مفوضية النزاهة مطالبة بالمصداقية
مفوضية النزاهة مطالبة بالمصداقية([1])
إن قادة الإسلام وعلى رأسهم رسول الله (ص) وأمير المؤمنين هم أكمل من جسّد النزاهة والعفاف والطهر في حياتهم فأمير المؤمنين (ع) وهو رئيس دولة تمتد من أواسط آسيا شرقاً الى شمال أفريقيا غرباً يصعد على منبر الكوفة ويقول (لو خرجت منكم بغير هذه القطيفة التي جئتكم بها من المدينة لكنت خائناً) ويرقّع مدرعته حتى استحيا من راقعها ويلبس النعل البالي، وحادثته مع أخيه عقيل الذي طلب منه مساعدة لعياله تثبت ذلك بكل وضوح وكان المال الذي يأتيه لا يبيت عنده حتى يوزّعه على مستحقيه، فليس صحيحاً ما يقال أن (مفوضية النزاهة) هي من ابتكارات الحضارة الغربية لتوفير الضمانات الدستورية والرقابة على تصرفات الأجهزة الحكومية.
إن لهذه المفوضية دوراً مهماً في ضبط أداء السلطات وضمان عدم انحرافها ومحاسبة المسيئين والالتزام بالدستور إلا أن مجرد تشكيلها غير كافٍ ما لم يتّصف أعضاؤها بالنزاهة فعلاً والإخلاص والترفع عن اتباع أهواء النفس الأمّارة بالسوء والحرص على المصلحة العامة.
ولا بد أن نفهم ان (النزاهة) لا تعني محاربة الفساد الإداري والمالي فقط بل إن (مفوضية النزاهة) مسؤولة عن التوزيع العادل للثروة على أبناء الشعب بحسب نسبة السكان وحاجة المحافظات فليس مقبولاً ما نسمعه أن الميزانية المخصصة للخدمات في المحافظات التي كان النظام المقبور يغدق عليها هي عشرة أضعاف وأحياناً عشرين ضعفاً أزيد من الميزانية المخصصة للمحافظات المضطهدة والمحرومة في وسط وجنوب العراق. كما طالب سماحته بآلية عادلة للتمثيل في هذه المفوضية. لقد قدمنا شهداء في طريق تحقيق النزاهة كالشهيد أبي زينب الدراجي مسؤول المجالس البلدية في البصرة الذي عُرضت عليه المبالغ الضخمة للسكوت عن المظالم والفساد المالي فلم يتوقف عن عمله، والشهيد الدكتور حسين العكيلي الذي بدأ بمجرد تعيينه في الشركة العامة للأدوية والمستلزمات الطبية بتطهيرها من المافيات.