فقه والمجتمع 17 : مسائل في العمرة والحج
فقه والمجتمع 17 : مسائل في العمرة والحج
ما قبل الحج
1. لا يجب على المسلم تحصيل الاستطاعة حتى يجب عليه الحج لكن إذا استطاع وجب عليه، ويستحب للمسلم أن يعمل ويكسب بقصد توفير الاستطاعة للحج ليؤجر على كسبه، ويعلّم الإمام (ع) شيعته كيف يوفّرون الاستطاعة للحج من دون أن تؤثّر عليهم فيقول (ع): (لو أن أحدكم إذا ربح الربح أخذ منه الشيء فعزله فقال: هذا للحج، وإذا ربح أخذ منه وقال: هذا للحج، جاء أبّان الحج وقد اجتمعت له نفقة عزم الله له فخرج، ولكن أحدكم يربح الربح فينفقه فإذا جاء أبّان الحج أراد أن يخرج ذلك من رأس ماله فيشقُّ عليه)([1]).
2. ينبغي للحاج أن يبحث عن قافلة يتوفر فيها مرشد ديني له فضيلة علمية كافية وهمّة في الإرشاد والتوجيه وإحياء الشعائر الدينية كصلاة الجماعة وغيرها وأبويّة يرعى بها أيتام آل محمد (ص) وورع ودين وحكمة في التصرف.
وأن يكون متعهد القافلة متديناً ورعاً وله معرفة كافية بمناسك الحج ومواطن الديار المقدّسة كالمواقيت ومواضع المناسك والآثار الدينية لكي يوقفهم على المناسك والشعائر بدقة وأن يكون خبيراً بشؤون رحلات الحج ومتطلباتها وأن يكون واسع الصدر صبوراً رحيماً بالحجاج حريصاً على خدمتهم ولا يكون همّه الربح المادي بل ابتغاء الأجر عند الله تعالى بهذه الخدمة الجليلة.
3. أن يصحب معه نسخة من المصحف الشريف ليبتدئ بختمةٍ مع ابتداء السفر وينتهي بانتهائه لاستحباب ختم القرآن مرّة واحدة على الأقل أثناء سفر الحج. وأن يصطحب كتاباً للأدعية كـ(مفاتيح الجنان) ونحوه ليواظب على المستحبات والأدعية المأثورة كدعاء كميل ليلة الجمعة والندبة يومها وأدعية الأيام والتوسل والزيارات.
4. أن يوفّر عدداً من الكتب النافعة في الأخلاق والموعظة والأسرار المعنوية للحج والأبعاد الاجتماعية والسياسية لمناسكه حتى يستغلّ وقته بالاستفادة منها بدل التسكع في الأسواق أو قضاء الوقت بأحاديث اللغو والغيبة خصوصاً وان الحاج يمتلك وقتاً فارغاً كثيراً حيث لا تأخذ المناسك منه إلا اليسير.
5. يستحب للحاج أن يوفّر شعر رأسه من الأول من ذي القعدة ويمتنع عن حلقه.
6. لا يغفل عن توفير احتياجاته الخاصة بمناسك الحج أو ما يتعلق بالسفر؛ ومنها ثوبا الإحرام وقطعة إضافية احتياطاً لتنجس الأخرى أو تلفها أو مساعدة أحدٍ محتاج إليها، ووثائق السفر وغيرها.
7. ان يصحب رسالة عملية خاصة بمناسك الحج لمرجع تقليده لكي يتعرف على تفاصيل الحج ومعالجات المشاكل وأجوبة المسائل التي تواجهه والأفضل أن يصحب عدة رسائل للفقهاء الذين تدور الأعلمية بينهم ليعمل بأحوط الأقوال عند الاختلاف فالاحتياط سبيل النجاة خصوصاً في الحج الذي هو مرّة واحدة في العمر.
8. أن يقرأ آداب المعاشرة مع الإخوان والتعامل الإسلامي النظيف مع الآخرين لأن السفر ميزان الأخلاق وان مدة السفر التي تقرب من الشهر تتطلب شيئاً من الصبر وسعة الصدر والإيثار والتراحم والتعاطف والتعاون وغيرها. وتوجد كتب في آداب العشرة كما أن صاحب كتاب وسائل الشيعة جمع أحاديث الأئمة الأطهار عليهم السلام في الجزء الثامن من الكتاب فينبغي وضع خلاصة لها في دفتر خاص لتسهيل مراجعتها باستمرار.
