(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)

| |عدد القراءات : 62
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

(إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ)[1] هود : 114

قال تعالى {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود : 114]

وعد جميل يثلج صدور التائبين العائدين الى الله تعالى الذين آلمهم وخز الضمير وتقريع النفس اللوامة ، والطامحين الى محو ما في صحائف أعمالهم من نقاط سوداء خلّفتها المعاصي، والمتطلعين الى الأمل بحياة صالحة طيبة جديدة ، والطامعين في تكسير قيود الذنوب التي تعيق السعي نحو الكمال ، ولولا هذا القانون الالهي الكريم لانسدَّ طريق التكامل والرقي ؛ لأن الذنوب تتراكم وتجعل القلب مكدراً غير قابل للهداية والصلاح {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [المطففين : 14] روى في الدر المنثور عن النبي (J) قال : ((مثل الذي يعمل الحسنات على أثر السيئات كمثل رجل عليه‏ درع‏ من حديد ضيقة تكاد تخنقه فكلما عمل حسنة فك حتى يحل عقده كلها))[2]

وهذا الوعد أحد مظاهر الرحمة التي كتبها الله على نفسه قال تعالى )كَتَبَ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ( (الانعام:12) وقد تكرر هذا المعنى في القران الكريم كقوله تعالى (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ( (العنكبوت:7).

 روى الشيخ الكليني (0) في الكافي بسنده عن الثقة الفَضْلِ بْنِ عُثْمَانَ الْمُرَادِيِّ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (A) يَقُولُ : (( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ(J)أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ لَمْ يَهْلِكْ عَلَى اللَّهِ بَعْدَهُنَّ إِلَّا هَالِكٌ‏- يَهُمُّ الْعَبْدُ بِالْحَسَنَةِ فَيَعْمَلُهَا فَإِنْ هُوَ لَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ حَسَنَةً بِحُسْنِ نِيَّتِهِ وَ إِنْ هُوَ عَمِلَهَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ عَشْراً وَ يَهُمُّ بِالسَّيِّئَةِ أَنْ يَعْمَلَهَا فَإِنْ لَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌ وَ إِنْ هُوَ عَمِلَهَا أُجِّلَ سَبْعَ سَاعَاتٍ وَ قَالَ صَاحِبُ الْحَسَنَاتِ لِصَاحِبِ السَّيِّئَاتِ وَ هُوَ صَاحِبُ الشِّمَالِ لَا تَعْجَلْ عَسَى أَنْ يُتْبِعَهَا بِحَسَنَةٍ تَمْحُوهَا فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يَقُولُ- إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ‏ السَّيِّئاتِ ... )) [3] .

وقد وقع هذا الوعد الكريم عقب الأمر بالصلاة )وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ((هود :114) فقدّم ذكر المصداق الابرز والاقوى على ذكر القاعدة الكلية، مما يكشف عن أَنّ اداء الصلوات في أوقاتها له تأثير فعّال في محو السيئات والعفو عنها ، روي عن رسول الله (J) قوله : ((إِذَا قَامَ الْعَبْدُ إِلَى الصَّلَاةِ فَكَانَ هَوَاهُ وَ قَلْبُهُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى انْصَرَفَ‏ كَيَوْمَ‏ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ))[4] ومع تكرّر الصلاة خمس مرات في اليوم والليلة فان فرصة التخلّص من الذنوب تكون عظيمة ، روى في تفسير العياشي عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَحَدَهُمَا(3)يَقُولُ‏: (( إِنَّ عَلِيّاً (A) أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ أَيَّةُ آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَرْجَى‏ عِنْدَكُمْ‏ ؟ فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏: )إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ(( النساء: 48-116) قَال(A): حَسَنَةٌ وَ لَيْسَتْ إِيَّاهَا ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‏: ) {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء : 110] قَال(A): حَسَنَةٌ ، وَ لَيْسَتْ إِيَّاهَا ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ‏: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر : 53] قَال(A): حَسَنَةٌ ، وَ لَيْسَتْ إِيَّاهَا ، وَ قَالَ بَعْضُهُمْ‏: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران : 135] قَال(A): حَسَنَةٌ ، وَ لَيْسَتْ إِيَّاهَا ، قَالَ : ثُمَّ أَحْجَمَ النَّاسُ![5] فَقَال(A): مَا لَكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ ؟ قَالُوا : لَا وَ اللَّهِ مَا عِنْدَنَا شَيْ‏ءٌ قَال(A): سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (J) يَقُولُ : أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ )وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَ زُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ(‏(هود: 114)وَ قَرَأَ الْآيَةَ كُلَّهَا ، وَ قَالَ (J): يَا عَلِيُّ  ، وَ الَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ بَشِيراً وَ نَذِيراً ، إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَقُومُ إِلَى وُضُوئِهِ فَتَسَاقَطُ عَنْ جَوَارِحِهِ الذُّنُوبُ ، فَإِذَا اسْتَقْبَلَ اللَّهَ بِوَجْهِهِ وَ قَلْبِهِ لَمْ يَنْفَتِلْ عَنْ صَلَاتِهِ وَ عَلَيْهِ مِنْ ذُنُوبِهِ شَيْ‏ءٌ ، كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ ، فَإِنْ أَصَابَ شَيْئاً بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى عَدَّ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ثُمَّ قَالَ (J): يَا عَلِيُّ ، إِنَّمَا مَنْزِلَةُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ لِأُمَّتِي كَنَهَرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ ، فَمَا ظَنَّ أَحَدُكُمْ لَوْ كَانَ فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ ثُمَّ اغْتَسَلَ فِي ذَلِكَ النَّهَرِ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ ، أَكَانَ يَبْقَى فِي جَسَدِهِ دَرَنٌ فَكَذَلِكَ وَ اللَّهِ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ لِأُمَّتِي))[6].

