الفقه والمجتمع : فقه طلبة الجامعات (الجزء الثاني)
الفقه والمجتمع : فقه طلبة الجامعات (الجزء الثاني)
العدد (38)
سؤال1 : ظهرت مسألة سلبية وهي عزوف الكثير من الطلبة الجامعيين عن المطالعة في المكتبات في داخل الجامعة وخارجها مما أدى إلى اضمحلال الحركة الفكرية والعلمية لدى الطلبة فبماذا تنصحون؟
بسمه تعالى : هذا السؤال له منشأ، وهو نفس ما عرض في السؤال الثالث وبعد وضوح الإجابة هناك لا داعي للتكرار، لكني أؤكد هنا على ضرورة رفع المستوى العلمي لدى الطلبة إلى أقصى ما يمكن بالدراسة والبحث والمتابعة للمصادر والكتب والاصدارات الجديدة فإن : ((المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف)) ليس في القوة الجسدية فحسب بل في القوة الفكرية والعلمية والإيمانية بل إن هذه الجوانب أهم من تلك. ولا شك إن المؤمن عندما يكون متفوقا علميا فسيكون تفوقه العلمي مدعاة للإقتداء به في كل جوانب حياته وسلوكه ومنه التزامه بالشريعة وسيكون مناراً للآخرين وداعيا لله وان لم ينطق بلسانه كما وصفهم الحديث : ((كونوا لنا دعاة صامتين)) أما المؤمن الضعيف في الدراسة فستنعكس صورته السلبية حتى على إيمانه والتزامه ويُقال: هذا حال المتدينين.
سؤال2: نرى وللأسف انتشار حالة السير أو الذهاب إلى ما يسمى (بحدائق العشاق) أو ما يناظرها فما حكم تلك الأماكن وارتيادها؟
بسمه تعالى: ظهر مما سبق حرمة العلاقات بين الجنسين خارج الطرق المشروعة وغالباً ما تحتوي (حدائق العشاق) على العلاقات غير المشروعة التي يرغي أهلها في ممارستها بعيداً عن المراقبة ولو كانت مشروعة لمارسوها في أماكنها المقررّة, فهذا كله إذن حرام وهذه الأمكنة مرتع للشيطان. ومظنة لنزول العذاب فأن الله يعصى فيها جهرة وما أتفه الإنسان وهو يتجرأ على خالقه العظيم من أجل شهوة أو نزوة لم يمنع الله من ممارستها ولكن شرّع طرقاً صحيحاً لها. كما ينبغي للمؤمن عدم ارتياد هذه الأماكن للتنزه والتفرج اذا فرض عدم وقوعه في المحرمات ومع ابتلائه بها فالذهاب حرام ويشتمل على محرمات عديدة.
سؤال3: ما هي الكتب التي تنصح الطالب الجامعي بقراءتها ليكون واعياً بدرجة كافية ومحصناً ضد الأفكار المنحرفة؟
بسمه تعالى : أول كتاب تجب قراءته والاهتمام به هو (القرآن الكريم)، وفي تكراره بركات عديدة، فان في كل ختمة تنفتح له خزائن لم يرها في الختمة السابقة وهو أعظم وصفة لعلاج أمراض النفس والروح أنزلها علينا الخالق الحكيم الرحيم البصير بالأمور. ويجب الاطلاع على المسائل الفقهية التي يكثر التعرض لها في الرسائل العملية لمراجع التقليد ((زاد الله في شرفهم)) ويقرأ في العقائد مثل : (عقائد الإمامية) وكتاب (المراجعات) و(النص والاجتهاد) للاستدلال على أحقية المذهب والدفاع عنه, ويقرأ (مرآة الرشاد) و(جامع السعادات) و(قناديل العارفين) في الوعظ والأخلاق, كما يقرأ تفسيراً مختصراً ولو مثل : (تفسير شبر) أو (مختصر الميزان) وفي سيرة المعصومين مثل : (نفحات من السيرة) و(دور الأئمة في الحياة الاسلامية) وغير هذه من نتاجات العلماء والمفكرين الذين أغنوا المكتبة الإسلامية بآثارهم وخصوصاً بعد سقوط الطاغية وانفتاح الفرصة على أوسع أبوابها للاطلاع على هذه الجهود القيمة. وممكن لبعض منهم بحسب الظروف المناسبة الالتحاق بالحوزة الشريفة خلال العطلات الصيفية لأخذ دورات مكثفة تعادل ما يأخذه غيرهم في كل سنة كاملة, مع الإخلاص لله تعالى والهمة العالية.
