعيشون بمودة ووئام.

 

كما ان من مصلحة قوى الاحتلال والدول الاقليمية ذلك وهي واهمة إذا ظنت ان حالة البلبلة والفوضى حتى المسيطر عليها أو البناءة كما يسمونها في العراق تخدمها حتى وان بدا ذلك على المدى القريب فإنه عكس ذلك على المدى البعيد فلتنظر الخير لأنفسها.

 

حضرة السيد رئيس مجلس محافظة البصرة المحترم

 

حضرة السيد محافظ البصرة المحترم

 

حضرات السادة أعضاء مجلس محافظة البصرة الموقرين

 

حضرات السادة ممثلي المرجعيات والطوائف الدينية والأحزاب السياسية والكيانات الاجتماعية

 

حضرات السادة رؤساء العشائر ووجهاء محافظة البصرة

 

حضرات السادة ممثلي الدول العربية والإسلامية والأجنبية في البصرة

 

انكم اولى من يحمل هذه الامانة ويشمّر عن ساعد الجد لإنجاح هذا المشروع مستفيدين من اجواء الصفاء والنقاء والتسامح والاخوة التي يشيعها شهر رمضان المبارك.

 

وقد هيأت المرجعية الرشيدة الارضية لنجاح مشروعكم حينما حرّمت على غير الجهات الرسمية القتل وأعمال العنف حتى على مستحقه بسبب إفضائه الى اختلال النظام الاجتماعي العام وهو من اكبر المخاطر التي يريد الشارع المقدس دفعها وايكال امر محاسبتهم ومعاقبتهم الى الجهات التنفيذية والقضائية وهذا حكم نافذ على الجميع مهما تنوعت مرجعياتهم وطوائفهم لعدم جواز نقض حكم الحاكم الشرعي حتى لمجتهد غيره كما ان وثيقة (إسناد القانون في البصرة) التي وقّعتها كل الاحزاب والشخصيات الفاعلة في البصرة تصلح ورقة اولية لانطلاق هذا المشروع المبارك.

 

ان الآمال المعقودة على مساعيكم المباركة وان كل بسمة تعود الى شفتي مظلوم أو محروم أو مضطهد أو خائف لهي حسنة تثقل بها موازينكم وان الله لا يضيع اجر من احسن عملاً وان كل مشروع ايجابي تؤسسونه وتعملون على إنجاحه انما هي صدقة جارية يأتيكم أجرها بعدد من ينتفع منها

 

(وقُل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (التوبة/105).

 

 

 

 

محمد اليعقوبي-النجف الأشرف

 

عشية النصف من شعبان المبارك 1427