وأي أمل ينعش القلوب أكثر من هذا الشعور بأنه مهما ابتعد عن الله تعالى وكثر خطأه فانه يستطيع العودة اليه تبارك وتعالى إذا تاب بصدق وشعر بالخجل من ربه، ثم وقف خاشعاً يصلي لربه المتعال، وحينئذٍ سيفرح الله تعالى بعودته أشدّ الفرح ويمحو عنه خطاياه.

 وفي مجمع البيان عَنْ أمير المؤمنين عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (A) قَالَ: ((كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (J) فِي الْمَسْجِدِ نَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْباً فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ (J) الصَّلَاةَ قَامَ الرَّجُلُ فَأَعَادَ الْقَوْلَ فَقَالَ النَّبِيُّ (J) أَلَيْسَ قَدْ صَلَّيْتَ‏ مَعَنَا هَذِهِ الصَّلَاةَ وَأَحْسَنْتَ لَهَا الطَّهُورَ قَالَ بَلَى قَالَ فَإِنَّهَا كَفَّارَةُ ذَنْبِكَ‏)) [7] .

وفيه ايضا: عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، وَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ ، ثُمَّ قَالَ : يَا أَبَا عُثْمَانَ ، أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟ قُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُهُ ؟ فَقَالَ : هَكَذَا فَعَلَ بِي رَسُولُ اللَّهِ (J)وَأَنَا مَعَهُ تَحْتَ شَجَرَةٍ ، فَأَخَذَ مِنْهَا غُصْنًا يَابِسًا ، فَهَزَّهُ حَتَّى تَحَاتَّ وَرَقُهُ فَقَالَ (J): يَا سَلْمَانُ : أَلَا تَسْأَلُنِي لِمَ أَفْعَلُ هَذَا ؟  قُلْتُ : وَلِمَ تَفْعَلُهُ ؟ قَالَ (J): إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ، ثُمَّ صَلَّى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ ، تَحَاتَّتْ خَطَايَاهُ ، كَمَا يَتَحَاتُّ هَذَا الْوَرَقُ ، وَقَالَ : ) وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ( إلى آخرها ))[8].

وقد قلنا في قبس سابق[9]: ان للصلاة تأثيرا في منع المعاصي قبل الوقوع فيها ، وفي محوها بعد ذلك ، أي أن تأثيرها على  نحو الدفع والرفع، فهي قبله تنهى عنه وتحصّن الانسان منه وتمنع من السقوط فيه )إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ( (العنكبوت : 45) وفي رواية (أَنَّ فَتًى مِنَ الْأَنْصَارِ كَانَ يُصَلِّي الصَّلَاةَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (J)وَ يَرْتَكِبُ الْفَوَاحِشَ فَوُصِفَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ (J)فَقَالَ إِنَّ صَلَاتَهُ تَنْهَاهُ يَوْماً مَا فَلَمْ يَلْبَثْ‏ أَنْ‏ تَابَ‏).[10] وهي ترفع الذنوب وتمحوها بعد وقوعها (إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) وان هذه الآية تحمل معنى الدفع أيضاً (( لان الدوام على فعل الحسنات يدعو الى ترك السيئات ، فكأنها يذهبن بها )) كما عن العلامة الطبرسي .

{ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114] ايراد هذه الوعود والقوانين والسنن فيها تذكير، للمؤمنين بما يضمن سعادتهم وفلاحهم، وتبصرةٌ ينتفعون بها {فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات: 55] وليتذاكروا فيما بينهم هذه النعم الإلهية.

وبضم هذه الآية الكريمة إلى التي تليها {وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [هود : 115] يتحقق معنى قوله تعالى {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}[البقرة : 45] وقوعهما بعد قوله تعالى {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ}[هود : 113] يفيد معنى حركياً رسالياً حاصله أننا نهينا عن الركون إلى الظالمين، واجتنابه بما يتضمن من اغراءات السلطة والشهرة والمال وتهديد المخالف بالقتل والتعذيب يتطلب مناعة وتقوى شديدة لا يمكن تحصيلها إلا بالصبر والصلاة ((فلكي نقاوم اغراء السلطة والثروة اللتين يعتمدهما الظالم، ونقاوم ضغوطهما الشديدة، ولكي تبقى نفوسنا صامدة أمام التضليل، ونمتلك ثقة بقدرتنا على التحدي، بل وأيضاً لكي نستعيد ثقتنا بأنفسنا ونُكفِّر عن الذنب العظيم الذي ترتكبه عادة الجموع المستضعفة، وهو يأسهم من روح الله، وتأليههم للطغاة الظالمين، واعتقادهم بأنهم لا يقهرون، لكل ذلك لابد أن نستعين بالصبر والصلاة))[11].

ولا يختص هذا الوعد الصادق بالصلاة وإن كانت هي أبرز المصاديق، بل هو مطلق لكل الحسنات، قال الإمام الصادق (A):((لَا يَغُرَّكَ النَّاسُ مِنْ نَفْسِكَ – كما أثنوا بصلاحك - فَإِنَّ الْأَمْرَ يَصِلُ إِلَيْكَ مِنْ دُونِهِمْ – وأنت المحاسب على أفعالك والله يعلم بحقيقتك - لَا تَقْطَعِ النَّهَارَ بِكَذَا وكَذَا فَإِنَّ مَعَكَ مَنْ يَحْفَظُ عَلَيْكَ ولَمْ أَرَ شَيْئاً قَطُّ أَشَدَّ طَلَباً ولَا أَسْرَعَ دَرَكاً مِنَ‏ الْحَسَنَةِ لِلذَّنْبِ الْقَدِيمِ))[12] ومن تلك الحسنات:

1/ الورع عن محارم الله تعالى قال تعالى )إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا(( النساء: الآية: 31).

2/ حسن الخلق: روي عن الامام الصادق (A)قَالَ:( (إِنَّ حُسْنَ الْخُلُقِ يُذِيبُ‏ الْخَطِيئَةَ كَمَا تُذِيبُ الشَّمْسُ الْجَلِيدَ وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ))[13].

3/ إغاثة[14]الملهوف : عن امير المؤمنين (A)قال : (( مِنْ كَفَّارَاتِ الذُّنُوبِ الْعِظَامِ إِغَاثَةُ الْمَلْهُوفِ وَ التَّنْفِيسُ‏ عَنِ الْمَكْرُوب))‏[15].

4/ الحج والعمرة : قال امير المؤمنين (A)(( إِنَّ أَفْضَلَ مَا تَوَسَّلَ بِهِ الْمُتَوَسِّلُونَ إِلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى وَ حَجُّ الْبَيْتِ وَ اعْتِمَارُهُ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَ يَرْحَضَانِ‏ الذَّنْبَ))[16] ، وعن الامام الرضا (A)قال : (( الْعُمْرَةُ إِلَى‏ الْعُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا ))[17].

5/ زيارة المعصومين (%) مثلاً ورد في زيارة الإمام أمير المؤمنين (A)يوم الغدير أن الله تعالى يغفر بها ذنوب ستين سنة كما في مصباح الشيخ الطوسي[18]، وفي كامل الزيارات عن الإمام الصادق (A):) إِنَّ الرَّجُلَ لَيَخْرُجُ إِلَى قَبْرِ الْحُسَيْنِ ع فَلَهُ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَهْلِهِ بِكل خُطْوَةٍ مَغْفِرَةُ ذُنُوبِه‏)[19].

