خطاب المرحلة (115) - نصائح وتوجيهات إلى متابعي المباريات الرياضية
خطاب المرحلة (115)
نصائح وتوجيهات إلى متابعي المباريات الرياضية
بسم الله الرحمن الرحيم
تبدأ في شهر حزيران القادم بطولة كأس العالم لكرة القدم وستنقل مبارياتها مباشرة إلى شعوب العالم ومن المعروف أن هذه البطولة تجتذب ملايين الناس ومن بينهم حشد كبير من شبابنا المسلم في العراق وغيره ونحن إذ نتفهم الحاجة لوجود هوايات محلله ومنافذ مقبولة للترفيه والتسلية يقضي معها الإنسان وقتاً للترويح عن النفس والتخفيف من أوزار الحياة ومتاعبها وان الراحة والاستجمام تساعد على استعادة النشاط والحيوية ومنها هذه الفعالية المعروفة.
ألا إننا وانطلاقا من مسؤوليتنا في تهذيب السلوك وتصحيح أفعال الإنسان وفق الضوابط الأخلاقية والإنسانية والدينية نود إلفات نظر أبنائنا إلى جملة من النقاط :
ان الهدف من وجود الإنسان في هذه الحياة الدنيا هو التكامل والسمو و نيل رضا الله تبارك وتعالى (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ) فلابد ان يكون هذا الهدف محور سلوك الإنسان فيحاول تكريس حياته لتحقيق هذا الهدف أو ما يعينه عليه لذا ورد في الحديث ان ساعات المؤمن ثلاث : واحدة لعبادة الله وطاعته والأخرى للكسب والمعاش والثانية يتفرغ فيها لنفسه يحقق رغباتها واحتياجاتها المباحة والثالثة تعينه على الأوليين ومع إخلاص النية فان الجميع تكون لله تبارك وتعالى وما عدا ذلك فهو لهو وعبث ولا مجال للهو والعبث في حياة المسلم وعليه ان يفرق بدقة بين ما يحتاجه للترفيه والراحة والاستجمام واستعادة النشاط والترويج عن النفس (كالحاجة الى النوم ) وبين ما هو أزيد من ذلك فيدخل في حيز اللهو ومضيعة العمر الذي هو رأس مال الإنسان في تجارته مع الله تبارك وتعالى فلا ينشغل بالأهداف الوهمية عن الأهداف الحقيقية .
ان يسيطر الإنسان على انفعالاته ويضبطها فلا يعقل ان تكون كرة جلدية سببا لغضبه او رضاه (اللهم اني أعوذ بك من كل لذة بغير ذكرك ) فضلا عن تأديتها الى نزاع بين الإخوة او تنافر او تسابب وشتم كما حدث قبل اسابيع تقريبا في ملعب النجف حين حصل عراك وإطلاق نار بعد انتهاء مباراة بين فريقي المدينتين المقدستين النجف و كربلاء(1) . اللتين يوحدهما حب الله تعالى والولاء لأهل بيته والهموم المشتركة ثم ودافعت الواحده عن الاخرى عبر التاريخ خصوصا في الانتفاضة الشعبانية وقدمنا قرابين كثيرة تفرقهما كرة جلدية فيا للهول !
ان لا تؤثر متابعته لهذه الفعالية وأمثالها على التزاماته أمام الله تبارك وتعالى وأمام مجتمعه وأسرته فيحافظ على الصلاة في أوقاتها (امتحنوا شيعتنا في أوقات الصلاة ) وعلى الحضور في المساجد وصلوات الجمعة والجماعة والشعائر الدينية ما وجد إلى ذلك سبيلا ولا يقصر في حقوق أهله وإخوانه والعلاقات الاجتماعية.
الامتناع عن بذل أي مال ولو قل للاحتفال بمثل هذه الفعاليات كتزيين الشوارع والسيارات بأعلام الدول التي يحبها وإقامة الاحتفالات الصاخبة عند فوز فريق ما .
اجتناب المحرمات كالمراهنة على بعض الأمور أو الاستماع إلى الموسيقى أو مشاهدة المناظر المحرمة ونحوها.
إن العالم البعيد عن الله تعالى حينما يبتدع مثل هذه الألعاب فلأنها تخدم أهدافه ومصالحه من إلهاء الشعوب وتحقيق مصالحه وخططه وخلق أصنام جديدة يحبها الناس ويلتفون حولها وينشغلون بحمدها والثناء عليها وينفقون أوقاتهم وأموالهم عليها بدلا من أن يفكروا فيما يصلح حالهم ولو أن مليارات الدولارات المخصصة لإقامة هذه المباريات تنفق على مشاريع الخير و التقدم وإنقاذ البشر من جوعهم وفقرهم وجهلهم وتخلفهم ومرضهم لكانت خيراً و ابقى ولو تحول هذا الاهتمام المركّز والضجيج والصخب والهوس الذي تناله هذه الفعاليات إلى جهد مبارك يبذل لإعمار الحياة الإنسانية ماديا ومعنويا وتوعيتها ومعالجة القضايا التي تهمّها وتقلقها وتهدد مستقبلها لكان أجدى ، ولله في خلقه شؤون .
نكتفي بهذا القدر من البيان تاركين التفاصيل إلى أكثر من كتاب ونشرة صدرت منا أو بإشرافنا عن هذا الموضوع يحسن الإطلاع عليها والاستفادة منها وهي (الرياضة المعاصرة والفكر المعادي للإسلام) و(نظره فكرية وفقهية في الألعاب الرياضية ) و (الحوزة العلمية تحذر من الوقوع في فخ الرياضة ) وكلها صدرت أبان الحكم الصدامي المقبور الذي تبنى مشروعا افساديا وتخريبيا على كل الأصعدة.
محمد اليعقوبي
22/ع2/1427