إستقبال شهر رمضان المبارك

| |عدد القراءات : 2424
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

إستقبال شهر رمضان المبارك

 

كتب سماحة الشيخ اليعقوبي في مذكراته : كنتُ أشرح لبعض أفراد عائلتي خطبة أمير المؤمنين الموجودة في نهج البلاغة وهي في الموعظة ومما جاء فيها (أوصيكم عباد الله بتقوى الله الذي ألبسكم الرياش ، وأسبغ عليكم المعاش ، فلو أنَّ أحداً يجدُ إلى البقاء سلماً ، أو لدفع الموت سبيلاً ، لكان ذلك سليمان بن داود (ع) ... أين العمالقة وأبناء العمالقة ! أين الفراعنة وأبناء الفراعنة ! أين اصحاب الرسّ الذين قتلوا النبيين وأطفأوا سنن المرسلين واحيوا سنن الجبارين ! أين الذين ساروا بالجيوش ، وهزموا الألوف ، وعسكروا العساكر ، ومدّنوا المدائن؟...

 

ألا إنه قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلاً وأقبل منها ما كان مدبراً ، وأزمع الترحال عبادُ الله الأخيار . باعوا قليلاً من الدنيا لا يبقى بكثير من الآخرة لا يفنى)

 

هنا ضربت لهم مثالاً بشهري رجب وشعبان فقد كنّا نترقب شهر رجب حينما كان مقبلاً علينا لنستثمر هذه الفرصة في التقرّب إلى الله تبارك وتعالى بالأعمال الصالحة وها قد جاء رجب وانقضى وأدبر بعدما كان مقبلاً وها هو شهر شعبان الذي كان مدبراً حينما فارقناه في العام الماضي اقبل علينا ببركته وسعة الألطاف والنفحات الإلهية فيه وكان رسول الله (ص) يأمر منادياً حينما يهلّ شعبان فيتجول في شوارع المدينة معلناً حلول هذا الشهر ويخبرهم أن رسول الله (ص) يقول أن شهر شعبان شهري ويطلب من يعينه على شهره فاغتنموا هذه الفرص فإنها تمر مرّ السحاب وسرعان ما يدبر منها ما كان مقبلاً ويقبل ما كان مدبر.

 

وبعده يأتي شهر رمضان سيد الشهور وأعظمها وفيه ليلة خير عند الله من ألف شهر وهي ليلة القدر فلنستقبله بمراسم تناسب عظمته وتلفت نظر الناس الى الاستعداد له ومعرفة عظمته وحرمته وكرامته عند الله تعالى وتشمل هذه المراسم الاحتفالات والتجمعات وتعليق اللافتات المتضمنة لاقوال النبي (ص) والأئمة في هذا الشهر وأعماله والمناسبات فيه ويحسن إقامة هذه التجمعات والاحتفالات في آخر جمعة من شعبان المصادفة 28 منه تأسياً بالنبي (ص) (وفي مثل ذلك فليتنافس المتنافسون) (فاستبقوا الخيرات) ولا تشغلكم هذه الدنيا بكل تفاصيلها عن الاهتمام بتعاهد فروض ربكم وما يقرّبكم إليه.