سنّ زيارة مخصوصة الى مرقد امير المؤمنين عليه السلام في ذكرى وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام / خطاب المرحلة (116)
خطاب المرحلة (116)
سنّ زيارة مخصوصة الى مرقد امير المؤمنين عليه السلام في ذكرى وفاة الصديقة الزهراء عليها السلام
للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء فضل كبير على الامة لانها دافعت بقوة وبشجاعة عن المسار الصحيح لحركة الاسلام ووقفت في وجه الانحراف ولولا ذلك الموقف العظيم لما بقي رسم للنهج المحمدي الاصيل ولعبثت به أيدي التزوير والحقد والحسد.
وخلدت ذاك الموقف بمظلوميتها وتشييعها ودفنها سراً واعفاء موضع قبرها ليبقى هذا التساؤل المؤلم شاخصا في اذهان الاجيال
(ولأي الامور تدفن ليلا بضعة المصطفى ويُعفى ثراها)
وهي التي ورد فيها ما ورد من الثناء والتبجيل والتقديس والتطهير والتفضيل في كتاب الله وسنة رسول الله (ص) ولذا كانت الزهراء سببا لهداية الاجيال واستبصارهم وفيئهم لنور الحق وقد ألفّ احدهم كتاب (بنور فاطمة اهتديت ) .
وبمقدار احتفالنا بالصديقة الطاهرة (سلام الله عليها ) واستعادة مظلوميتها واستذكار مواقفها المشرفة فاننا نساهم في حفظ مسار الامة من الانحراف .
لذا ينبغي لمحبي فاطمة والمفجوعين بمصابها و الراجين شفاعتها حيث تلتقط شيعتها ومحبيها يوم المحشر كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء – بحسب منطوق الرواية الشريفة – ان يتهيأوا ويتعبأوا لإقامة سنة شريفة مباركة ينطبق عليها الحديث الشريف (من سن سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة ) وهي زيارة امير المؤمنين في ذكرى استشهادها على الرواية الثالثة المعمول بها لدى المحققين وهي في الثالث من جمادى الثانية التي تصادف هذا العام باذن الله تعالى يوم الخميس29/6/2006
ملتفتين الى ما يلي :
ان زيارة امير المؤمنين من المستحبات الاكيدة في كل زمان وعلى كل حال فالدعوة اليها والالتزام بها شيء محمود عند الله تبارك وتعالى.
ان سلفنا الصالح قد سنوا مثل هذه الزيارة قبل ثمانين عاما تقريبا في يوم وفاة النبي (ص) باعتبار ان امير المؤمنين هو المعزى بوفاة حبيبه وابن عمه رسول الله (ص) وبالرغم من انها لم تنل الاهتمام الكافي فيما يسبق الا انها في السنين المتأخرة اصبحت تحضى باهتمام كبير وحشود مليونية فاصبحت مشروعاً معطاءً او صدقة جارية لاولئك الذين سنوها واقاموها فليبادر ابناء هذا الجيل لاقامة هذه السنة الشريفة لتكون لهم صدقة جارية عبر الاجيال والمناسبتان مشتركتان في المعنى فقد عظم على امير المؤمنين u مصابه بفاطمة (ع)لانها كانت سلوته عن مصابه برسول الله (ص).
ان لامير المؤمنين u مواسم زيارة موزعة على ارباع السنة ففي الربع الاول في ذكرى وفاة النبي (ص) وفي الربع الثالث في المبعث النبوي الشريف وذكرى استشهاده u وفي الربع الرابع بمناسبة عيد الغدير ويخلو الربع الثاني منها فتكون هذه المناسبة فرصة لاستمرار التواصل مع امير المؤمنين u .
ان هذه المناسبة لو نظمت بشكل جيد وخرج الزائرون بموكب مهيب ويتقدمهم نعش رمزي للزهراء (ع) يحمله السادة العلويون خصوصا المرتدون للزي الديني فسيكون حقيقة ثورة في وجه الظلم والانحراف واستعادة لكل تلك التساؤلات التي تركتها الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)حجة على الامة.
اننا بهذه الفعالية الشريفة ندخل السرور على قلب النبي (ص) وآله الطاهرين وخصوصاً بقية الله الاعظم (ارواحنا له الفداء ) واحياء امرهم وادامه ذكرهم (احيوا امرنا رحم الله من أحيا امرنا )
اننا جربنا تأسيس مثل هذه السنّة الشريفة في موسم الحج فقد اوصيت اخواني حينما ذهبت الى موسم الحج عام 1424 ان ترتفع اصواتهم بالدعاء لصاحب الامر الامام المهدي المنتظر بمجرد ان يسمعوا احدهم يقرأ بصوت مرتفع (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن ...) وقد قاموا بهذا العمل المبارك جزاهم الله خيرا فكانت اصوات الموالين للعترة الطاهرة تتجاوب معنا اثناء السيل الهادر من الطائفين حول الكعبة الشريفة واتسعت هذه السُنّة المباركة هذا الموسم (1426) لتبلغ مدىً عظيما اقلق الحاسدين فاصابهم الذهول لكنهم لم يكونوا يستطيعوا فعل شيء لهذا الموج الهائل كما ان هذه الاصوات المباركة دعت المسلمين من كافة ارجاء الارض الى السؤال والتحقيق عن المقصود بالدعاء فوسَّعَ دائرة الاعلام بقضية الامام المهدي المنتظر (ارواحنا له الفداء).
ان الامة مقصرة بحق الصديقة الطاهرة ولا يرتقي مستوى اهتمامها بالمناسبة الى المقام الاقدس لسيدة نساء العالمين ها هي مناسبتها تمر بفعاليات ضعيفة ومن دون اهتمام اكثر الناس فلابد من تحريك ضمير الامة بحركة قوية .
انا نعيش ببركة الزهراء ونأمل شفاعة الزهراء ويدفع الله عنا الكثير من البلاء باقامة شعائر الزهراء وهو مجرب تاريخياً فلنعمل على استنـزال بركة اكثر ورحمة اوسع ولنسأل الله تعالى ان يرفع عنا البلاء بالاحياء الواسع الفاعل لمناسبة الصديقة الكبرى (سلام الله عليها ).
وسيكون من المناسب للخطباء والمبلغين والمثقفين ان يستغلوا الذكرى الثانية الآتية لوفاة السيدة الطاهرة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها ) في (13-15/جمادى الأولى ) لتعبئة الامة ووضع برامج السفرة والموكب الكبير وان تعلن المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية والثقافية استعدادها للمشاركة و المواظبة على اقامة هذه السنة الشريفة وتقديم ما يليق بها من اشكال الدعم والمشاركة . (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ)
محمد اليعقوبي – النجف الاشرف
22/ع2/1427
20/5/2006