المسيرات الراجلة الى زيارة النصف من شعبان ظاهرة حضارية

| |عدد القراءات : 2205
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

المسيرات الراجلة الى زيارة النصف من شعبان ظاهرة حضارية

 

تطل علينا بعد أيام زيارة النصف من شعبان للإمام الحسين (ع) وهي من أعظم الطاعات لله تبارك وتعالى وفيها نصرة لأهل بيت النبي (ص) وإظهار لمحبتهم ومودتهم وولايتهم وهي بعد ذلك شوكة في عيون الأعداء وتقصم ظهورهم وتصيب مشاريعهم بالفشل واليأس والإحباط.

 

وقد حثّ الأئمة شيعتهم على هذه الزيارة بشكل أكيد ومما ورد فيها بسند معتبر –كما عن مفاتيح الجنان- "من أحب أن يصافحه مئة ألف نبي وأربعة وعشرون الف نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليهما السلام)  في النصف من شعبان فإن أرواح النبيين (عليهم السلام) يستأذنون الله في زيارته فيؤذن لهم، فطوبى لمن صافح هؤلاء وصافحوه ومنهم خمسة أولو العزم من الرسل هم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليهم أجمعين) وقد التزم عدد كبير من المؤمنين بالسير مشياً على الأقدام الى كربلاء مما يضفي عليها جزاءً إضافياً لما ورد من الثواب على كل خطوة لمن مشى الى الحسين (ع) إضافة الى ما تحمله من معان اجتماعية لأن المسيرات السلمية الراجلة وسيلة حضارية تقوم بها الشعوب للتعبير عن مطالبها وتحقيق أهدافها وإيصال صوتها للدنيا كما فعل رسول الله (ص) حين توجه بالمسلمين من المدينة الى مكة زائراً للبيت الحرام في السنة السادسة للهجرة أي بعد مواجهة الخندق الرهيبة بسنة وساق معه الهَدي ليُطمْئِن قريش أنه ليس محاربا فأسُقط في أيدي قريش ولم تستطع مواجهته عسكريا خشية الفضيحة أمام قبائل العرب وهم يقتلون زائرين للبيت غير مقاتلين  وكل ما فعلوه هو رجوع النبي (ص) هذه السنة حفظاً لماء وجوههم ضمن وثيقة صلح الحديبية التي سماها الله تبارك وتعالى بالفتح المبين وفي العصر الحديث قاد المهاتما غاندي مثل هذه المسيرات حتى حرر بلاده الهند وطرد الاحتلال البريطاني ورأينا بالأمس القريب عام 2000 كيف استطاع سكان المدن والقرى في جنوب لبنان طرد قوات الاحتلال الصهيوني فأخذوا يتقهقرون  حينما يزحف سكان كل مدينة وقرية نحو مدينتهم وهم مملوءون بنشوة النصر , فالمسيرات الراجلة الى الأمام الحسين (ع) يمكن أن تستثمر لتكون أقوى وسيلة بيد الأمة تنتزع من خلالها حقوقها وتعبر عن مظالمها وتعلن مطالبها وانما تؤدي هذه الأغراض حينما تنظم في مسيرات ضخمة ومرتبة وموجهة تحمل شعارات واعية وان تستغل فترة الطريق لتوعية العشائر وابناء الأرياف وتعليمهم احكام الشريعة.

 

وأدعوا الزائرين الى ان يكونوا بمستوى هذه الشعيرة المقدسة فيجتنبون اللغو والمهاترات الكلامية وان ينظموا حركتهم في المناطق المزدحمة لكيلا يحصل التدافع والاختناق كما حصل في فاجعة جسر الائمة وأن يتجنبوا أخذ الأطعمة والمشروبات من أفراد متنقلين مجهولين وأن تحسن الجهات المنظمة إدارة المناسبة من جميع النواحي الأمنية والخدماتية والصحية وطرق الطوارئ والأنقاذ وأن يهيئوا عددا كافياً من حافلات النقل لإرجاع الزوار الذين ذهبوا سيراً على الاقدام كما أدعوا النساء الى عدم التواجد في المناطق المزدحمة فإنهن يحصلن أحيانا على المعاصي والآثام اكثر من الثواب فليتجنبن مثل هذه الموارد وليعلم الجميع انهم كلما كانوا اكثر اخلاصاً والتزاماً بما يرضي الله سبحانه فإنهم سيكونون مشمولين بدعاء  الامام الصادق (ع) لزوار جده الحسين الذي دعا به وهو ساجد ودموعه تسيل على لحيته الكريمة والمذكور في مفاتيح الجنان:( .... اللهم اغفر لي ولإخواني وزوار قبر ابي الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما ) الذين انفقوا اموالهم واشخصوا ابدانهم رغبة في برّنا ورجاءً لما عندك…)