6/ كثرة السجود روي عن الإمام الصادق (A) قال: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ (J) فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ (J) كَثُرَتْ ذُنُوبِي وضَعُفَ عَمَلِي فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (J) أَكْثِرِ السُّجُودَ فَإِنَّهُ يَحُطُّ الذُّنُوبَ كَمَا تَحُطُّ الرِّيحُ وَرَقَ الشَّجَرِ.)[20].

7/ الصلاة على محمد وال محمد: روي عن الامام الرضا (A)قال : (( مَنْ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى مَا يُكَفِّرُ بِهِ ذُنُوبَهُ فَلْيُكْثِرْ مِنَ الصَّلَوَاتِ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ‏ الذُّنُوبَ هَدْماً)) [21].

وينبغي الالتفات الى امور:

اولا: لا يجوز الاتكال على هذه الوعود الالهية بشكل يوجب الاغترار والانجرار نحو المعاصي فهذا من تسويل الشيطان، قال تعالى )إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا(( النساء : 17)، روى العياشي في تفسيره عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْكَرْخِيِّ قَالَ: (( إِنِّي عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (A)إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (A) يا فلان انْظُرْ بِمَا ذَا تَقْطَعُ يَوْمَكَ وَ لَيْلَتَكَ وَ اعْلَمْ أَنَّ مَعَكَ مَلَكاً كَرِيماً مُوَكَّلًا بِكَ يَحْفَظُ عَلَيْكَ مَا تَفْعَلُ وَ يَطَّلِعُ عَلَى سِرِّكَ الَّذِي تُخْفِيهِ مِنَ النَّاسِ فَاسْتَحْيِ وَ لَا تُحَقِّرَنَّ سَيِّئَةً فَإِنَّهَا سَتَسُوؤُكَ يَوْماً وَ لَا تُحَقِّرَنَّ حَسَنَةً وَ إِنْ صَغُرَتْ عِنْدَكَ وَ قَلَّتْ فِي عَيْنِكَ فَإِنَّهَا سَتَسُرُّكَ يَوْماً وَ اعْلَمْ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَضَرَّ عَاقِبَةً وَ لَا أَسْرَعَ نَدَامَةً مِنَ الْخَطِيئَةِ وَ أَنَّهُ لَيْسَ شَيْ‏ءٌ أَشَدَّ طَلَباً وَ لَا أَسْرَعَ دَرَكاً لِلْخَطِيئَةِ مِنَ الْحَسَنَةِ أَمَا إِنَّهَا لَتُدْرِكُ الْعَظِيمَ الْقَدِيمَ الْمَنْسِيَّ عِنْدَ عَامِلِهِ فَيَجُدُّ بِهِ وَ يُسْقِطُ وَ يَذْهَبُ بِهِ بَعْدَ إِسَاءَتِهِ وَ ذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ‏ : إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ ))[22].

ثانيا: ان الوعد وان كان مطلقا الا انه بدلالة الاحاديث الاخرى كقول امير المؤمنين في معنى الاستغفار[23] يتطلب الاقتران بالندم والعزم على الترك واعادة الحقوق الى أهلها، ولعله من معاني {ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود : 114] فاللام للاختصاص وهو ذكرى لخصوص الذاكرين.

3/ لابد من المناسبة بين نوع الحسنات وعددها مع ما اقترف من السيئات، من كتاب امير المؤمنين الى محمد بن ابي بكر لما ولاه مصر (( ... فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ يُكَفِّرُ بِكُلِ‏ حَسَنَةٍ سَيِّئَةً قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ‏ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ- ذلِكَ ذِكْرى‏ لِلذَّاكِرِينَ ... ))[24] فلا يمحو ذنب سفور المرأة وتبرجها مثلاً بأن تقرأ شيئاً من القرآن وإن كان هذا خيراً كثيراً إذا كانت باقية على سفورها وانما بان تتحجب وتلتزم بمتطلبات العفاف، روى سماعة ابن مهران قَالَ: " سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجِبَالِ عَنْ رَجُلٍ أَصَابَ مَالًا مِنْ أَعْمَالِ السُّلْطَانِ فَهُوَ يَتَصَدَّقُ مِنْهُ وَ يَصِلُ قَرَابَتَهُ وَ يَحُجُّ لِيُغْفَرَ لَهُ مَا اكْتَسَبَ وَ هُوَ يَقُولُ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْخَطِيئَةَ لَا تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ وَ لَكِنَّ الْحَسَنَةَ تُكَفِّرُ الْخَطِيئَة))[25].