سؤال4: إن كثيرا من الطلاب والطالبات يقتنعون أحياناً بخطأ في سلوكهم وضرورة تصحيحه على وفق الشريعة إلا أنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية للتطبيق بسبب ضغط العادات والأعراف الاجتماعية, فمثلاً المرأة السافرة تقتنع بضرورة الحجاب, أو الشاب المؤمن يرى خطأ الممارسات الجنسية غير المشروعة فلا يستطيعون التغيير، فبماذا تنصحون.
بسمه تعالى : لا شك إن التغيير على صعيد النفس والمجتمع يحتاج إلى شجاعة كبيرة خصوصاً إذا اصطدم بموانع اجتماعية وعادات راسخة لذلك كان هذا التغيير هو (الجهاد الأكبر) لأن فيه مقاومة لأعدى الأعداء وهي النفس الأمارة بالسوء الموجودة في داخل كل إنسان وسيجد الفرد عند انتصاره على نفسه لذة كبيرة سواء عند إقدامه على طاعة أو تجنبه لمعصية, لذلك ورد في الحديث : ((النظرة إلى الأجنبية سهم مسموم من سهام إبليس فمن تركها لله وجد حلاوة الإيمان في قلبه)) ، فلا بد من امتلاك هذه الشجاعة للتغيير وإذا عارض المجتمع أو المحيط والبيئة فإن ذلك حسداً منه لأنه لا يستطيع أن يكون شجاعاً مثلك لينتصر فيعمل على أن يخذل الآخرين ليكون مثله. إن المجتمع قد تضيع فيه الموازين الصحيحة كما ورد في الحديث : ((كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً ـــ ثم قال ـــ : كيف بكم إذا أمرتم بالمنكر ونهيتم من المعروف)) ، وقد حذّر القرآن من اتباع العامة التي تنعق مع كل ناعق من غير وعي ولا إدراك لما يراد منها والنتيجة التي ستصل إليها, قال تعالى : (وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّه) (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) ، (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ) إن هذا الانصياع للعرف الاجتماعي وللعادات الجارية هو الذي أهلك الأمم السابقة (إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ) (). وقال تعالى في صفة أهل جهنم (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ) .
إن الإنسان المؤمن القوي بإيمانه قوي باتصاله بالله سبحانه وقد ورد في وصفهم انهم لا تأخذهم في الله لومة لائم, فليجرب أحد لذة الانتصار التي يعيشها عندما يمضي بشجاعة لتطبيق شريعة الله سبحانه, أما هؤلاء المعترضون فيعضون على أصابع الندامة ويشعرون بالهزيمة في داخلهم. قال تعال: (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَآ آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ) ، (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) ، وأعظم فضل ورحمة من الله سبحانه الهداية إلى دينه والإيمان به وبرسوله ((صلى الله عليه وآله)) وبولاية أمير المؤمنين علي ((عليه السلام)).
سؤال5: نرى الكثير من الأساتذة الجامعيين الذين حصلوا على شهادة تخرجهم من الجامعات الغربية يحاولون أن يطبقوا ما تعلموه من الحضارة الغربية المنحلة دينياً وخلقياً من قبيل (السلام الأجنبي أو التميع وخاصة مع الطالبات) أو نشر الأفكار الغربية المسمومة التي سلّم الأستاذ بصحتها، فكيف تنصحون؟
بسمه تعالى : أفهمه أن الإنسان يعتز بحضارته وتراثه وتاريخه. فعندما ينعقد محفل دولي أو تجمع إنساني ترى كل شخص يظهر بزي بلاده ويتكلم لغة قومه ويؤدي شعائر أمته ويحيي بتحية أهله. خصوصاً لمن يملك مثل تاريخنا المضيء الذي أنار للأجيال، فلماذا هذه التبعية المقيتة للغرب ولماذا نتنازل عن مُثلنا الإنسانية العليا لمصلحة سلوكياتهم الحيوانية المنحطة وماذا يخسر هذا الأستاذ وماذا يضـره لو ظل محافظا على أخلاقه ومبادئه وتقاليده الصحيحة؟ إنها الهزيمة من الداخل وعقدة الحقارة والنقص التي يشعر بها هذا الأستاذ أمام الغرب، وما النقص في هذه المثل العليا التي نحملها وإنما النقص فينا، فإن هذه القيم تلتقي مع التطور العلمي وتحث عليه وتدعو إليه. قال تعالى :} هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ{ () واستعمركم فيها أي طلب منكم أعمارها وإصلاحها.
