صدرحديثاً كتاب النبي والعترة (ص) في القرآن الكريم
صدرحديثاً كتاب النبي والعترة (|) في القرآن الكريم
يمثّل الكتاب قراءةٌ قرآنيةٌ واعية في موقع النبيّ الأكرم وعترته الطاهرة ^ في بنية القرآن نفسه؛ بوصفهم المفتاح الرئيسي لفهم الهداية الإلهية، والنقطة التي يلتقي عندها النصّ بالواقع، والعقيدة بالسلوك، وقد تكوّنت مادته من دروسٍ تفسيرية ألقاها سماحة المرجع دام ظله على طلبة الحوزة العلمية في النجف الأشرف، اختار فيها أربعين آيةً قرآنيةً تتصل اتصالًا عميق الدلالة بشخص النبيّ وآله ^، ثم أعاد قراءتها قراءةً موضوعية، تُبرز مقاماتهم، ووظائفهم، وعلاقتهم بالأمة، ودورهم في حفظ الدين وتكميل الإنسان.
فالكتاب ليس سردًا تاريخيًا، ولا تجميعًا لفضائل، ولا استعراضًا روائيًا؛ بل هو بناءٌ معرفيٌّ متدرّج، ينتقل بالقارئ من الآية إلى المعنى، ومن المعنى إلى الموقف، ومن الموقف إلى المسؤولية.
لماذا هذا الكتاب؟
لأنّ الأمة ـ كلما ابتعدت عن هُداة القرآن ـ تشوشت قراءتها للنصّ وتناقض سلوكها مع روح القران، ولأنّ كثيرًا من أزمات الفكر والدين والسياسة في عالمنا الإسلامي لم تنشأ من غياب النصّ، بل من فقدان الميزان الذي يُقرأ به النصّ؛ لذا جاء هذا الكتاب ليعيد طرح السؤال الجوهري:
كيف يقدّم القرآنُ النبيَّ × للبشرية؟ وكيف يُعرّف بأهلَ بيته ^؟ وما الذي يترتب على هذه المعرفة في واقع الإنسان والمجتمع؟
ومن هنا لم يكن هدف المؤلف تفسير الآيات تفسيرًا ذهنيًا باردًا، بل تحويل المعرفة إلى وعيٍ حيّ، يربط القارئ بالنموذج القرآني الكامل، ويمنعه من أن يكتفي بعلمٍ لا يهدي، أو محبةٍ لا تُثمر التزامًا، أو شعاراتٍ لا تغيّر مسارًا.
إنّ هذا الكتاب كُتب لأن الأمة تحتاج ـ في زمن التشويش والاختلاط ـ إلى أن ترى الإسلام من خلال صورته القرآنية الأصيلة، لا من خلال النماذج المشوّهة التي صنعتها السياسة أو الغلو أو الجهل. وكُتب لأن العودة إلى النبيّ والعترة، كما يقدّمهم القرآن، ليست مسألة مذهبية، بل ضرورة فكرية وحضارية.
وتنبع خصوصية هذا الكتاب من كونه حلقةً محورية في المشروع التفسيري العام لسماحة المرجع اليعقوبي، وهو مشروعٌ يقوم على إعادة بناء العلاقة بالقرآن عبر موضوعاته الكبرى، وربطه بالحياة والواقع، لا عزله في حدود المصطلح، ويمتاز هذا العمل بعدة خصائص منها :
أولًا: أنه صادر عن منبرٍ تربويٍّ مرجعي: مما جعله مشبعًا بروح التربية، وموجّهًا لبناء طالب العلم والإنسان المؤمن معًا، لا لإشباع الفضول الذهني فقط.
ثانيًا: اعاد قراءة التراث التفسيري بنَفَسٍ نقدي رصين: فالمؤلف في هذا الكتاب يحاور التفاسير السابقة دون صدامٍ أو تبعية؛ ويستعرض أقوال مختلف المدارس، ثم يعرض ملاحظاته العلمية الهادئة، مستندًا إلى الأصول القرآنية وإلى الروايات المعتبرة عن أهل البيت ^.
ثالثًا: أنه يجمع بين العقيدة والسلوك والواقع: فكل مبحث من المباحث الأربعين يكاد يكون وحدةً معرفيةً متكاملة: فيه تفسيرٌ لغويٌّ وبياني، وفيه تأسيسٌ لعقيدةٍ في النبوة أو الإمامة، وفيه استحضارٌ لمشهدٍ من السيرة أو التاريخ، وفيه توجيه تربوي وسلوكي يفتح للقارئ باب العمل.
رابعًا: أنه يقدّم الإسلام بوجهه الحضاري: فيكشف أن الانحراف عن النبيّ والعترة ^ لم يكن انحرافًا فكريًا فقط، بل كان سببًا في تشويه صورة الإسلام، وأن العودة إليهم تعني استعادة المعنى الإنساني والأخلاقي للدين.
يقع الكتاب في 500 صفحة وهو متوفر في معارض دار الصادقين للطبع والنشر
والله ولي التوفيق