9. أن يقرأ كتاباً عقائدياً يستعرض موارد الخلاف والجدال مع الطوائف الأخرى لأنه سيلتقي مع أنواع منهم وتثار مثل هذه الحوارات وهو من العراق الذي يمثل قلب الإسلام النابض بالحركة والوعي والفقه وسائر علوم الإسلام فلا بد أن يدافع عن الخط الإسلامي الأصيل المتمثل بمدرسة أهل البيت (ع).
ملاحظة: أشير هنا إلى أن كثيراً من هذه النصائح لا أتوقع أن كل الحجاج قادرون على الأخذ بها وهنا تكون مسؤولية المرشد الديني كبيرة في ممارسته لوظيفته على طول السفرة ليرشدهم إلى هذه الأمور وليحرص على إقامة صلاة الجماعة بهم وعقد المحاضرات والندوات ومجالس الذكر لأهل البيت (ع) باستمرار وأن يبيّن لهم عظمة الفريضة التي انطلقوا لأدائها.
10. ينبغي للمرأة أن تراجع الطبيبة وتستشيرها في تناول العلاج الذي يقطع عنها الدورة الشهرية لكي لا تنغّص عليها أداء مناسكها فإن أحكام الحائض في الحج ليست يسيرة وقد لا تؤدّيها كما يجب.
موجز مناسك العمرة والحج
تتضمن كتب (مناسك الحج) تفاصيل فقهية كثيرة قد تُشتّت ذهن القارئ وتفوّت عليه إمكانية حصر المقدار الواجب ليأخذ عنه فكرة إجمالية واضحة في ذهنه ثم يدخل في التفاصيل لذا ارتأينا أن نقوم بذلك بإذن الله تعالى.
يجب الحج على المسلم مرة واحدة في العمر، وما زاد عنه فهو مستحب وقد يجب بسبب طارئ كالنذر أو إفساد للحج الأول.
والشخص الذي لم يسبق له الحج يسمى (الصرورة) ويرد عنوانه في بعض الأحكام كاستحباب استنابته عند عدم استطاعته.
وإذا توفرت عناصر الاستطاعة وجبت على الإنسان المبادرة إلى الحج، ولا يجوز له التسويف والتكاسل وإذا لم يفعل في سنة الاستطاعة عاصياً فعليه المبادرة في السنة اللاحقة.
يقوم الحاج بفريضتين متلازمتين([2]) في سفره:
(أولاهما) عمرة التمتع وهي مراسيم دخوله إلى مكة ثم يبقى منتظراً موسم الحج ليؤدي (ثانيتهما) وهي فريضة الحج المباركة، وإنما سُمّيت عمرة التمتع لأنه بعد أن يؤديها تباح له الاستمتاعات الجنسية مع زوجته حتى يحرم للحج.
وعمرة التمتع لا تكون إلا في أشهر الحج (شوّال، ذو القعدة، ذو الحجة) فمن سافر إلى مكة في غيرها فعليه أن ينوي العمرة المفردة وهي غير المرتبطة بالحج وتتضمن طواف النساء إضافة إلى مناسك عمرة التمتع وبلحاظ استقلالها عن الحج تسمى (المفردة).
وأول ما يجب عليه فعله هو الإحرام من المواقيت المحددة التي لا يجوز للذاهب إلى بيت الله الحرام تجاوزها إلا وهو محرِم.
و(الإحرام) حاله كحال الصوم والصلاة يتطلب منه القيام بأفعال معينة واجتناب أمور معينة تسمى (تروك الإحرام).
وميقات أهل العراق -اليوم – هو مسجد الشجرة القريب من المدينة المنورة للمسافرين برّاً أما المسافرون جوّاً إلى مدينة جَدَّة فإنهم يستأجرون حافلة مكشوفة السقف لتنقلهم شمالاً إلى أقرب ميقات وهي الجحفة ويحرمون هناك ثم يهبطون إلى مكة التي تبعد حوالي (180) كم عنها، وسنذكر بقية المواقيت في نهاية الكتاب.
وفي الميقات يتجرد الحاج من ملابسه الاعتيادية ويلبس ثوبي الإحرام ناوياً بلبسهما (عمرة التمتع إلى حج التمتع قربة إلى الله تعالى) ولا يدخل الإنسان حالة الإحرام أي تصبح تروك الإحرام عليه فِعليّة بمجرد لبس ثوبي الإحرام وإنما تتنجّز عليه بالتلبية التي هي كتكبيرة الإحرام بالنسبة للصلاة.
فإذا دخل مكة طاف بالبيت سبعة أشواط متوضأً طاهر البدن والأثواب ثم يصلي ركعتي الطواف ثم يسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط ثم يأخذ شيئاً ولو يسيراً من شعر رأسه أو لحيته وكل هذه الأفعال (الطواف، الصلاة، السعي، التقصير) يأتي بها بنفس النية المتقدمة وهي عمرة التمتع إلى حج التمتع.