رابعا: قد لا يكون لبعض الذنوب كفارة الا عمل مخصوص كطلب الرزق الحلال روي عن رسول الله (J)(( إِنَّ مِنَ الذُّنُوبِ ذُنُوباً لَا يُكَفِّرُهَا صَلَاةٌ وَ لَا صَوْمٌ‏[26] قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا يُكَفِّرُهَا قَالَ (J) الْهُمُومُ فِي طَلَبِ الْمَعِيشَةِ ))[27].

خامساً: على المؤمن أن يتجنب ذكر سيئةٍ لأخيه المؤمن أو فضحه بها أو تسقيطه، إذ لعل صلاته أو حسنة فعلها محت عنه تلك السيئة وقد تورط هو بمعصية الإساءة إلى أخيه المؤمن، نعم من حق أخيك عليك أن تنصحه بموعظة حسنة وتلفت نظره بأدب وتوقير، وبهذا الأدب القرآني وأمثاله تسمو الاخلاق وتتحقق الألفة والموّدة بين المؤمنين وينزع الغلّ من صدورهم وتظللهم رحمة الله تبارك وتعالى.

سادساً: يوجد بين الحسنات والسيئات تدافع فكما ان الحسنات تمحو السيئات وفق الآية محل البحث، فإن بعض الذنوب تأكل الحسنات وتبطلها، وذكرت الاحاديث منها العجب والحسد والغيبة، وهو حبط الأعمال الذي ذكرته الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}[البقرة : 264] وقال تعالى {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا}[الفرقان : 23]  ورد عن رسول الله (J) في تفسير الآية: (لأَعْلَمَنَّ أَقْوَاماً مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هَبَاءً مَنْثُوراً أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ ويأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها)[28].

وروي عن رسول الله (J) قوله: (مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ وَ مَنْ‏ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ بِهَا شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ وَ مَنْ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ غَرَسَ اللَّهُ لَهُ شَجَرَةٌ فِي الْجَنَّةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ شَجَرَنَا فِي الْجَنَّةِ لَكَثِيرٌ قَالَ نَعَمْ وَ لَكِنْ إِيَّاكُمْ أَنْ تُرْسِلُوا عَلَيْهَا نِيرَاناً فَتُحْرِقُوهَا)[29].

روى مسلم في صحيحه أن رسول الله (J) قال: (أتدرون ما المُفلّس؟ قالوا: المُفلّس فينا من لا درهم له ولا متاع له، فقال (J):
المفلّس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فان فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار)[30]، أقول: وردت بمضمونه روايات عن أهل البيت (%).

وفي الحديث عن رسول الله (J): (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بَعَثَ مَلَكَيْنِ إِلَى أَهْلِ مَدِينَةٍ لِيَقْلِبَاهَا عَلَى أَهْلِهَا فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى الْمَدِينَةِ وَجَدَا رَجُلًا يَدْعُو اللَّهَ وَ يَتَضَرَّعُ فَقَالَ أَحَدُ الْمَلَكَيْنِ لِصَاحِبِهِ أَ مَا تَرَى هَذَا الدَّاعِيَ فَقَالَ قَدْ رَأَيْتُهُ وَ لَكِنْ أَمْضِي لِمَا أَمَرَ بِهِ رَبِّي فَقَالَ لَا وَ لَكِنْ لَا أُحْدِثُ شَيْئاً حَتَّى أُرَاجِعَ رَبِّي فَعَادَ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى فَقَالَ يَا رَبِّ إِنِّي انْتَهَيْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ فَوَجَدْتُ عَبْدَكَ فُلَاناً يَدْعُوكَ وَ يَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فَقَالَ امْضِ بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ فَإِنَّ ذَا رَجُلٌ لَمْ يَتَمَعَّرْ وَجْهُهُ غَيْظاً لِي قَط)[31].

ورد في وصية أمير المؤمنين (A) صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام وإن المبيرة الحالقة للدين فساد ذات البين)[32] وروي عن رسول الله (J) قوله (ألا إن في التباغض الحالقة لا أعني حالقة الشعر ولكن حالقة الدين)[33].

وفي رواية أخرى عن الإمام الصادق (A): (أتقوا الحالقة فإنها تميت الرجال، قلت: وما الحالقة؟ قال: قطيعة الرحم)[34]

ومن دعاءٍ لأمير المؤمنين (A): (اللهم واستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ويضاعف السيئات)[35].

