التواصل مع العلماء يفجّر طاقات الأمة

| |عدد القراءات : 2220
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

التواصل مع العلماء يفجّر طاقات الأمة[1]

 

وردت أحاديث عديدة مفادها أن النظر في وجه العالم عبادة والنظر إلى المصحف الشريف وإن لم تقرأ فيه عبادة وقد سئلت هل  أن مطلق النظر عبادة أم الذي فيه تأمل وقراءة فقلت المتبادر إلى الذهن الثاني كما هو الظاهر من أمثال هذه الأحاديث إلا أن الصحيح الأول لذا تستشعر معانٍ متنوعة عند النظر إلى العلماء فأحدهم يعطيك شجاعة بمجرد النظر إليه .

 

قد تقول إن العبادة لها آثار روحية يستشعرها ويحس بها من يمارسها في حين أنه ليس كل نظر إلى وجه أي عالم  يوجب مثل هذه الآثار فأقول أن هذا صحيح ولكنه لا يوجب تغيير التفسير الذي ذكرناه وإنما يجب أن نفهم معنى (العالِم) وحدوده ومصداقه الحقيقي ففي رواية تبيّن أحد هذه الحدود ( العالم من تذكرك رؤيته الآخرة )  والرواية التي حددت صفات العالم الذي ترجع إليه الأمة في شؤونها الدينية والدنيوية ( فأما من كان من الفقهاء حافظا ًلدينه صائنا نفسه مخالفاً لهواه متبعاً لأمر مولاه ) ومثل هؤلاء العلماء أمر الأئمة (عليهم السلام) الأمة بالتواصل معهم والاستفادة منهم وكانت المدينة المنورة يومئذٍ عاصمة العلم والعلماء فجعل الإمام تمام فريضة  الحج أن يعرّج على المدينة ويزور قبر النبي (صلى الله عليه وآله) ويلتقي بالإمام (عليه السلام) والعلماء كالذي تفعله شيعة أهل البيت(عليهم السلام) حينما تزور أمير المؤمنين ثم تنعطف نحو العلماء لتجدد عقد التواصل والعطاء والحركة المثمرة نحو النجاة والفلاح والسعادة .

 

والتجربة تشهد أن مثل هذه اللقاءات تفتح آفاقاً للعبادة من خلال إيجاد فرص العمل الاسلامي المبارك التي تشمل الانشطة كافة إذ أننا نعترض على أن يحوز العمل السياسي اهتمام العاملين ويهملون الأوجه الأخرى للنشاط خصوصاً الثقافي والفكري والاجتماعي والإنساني والديني إذ أننا ندعو إلى أن تهتم الكيانات السياسية بهذه الانشطة وعلى الأمة أن تنشئ مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بها وتعوّض تقصير الكيانات السياسية في هذه المجالات لتتكامل حركة الأمة وتكون في حيوية وفاعلية مستمرة  وخالة صحوة دائمة لأن الغفلة تعني التفريط وضياع القوة والكيان والهوية وكلما نوّعنا العمل وكثّرنا المؤسسات فإنه يساهم في تفجير كل طاقات الأمة وتفعيلها بحسب ما يناسب كل فرد فإن (كل إنسان  ميسّر لما خلق له) كما في الحديث الشريف.

 

وإن دور قادة الأمة إيجاد هذه الفرص للأمة كي تستثمر طاقاتها وتوجد لها منافذ العمل وتدعمها وتوجهها.

 



([1] ) من حديث سماحة الشيخ (دامت تأييداته) مع  وفد مدينة قلعة سكر في محافظة ذي قار وبينهم مؤسسة الباقر (عليه السلام) الثقافية يوم    7/ شوال/1426