فإذا تم ذلك فقد انتهت مناسك العمرة وتباح له تروك الإحرام حتى النساء عدا ما يتعلق بالأرض الحرام كالصيد ويبقى مُحِلاً غير مُحرِم حتى يبدأ موسم الحج.
ففي ليلة التاسع من ذي الحجة أو في صبيحته يجدد الإحرام بنية الحج هذه المرة من محل إقامته أو من البيت الحرام -وهو الأفضل- ويخرج إلى عرفات حيث يجب على الحاج أن يتواجد هناك من أذان الظهر إلى أذان المغرب فيشتغل بالعبادة والذكر وبعض المستحبات.
وبعد أذان المغرب يذهب إلى المشعر الحرام في مزدلفة فيمكث هناك حتى طلوع الشمس من يوم العاشر من ذي الحجة ويجمع خلال وجوده (49) حصاة لرمي الجمرات في منى ويستحب له أن يجمع (70) حصاة احتياطاً لعدم إصابة بعضها أو ضياعها.
وبعد وصوله إلى منى يذهب لرمي الجمرة الكبرى بسبع حصيّات ثم يذبح الهَديَ ثم يحلق رأسه للذاهب أول مرة أما غيره فيتخيّر بين الحلق والتقصير فإذا أتمَّ مناسك منى الثلاث فقد أبيحت له تروك الإحرام إلا النساء وما يتعلق بالأرض الحرام فيعود إلى ملابسه الاعتيادية وبقي عليه عملان:
(الأول): أن يبيت في منى ليلة الحادي عشر والثاني عشر من ذي الحجة وفي نهار كل من هذين اليومين يذهب إلى الجمرات الثلاث ليرمي كل واحدة منها بسبع حصيّات ويتخيّر الحاج بين المبيت بمنى أو قضاء الليل بالعبادة عند البيت الحرام.
(الثاني): أن يذهب إلى مكة ليطوف بالبيت سبعاً وهو (طواف الحج) ويصلي ركعتي الطواف ثم يسعى سبعة أشواط بين الصفا والمروة ثم يعود ليطوف بالبيت سبعاً وهو (طواف النساء) فإذا قضاه أبيحت له الاستمتاعات الجنسية مع زوجته ومن هنا سُمّيَ طواف النساء ويمكن للحاج أن يقوم بهذه الأعمال مباشرة بعد انتهاء أعمال منى يوم العاشر أو يقضي بها ليلة الحادي عشر بدل المبيت بمنى.
فإذا رمى الجمرات يوم الثاني عشر فينفر من منى بعد حلول الزوال وبانتهاء هذا الرمي وبإتيان طواف النساء تنتهي مناسك الحج بلطف الله تبارك وتعالى.
مسائل ابتلائية في الحج
(مسألة-1) ميقات العراقيين المسافرين جوّاً لا بد أن يكون من المواقيت، والميقات للحجاج العراقيين برّاً من مسجد الشجرة قرب المدينة المنورة.
أما المسافرون جوّاً فإن حصل عندهم الاطمئنان أن الطريق الجوي يمر على بعض المواقيت (ونعلم ذلك من سؤال أهل الاختصاص) والمفروض عدم جواز عبور المواقيت إلا بإحرام فيجب الإحرام من الطائرة ولما كان الإحرام قبل الميقات غير جائز فيمكن إيجابه بالنذر بالصيغة الشرعية وعليهم ذبح شاة كفّارة للتظليل المحرَّم على الرجال.
وإن لم يحصل مثل هذا الاطمئنان -كما هو المنقول عن الثقات- أو قلنا أن عبور الطائرة لا يعدّ مروراً بالميقات أو يعقد المسافر عزمه أنه قاصد للسفر من بلده إلى جدّة وليس إلى مكة فعلى هؤلاء أن يذهبوا من جدة إلى أحد المواقيت والأقرب إليهم هو الجحفة التي تبعد عن جدة حوالي (180) كم ويحرموا من هناك.
والفرصة لمثل هذا العمل ميسّرة حيث توجد سيارات مكشوفة في مطار جدة يمكن استئجارها لهذا الغرض حيث يلتزم أتباع أهل البيت (ع) بحرمة التظليل تأسياً برسول الله (ص) والأئمة المعصومين (ع) من أهل بيته حتى أصبحت هذه الظاهرة من أوضح العلامات لشيعة أهل البيت (ع). وإذا تعذّر الذهاب إلى الجحفة فيحرم الحجاج من جدة بالنذر ولا بأس بتجديده عند الوصول إلى الحديبية باعتبارها أدنى الحِل.
