من اصداراتنا ( خطاب المرحلة الجزء الخامس)
من اصداراتنا ( خطاب المرحلة الجزء الخامس)
صدر مؤخراً من مكتب سماحة الشيخ اليعقوبي الجزء الخامس من سلسلة خطابات المرحلة ( من الخطاب 68 الذي صدر في 11/ ذي القعدة/1425هـ تحت عنوان ( حوارات في الفكر السياسي إلى الخطاب 85 الذي صدر في جمادى الآخر 1426هـ تحت عنوان( شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة) .
وتمتاز الخطابات التوجيهية الصادرة من سماحة الشيخ بعدة مزايا منها :
ملاحظة خصوصية المرحلة، وذلك لأن تقدم العمل الإسلامي وسرعة الحركة( التاريخية) الحضارية اثبت ضرورة أن لا يتقدم الخطاب التثقيفي عن مستوى الوعي الاجتماعي المعاصر والإرهاصات المحيطة به خصوصاً في مجتمع يعتمد مصادر عليا للمعرفة لا تكون الثقافة فيه انعكاساً للوضع الاجتماعي المتزامن .
ولأن التقدم في الخطاب الثقافي يفقده البعد الحركي والانفصال عن الواقعية التطبيقية ويرهق ذهن المتلقي بما لا مجال للانتفاع به عملياً.
كما أن التأخر عن مستوى الوعي العام واعتماد ثقافة مكررة سابقة يعتبر ظلماً للوعي الاجتماعي وعدم إدراك للتلازم المعرفي لطلائعه الوارثة .
والمرحلية في الخطاب اسلوب قرآني حكيم إذ كانت الحادثة في زمن الرسول 0ص) تحصل فيعيشها المجتمع بجميع ظروفها وملابساتها وتساؤلاتها وتشكيك الأعداء وتزلزل الأصدقاء فتتنزل الآيات الشريفة لتعطي الأمر المناسب والتوضيح الكامل وهو ما فهمه المفسرون من قوله تعالى (وقرآناً فرقناه لتقرأه للناس على مكثٍ ونزلناه تنزيلا).
وتمتاز خطابات المرحلة بعد ذلك بالواقعية والشعبية - بابتعادها عن النظريات المعقدة الخطابات الطبقية واقتران النظريات بالأوامر العملية بالغة سهلة بعيدة عن المصطلحات الغامضة- وبالأصالة ، إذ يرتبط سماحة الشيخ في كل طرح وكل موقف بمصادر التشريع الإسلامية الأصيلة في القرآن الكريم وسيرة المعصومين (ع) وعقائد الإسلام وثوابته الشامخة .
وتؤسس خطابات المرحلة في هذا الجزء وما قبله مفردات النظرية السياسية التي هي جزء من الفقه الاجتماعي الذي عرف به سماحة الشيخ حفظه الله لعدد كبير من أبناء الرشيدة من المؤمنين الرساليين مع ما يصدر من سماحته في صحيفة الصادقين من مواقف ورؤى وإشارات و من المفروض والمتوقع أن تأخذ صداها في اهتمامات العاملين السياسيين في الساحة العراقية وخارجها وفي هذه المجموعة من الخطابات سيلاحظ القارئ السعة في الخطاب ( حوارات في الفكر السياسي، ورقة عمل رابطة بنات المصطفى، ماذا بعد الانتخابات ، طلبة الجامعات ، زيارة الأربعين ، الدعوة إلى الوحدة ، الإسلام والديمقراطية، الشريعة والتدخين،توسيع مؤسسات المجتمع المدني ....، ولادة العراق الجديد، الدستور، فروع جامعة الصدر....).
بالإضافة إلى توجيهات الغرض منها تركيز حضور الأمة في الساحة السياسية وتنبيهها إلى مصالحها الحقيقية وتربية العاملين الرساليين بالأخلاق الإسلامية عن طريق استحضار العقائد الإسلامية في أذهانهم .. (كيف نرفع عنا التقصير في العمل، النقد الذاتي فيما يتعلق بأداء الحكومة، الحوار لإزالة التوترات، الصدق في الدعوة الى الوحدة....).
وتمثل خطابات المرحلة قراءة لتاريخ العراق الحديث ودور المرجعية الرشيدة في مرحلة من أهم مراحله وهي بناء المنظومة الاجتماعية للشعب العراقي ( الدولة، الدستور، الأحزاب، مؤسسات المجتمع المدني) تنظيراً وعملاً.
كما نود الإشارة أيضا إلى أن سماحة الشيخ ( دام ظله) قد يجود ببعض الإضافات عند جمع الخطابات في كتاب مستقل لم تكن موجودة في الخطاب الذي نشر في حينه تمثل ثمرات رائعة يقطفها لنا سماحته كما حصل في الصفحة (14) من إضافة للخطاب الموسوم بـ ( كيف نرفع التقصير عن عملنا) وفيه وصف لطيف للجنة والنار نسأل الله أن يهنئ بها أهلها .
ويختم سماحة الشيخ هذا الجزء بخطاب شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة وفية يشير إلى مسألة هي أساس النظام الاجتماعي والحل لما يعانيه الشارع المسلم من مآسٍ وأخطاء وهي مسألة القيادة الدينية.
المكتب الإعلامي