منح الطلبة درجات نجاح لا يستحقونها

| |عدد القراءات : 57
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

منح الطلبة درجات نجاح لا يستحقونها.

سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يوجد قرار لدى وزارة التعليم العالي بأن المدّرس الذي لا تتحقق لديه نسبة نجاح تزيد عن 30% يتعرض للمساءلة والتحقيق تحت مادة عنوانها ((انخفاض نسبة النجاح والانحراف في التصحيح)) فيحاول بعض الأساتذة إعطاء درجة النجاح إلى طلبة لا يستحقونها للتخلص من هذه المساءلة، فهل يجوز ذلك؟ أفتونا مأجورين.

 

الجواب//

بسمه تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إعطاء درجة النجاح لمن لا يستحقها غيه خيانة للأمانة التي تحملّها الأساتذة وفيها ظلم للآخرين الذين يستحقونها بل لنفس الطالب لما في ذلك من التغرير به ومنحه شهادة علمية ليس هو أهلاً لها، مضافاً إلى أن فساد التعليم يعني هدم البنية التحتية الأساسية لتقدم البلاد وبناء حضارتها ولا يجوز للأساتذة الكرام أن يكونوا جزءاً من هذا الفساد والتخريب، بل عليهم أن يضاعفوا جهودهم لتمكين الطلبة من عبور عتبة النجاح من خلال طريقة التدريس ووضع الأسئلة المناسبة الواضحة والعدالة في التصحيح والرعاية الأبوية للطلبة وغير ذلك، وقد أطلعت على قرار الوزارة وهو ناظر إلى ما يعود إلى التدريسّي من أسباب الفشل مما ذكرناه آنفاً.

ومن المعلوم أن النجاح هو نتيجة مسؤولية تضامنية تشترك فيها عدة عناصر أحدها الأستاذ من خلال مسؤولياته المتعددة التي ذكرناها آنفا، فلا بد من التحقيق في العوامل الأخرى كجهد الطالب نفسه وإمكانياته فلا يستطيع الأستاذ صنع معجزة لينجح الطالب إن لم يكن هو يريد ذلك على نحو قوله تعالى: {إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا} [النساء: 35] اما من لا يريد النجاح فماذا يصنع له الأستاذ.

وكذا ينبغي ملاحظة الأمور الأخرى المؤثرة كالمنهج الدراسي المقرر وتوفر الأدوات التعليمية المساعدة، والظروف الموضوعية ونحو ذلك.

فالمرجو من عمادات الكليات ورئاسات الجامعات ومن ورائهم وزارة التعليم العالي أن يهيئوا كل الأسباب التي تؤدي لقطف ثمرة النجاح لأحبائنا الطلبة وأن يعالجوا مواطن الخلل كافّة سواء تعلقت بالأستاذة الأفاضل أو غيرهم والله ولي التوفيق.

محمد اليعقوبي

18/شعبان/1445

29/2/2024