إن الغرب عندما يستهينون بمبادئنا وتقاليدنا فلأنه يعلم إنها خير محض وإنها تهب السعادة والطمأنينة للبشرية فيحسدنا على هذه النعمة، مما يدفعه إلى إغرائنا بتركها بشتى الطرق ويصورها لنا وكأنها تخلف ورجعية وعدم تحضر ولو درسنا حياة الغربيين ونظرنا إليهم نظر الناقد الخبير لوجدنا عندهم العجائب، ففي اليابان يقام احتفال يتبارى فيه المتسابقون على كثرة ما يزدرد من شطائر الطعام وتوضع تلول الشطائر على مائدة وهم يلتهمونها كالحيوانات، ففي أي مقياس يكون هذا عملاً إنسانيا متحضراً؟ وفي أسبانيا يقام احتفال سنوي تنطلق فيه ثيران المصارعة من مأواها إلى ساحة ملعب المصارعة مخترقة شوارع المدينة والناس يزدحمون أمامها وهم يركضون وهي خلفهم فربما قتلت هذا وجرحت ذاك، وهم يعتبرونه مهرجاناً سنوياً ينتظره المتحضرون بفارغ الصبر وتنقله شاشات التلفزيون وكأنه حدث إنساني عظيم، وهذه شريعة الغرب التي يحكم بها الغرب المتحضر شعوب الدنيا، فهو مستعد لسحق البشرية كلها من أجل مصالحه، وإذا كان الحيوان المفترس يكتفي بضحية واحدة يشبع بها بطنه فان نهمهم لا يقف عند حد، وطمعهم لا حدود له، فهو أشرس وأسوء من الحيوانات المفترسة . . . وهذا الهوس والجنون الذي يرافق مباراة كرة القدم وتقام لها الطقوس العبادية ومهرجانات الحب والولاء وتهدر على أقدامها مليارات الدولارات وأصبحت معبودة الجماهير فهم يعترفون إنها إله تؤدى إليه مراسيم الطاعة والولاء ويتقاتل عليها الناس، وتجوع الدول من اجل أن يكون لها فريق قوي وقد تحدث الحروب بين الدول من أجلها ويشارك في تعظيمها الصغير والكبير إبتداءً من رؤساء الدول حتى الفقير الذي لا يملك قوت يومه. فهل سأل واحد منهم نفسه ماذا قدمت كرة القدم للبشرية وهل هذا يعقل إن هذا كله من أجل كرة جلدية تدخل في مرمى هذا أو مرمى ذاك؟ وماذا سيكون حال المجتمع الإنساني لو وظفت هذه المليارات والجهود فيما يصلح حال البشرية في دنياها أو آخرتها؟ وهل إن وجود الإنسانية عبث لا غاية وراءه حتى يقضي حياته بالعبث واللهو؟ قال تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ) . وكل توظيف للشيء في مجاله الصحيح فهو عبادة لله سبحانه، فهذا التطور التكنولوجي ما دام مسخراً لخدمة البشرية وتوفير السعادة لها فهو عبادة وطاعة لله سبحانه, وهذا النقد الضخم مادام موظفاً في إدارة الأعمال وإقامة المشروعات النافعة, وإن استغل في الربا وامتصاص دماء الضعفاء أو أكتنـز بلا فائدة فهو معصية وجعل الشيء في غير موضعه الصحيح, وهكذا.
وأعتقد إني خرجت عن مقدار السؤال لكن ما ذكرت هو من الأفكار المهمة التي يجب أن يعيها المؤمنون خصوصاً الطبقة المثقفة منهم كأساتذة وطلبة الجامعات.
سؤال 6: هل يجوز وضع العطر بالنسبة للطالبة الجامعية علماً أنها في مكان يتواجد فيه الجنس الآخر؟
بسمه تعالى : هذا من الزينة التي لا يجوز إظهارها لغير المحارم. وقد علمت ان بعض انواع العطور تثير الشهوة الجنسية وتسبب فتنة لدى الجنس الآخر وقد تَفَتَّقَ ذهن شياطين الانس عن عطور تحرّك الهورمونات المسؤولة عن إثارة الشهوة الجنسية وتدفع صاحبها بقوة الى تلبية هذه الرغبة فتحصل مفاسد اجتماعية وخيمة (فليحذر الذين يخالفون عن امره –تبارك وتعالى- ان تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب اليم).