 



[1] - من درس التفسير الأسبوعي الذي يلقيه سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على طلبة الحوزة العلمية والبحث الخارج في مكتبه في النجف الأشرف يوم الأربعاء 6/شعبان/1446 الموافق 5/2/2025.

[2]/ الدر المنثور في التفسير بالمأثور، طبعة دار الفكر ،  ج‏4  ، ص :  486 .

[3]/ الكافي (ط - الإسلامية) ، ج‏2 ؛ ص429، باب من يهم بالحسنة أو السيئة ، ح 4 .

[4]/ بحار الأنوار (ط - بيروت) ؛ ج‏81 ؛ ص261.

[5]/أحجم الناس- بتقديم المهملة-: كفوا و نكثوا هيبة.

[6]/تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 161.وينظر : البرهان في تفسير القرآن ؛ ج‏3 ؛ ص143 .

[7]/ مجمع البيان فى تفسير القرآن ، طبعة مؤسسة التاريخ العربي ، ج‏5 ، ص  190 .

[8]/ مسند احمد بن حنبل ، ط الرسالة ، ج : 39 ، ص : 111. وينظر : مجمع البيان فى تفسير القرآن ، طبعة مؤسسة التاريخ العربي ، ج‏5 ، ص  190 .

[9]/ تفسير نور القران ، ج 4 ، ص 56 ، القبس رقم 117  . وينظر : ج 6 ، ص 123 ، القبس رقم 196 .

[10]/ بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏79 ؛ ص198. وينظر : الكشف و البيان (تفسير ثعلبى)  ، ج‏7 ، ص  281 بزيادة في آخره : فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : «ألم أقل لكم إنّ صلاته تنهاه يوما ما . وأيضا : مجمع البيان في تفسير القرآن  ،  ج‏8  ، ص  447 .

[11] / من هدى القرآن: 4/89.

[12] / ثواب الأعمال/134، تفسير البرهان: 5/111 ح5.

[13]/ الزهد ؛ ص29 ، باب حسن الخلق و الرفق و الغضب‏ ، ح : 73 .  وينظر : إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي) ؛ ج‏1 ؛ ص133.

[14]/ أَغَاثَهُ‏: (إِغَاثَةً) إِذَا أَعَانَهُ وَ نَصَرَهُ فَهُوَ (مُغِيثٌ‏) . ينظر : المصباح المنير فى غريب الشرح الكبير للرافعى ؛ ج‏2 ؛ ص455، مادة غوث .

[15]/ نهج البلاغة (بشرح محمد عبده) – باب الحكم ، الحكمة: 24،

[16]/ نهج البلاغة (بشرح محمد عبده) ، الخطبة : 110.

[17]/ دعائم الإسلام ؛ ج‏1 ؛ ص294. ورواه الشيخ الصدوق عن الامام الصادق (A)، ينظر : من لا يحضره الفقيه ؛ ج‏2 ؛ ص220 .

[18] / مصباح المتهجد و سلاح المتعبد، ج‏2، ص: 737.

[19] / كامل الزيارات، النص، ص: 133..

[20] / وسائل الشيعة: 4/102، الأمالي(للصدوق)، النص، ص: 499.

[21]/ الأمالي(للصدوق)؛ ص73، المجلس 17 ، ح 4 .

[22]/ تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 163، بحار الانوار: 15/166، تفسير البرهان.

[23] / نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده: الحكم، الحكمة414.

[24]/ الأمالي (للمفيد) ؛ ص262 . المجلس : 31 ، ح ح .

[25]/ تفسير العياشي: 2/162، ح77، البرهان: 5/115، ح14.

[26]/ في البحار و المستدرك: صدقة.

[27]/ قطب الدين الراوندى، سعيد بن هبة الله، الدعوات (للراوندي) / سلوة الحزين، ص56. عنه البحار: 73/ 157 صدر ح 3، المستدرك: 2/ 415 ح 9.

[28] - كنز العمال: ط.الرسالة، ج16، ص6،ح 13686 ،وبمضمونه عن الإمام الصادق (A)في الكافي: 2/81 ح5،

[29] / الأمالي( للصدوق)، ص: 608.

[30] - صحيح مسلم: 8/18، بحار الأنوار: ج ٦٩ - ص ٦.

[31] / الكافي (ط. الإسلامية) ج5، ص58.

[32] - الكافي: 7/51.

[33] - الكافي:24/346.

[34] - الكافي:24/346.

[35] / ميزان الحكمة: 2/233، عن البلد الأمين: 43.