(مسألة-2) حرمة التظليل مطلقة على كل حال لإطلاق الأدلة وليست حرمة التظليل مختصة بحال وجود الشمس أو المطر وإنما ذكرا في بعض الروايات من باب أوضح المصاديق لا للحصر بها. ويُفهم من بعضها أن المطلوب من الحاج هو البروز والظهور لمن أحرم له وليس بلحاظ ما ظهر له، وعليه فيحرّم التظليل حتى في الليل ومع عدم وجود المطر.
(مسألة-3) حرمة التظليل مقيّدة بحالة السير وحركة المصعد الكهربائي لا تعتبر سيراً عرفاً كما أن سقف المصعد لا أثر له فوجوده كعدمه لوجود سقف البرج الذي يتحرك فيه المصعد وفي مثل هذه الحالة لا يحرّم التظليل.
(مسألة-4) لا يجب على من يريد الحج أن يستعمل جاهه أو يدفع أموالاً للجهات المسؤولة حتى يحظى بالرخصة من دون المرور بالقرعة ونحوها من الضوابط الرسمية فيسقط عنه وجوب الحج ما دام غير مشمول بالإذن الرسمي ولا يجب عليه ذلك حتى لو كان مستطيعاً مالياً. نعم، لو تعلّق الحج بذمته لاستطاعته في سنين سابقة وجب عليه فعل هذا ونحوه من أجل تمكينه من إبراء ذمته مع مراعاة أخلاقيات التعامل مع الآخرين وحفظ النظام الاجتماعي العام.
(مسألة-5) يجوز بل يجب متابعة الحكومة التي تحتضن الحرمين الشريفين في حساب شهر ذي الحجة حتى لو كان الفرق بينه وبين ما تلتزم به المرجعية الشريفة لأتباع أهل البيت (ع) معتدّاً به ولا يجب الاحتياط بأي شكل من الأشكال التي ذكروها.
مخالفات شرعية يرتكبها الحجاج
تتضمن شعيرة الحج أعمالاً وسلوكيات ذات أبعاد فقهية وأخلاقية واجتماعية وإذا أراد المسلم أن يحظى بالألطاف الإلهية المدّخرة لمن حج بيت الله الحرام فعليه أن يلتزم بها جميعاً وهذا ما يندر وجود من يلتفت إليه والحد الأدنى من وظيفة الحاج أن يأتي بما يبرئ ذمته أمام الله تعالى من أفعال وتروك وقد وضعها الفقهاء في كتيبات مستقلة ليسهل على الحاج اصطحابها والاستفادة منها وهي تقتصر على ذكر الأحكام الفقهية التي تبرئ ذمة المكلف أما الجوانب الأخلاقية والاجتماعية فتتكفل بها كتب أخرى.
وقد شاهدت خلال سفري لأداء هذه الفريضة المباركة عام 1424هـ عدة مخالفات شرعية منشؤها الجهل وعدم الاستعداد الكافي قبل السفر إلى الحج باستيعاب المسائل المتعلقة به وعدم وجود العدد الكافي من المرشدين القادرين على تعليم الحجاج لكل تفاصيل المسائل وقيادتهم لأداء الأعمال بشكل صحيح إضافة إلى عدم تورّع متعهدي نقل الحجاج واهتمامهم بالربح المادي لا المعنوي وعدم اكتراثهم لتضييع الحجاج لهذه الشعيرة المقدسة. فقد رأيت كثيراً من الحجاج بلا مرشد ديني وراحوا يتشبثون بأي مجموعة ليتابعوها الأعمال من دون السؤال هل ان وظيفتهم هذا العمل ام غيره فلعل هذه المجموعة قد سبقتهم بفعل معين لم يؤدوه هم.
ومن هذه المخالفات:
1. عدم الوقوف في الحدود الشرعية للشعائر المقدسة كعرفات والمزدلفة وعدم الوصول إلى نهاية السعي بين الصفا والمروة، فإن لعرفة والمزدلفة حدوداً لا يصحّ الحج إلا بالتواجد ضمن هذه الحدود وتوجد لوحات مثبّتة لهذه الحدود يمكن الاعتماد عليها كما أن السعي لا بد أن يكون مبتدؤه ومنتهاه جبلا الصفا والمروة وقد غُطِّي بعضهما بحجر المرمر ونظم على شكل سلم فيكفي الوصول اليها ولا يشترط الوصول إلى الجزء الظاهر منهما الذي لا زال باقياً ولا يكفي ما دون ذلك.