سؤال 7: هنالك بعض الطالبات غير محجبات لكنهن طيبات القلب وليس لديهن سوء وعندهن مبرر لخلع الحجاب، وهو إن الشباب لا يتقدمون لخطبة الشابة المجهولة الحال من ناحية الجمال لأن الحجاب يخفي الكثير من محاسنها، فهن يقدمن على خلع الحجاب حتى لا يبقين (عوانس) بالتعبير العرفي، فبماذا تنصحون الشاب والشابة بخصوص هذا الموضوع؟
بسمه تعالى : إن طيبة القلب وإن كانت أمراً مهماً ومقرباً إلى الله سبحانه لكنه لا يكون مؤثرا ونافعاً أمام الله سبحانه إلا إذا وافق طاعة الله سبحانه, كالماء إذا سقيت به نباتاً طيباً وأرضاً طيبة يخرج ثمرة طيبة وإذا سقيت به أرضاً خبيثة يخرج نباتاً خبيثاً، فلا بد أن يقترن القلب الطيب والإيمان مع العمل الصالح. والقرآن شاهد على ذلك فإنه دائما يقرنهما : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) . فلا يكفي الإيمان ولا طيبة القلب وحده للنجاة والفوز عند الله سبحانه، وأما هذا المبرر المذكور فليس مسوغاً بل هو من تسويلات الشيطان فإن الشاب الخاطب يمكن أن يرسل أهله لرؤيتها ثم يمكنه الالتقاء بها والتعرف عليها مع اقتصارها على الحجاب الضروري، ثم ألا تعلم هذه البنت أنها حينما تخلع الحجاب فإنها سوف لا تحظى بزوج مؤمن يكفل لها سعادتها وكرامتها لأن مثله لا يخطب مثلها، وإذا تقدم لها إنسان غير مؤمن, فإنها هي سترفضه لأنها طيبة القلب ومؤمنة وتريد المؤمن وسيؤدي ذلك إلى بقائها بلا زواج وسيتحقق عكس ما أرادت تطبيقاً للحديث الشريف الوارد عن الإمام الحسين ((عليه السلام)) : ((من حاول أمرا بمعصية الله كان أفوت لما يرجو وأقرب لما يحذر)) وتذكروا قوله تعالى : (وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) ، (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ) .
سؤال8: مع اقتراب نهاية السنة الدراسية للمرحلة الأخيرة حيث يتخرج الطالب ويأخذ موقعه الوظيفي في بناء البلد تقام حفلات التخرج والتقاط الصور وهي مقرونة بمحرمات عديدة كالتبرج والرقص المختلط والموسيقى الماجنة فما هو توجيهكم لأبنائكم من طلبة الجامعات.
بسمه تعالى : إن هذه النقلة تمثل منعطفاً حاسماً في حياة الانسان لأنه يتحول من دور التلقّي والأخذ الى مرحلة العطاء والإفادة وقد توفرت له عدة عوامل ساعدته على الوصول الى هذه المرحلة فلو لم يتحقق له واحدة منها (كنفقة أهله عليه أو حصوله على معدل مناسب أو توفّر الاختصاص المناسب له) لما تمّت له هذه النتيجة وحينئذٍ عليه أن يستذكر كل هذه النعم لله تعالى ليكون له من الشاكرين ومن مظاهر هذا الشكر طاعته تبارك وتعالى وعدم معصيته فمن غير المعقول ان يعصيه بالنعمة التي منّ عليه بها (هل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسان) كما أنه لا يناسبهم وهم قادمون على تسلّم مواقع المسؤولية في البلدان أن يكونوا بهذه الدرجة من الخفّة والنزق والصبيانية.
أنا لا أريد أن أمنع من الاحتفال بهذه المناسبة لأن من حق الطالب الجامعي أن يسجل ذكريات هذه المرحلة من حياته ويترك بصماتها في تأريخه لكن لا على حساب دينه وأخلاقه ومكانته الاجتماعية وأنا أعلم أن هذه المناسبة تتضمن حفلات مختلطة بموسيقى ماجنة وتبرّج وخلاعة وكأن القلم يُرفع في هذه الأيام ويأخذ الملكان اللذان يسجّلان على الانسان أعماله إجازة فلا يلتزمان بقوله تعالى (ما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد) فأدعو أحبائي الطلبة أن يرشّدوا هذه الحالة ويهذّبوها فيلتقطون صوراً تذكارية من دون هذا الصخب والضجيج أو ينظموا احتفالات رزنة ذات برامج تثقيفية ومسلية خالية من الفحش والبذاءة وفعاليات جميلة وغيرها من البدائل التي لا تخفى على شبابنا المؤمن الغيور المتميز بالابداع والابتكار.