2. مخيمات الحجاج العراقيين خارج حدود منى المؤشرة في اللوحات المثبتة على حدودها فعلى الحجاج الكرام أيدهم الله تعالى أن يؤدّوا المناسك التي يُشترَط أداؤها في منى كالحلق والمبيت أن يتقدموا ليدخلوا الحدود المؤشرة وينجزوها.
3. الالتفات في الطواف حول الكعبة لتحيتها والتسليم عليها أو مواجهتها لأجل الدعاء فهذه كلها تبطل الطواف إذا أتى بها عمداً ولا بد من الالتزام بكون الكعبة على يسار الطائف في جميع الأشواط، نعم لا يجب عليه التدقيق المبالغ فيه.
4. عدم التورع عن النجاسات عند التخلص من البول والغائط أو بسبب خروج الدم ونحوها مما يعرّضهم إلى تنجيس البدن وثوبي الإحرام في حين أن طهارتهما مشترطة في بعض المناسك.
5. عدم الاهتمام بالإحرام من الميقات للمسافرين جواً كما تقدّم مع تمكنهم من الذهاب إليه.
6. المهاترات الكلامية والفحش من القول والجدال والنزاع على أتفه الأمور هذا غير الغيبة –أعاذنا الله وإياكم- مع ما جاء في القرآن {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197. دخول الرجال إلى الشقق المخصصة للنساء للالتقاء بذويهم من دون الإعلام الكافي ولا التحرز الكافي أيضاً من جهة النساء مما أدى إلى ظهورهن بلا حجاب أمام الرجال.
8. عدم الالتزام بأداء ركعتي الطواف عند مقام إبراهيم (ع) وعدم الالتزام بالمرور بينه وبين الكعبة عند الطواف كما هو المشهور لدى الإمامية رغم عدم المشقة في الالتزام بذلك غالباً.
9. عدم الترتيب في مناسك منى حيث أولها الرمي ثم الذبح ثم الحلق فيحلقون قبل التأكيد من تحقق الذبح وهكذا.
10. قيام بعض الحجاج بالحلق والتقصير لبعضهم البعض من دون الالتفات إلى ان من تروك الإحرام أخذ الشعر منه ومن غيره فكيف يحلق أو يقصّر لغيره وهو محرم فهذه مخالفة ولا بد أن يأخذ الشعر شخص قد أحل من إحرامه.
11. بعض المحرمين كان يستعمل جهاز الهاتف النقال وهو لا يخلو من إشكال لحرمة تغطية الأذن على المحرم فإذا كان هذا الفعل يغطّي الأذن فلا بد من تجنبه.
12. يوجد تساهل من قبل الحجاج في الذبح بمنى حيث يأتمنون على ذلك من هو ليس أهلاً للثقة وهذا غير كافٍ وهنا تبرز مسؤولية المتعهد في الاتفاق مع ثقات عارفين لتوكيلهم في الذبح عن الحجاج.
13. لا يصحّ الطواف في ما عدا المساحة الدائرة حول الكعبة الشريفة ليصدق عليه عُرفاً الطواف بالكعبة مهما كبرت دائرة الطائفين فلا يُجتزأ بالطواف في الطابق العلوي([3]) أما العاجزون الذين يُطاف بهم محمولين على نقالة والذين لا يُسمح لهم بالطواف على الأرض فالأحوط لهم أن ينيبوا أحداً يطوف عنهم في الطابق الأرضي ويطاف بهم على نقالة في الطابق العلوي.
14. يجب التأكد من إصابة أحجار الرمي نفس الجمرات ومراقبتها وتعويض ما لا تتحقق إصابته منها، كما لا بد من رميها متتابعات وعدم صحة رميها دفعة واحدة.
([1]) وسائل الشيعة: مج8، كتاب الحج، أبواب وجوب الحج وشرائطه، باب51، ح1.
([2]) هذا لمن يحج (حج التمتع) وهي وظيفة كل من يبعد بلده عن مكة أزيد من (88) كيلومتراً أما من كان منزله دون ذلك فوظيفته (حج الافراد) أو (حج القِران) وهو حج مستقل عن العمرة وتلاحظ استطاعة الحج بمعزل عن العمرة ويفترقان بأن الثاني (حج القران) يسوق معه هدياً ليذبحه في منى دون الاول.
([3]) نقل البعض أن سطح الكعبة أعلى بحوالي ثلاثة أرباع المتر من أرضية الطابق الأول فمن يدور في هذا الطابق يطوف بالكعبة فإذا صحّ هذا النقل فإنه يسهّل على من لا يتيسر له الطواف في الطابق الأرضي حول الكعبة.