{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ}- الفتح الأعظم يوم الظهور الميمون

| |عدد القراءات : 311
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

{قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [السجدة: 29]

الفتح الأعظم يوم الظهور الميمون[1]

 

       قال الله تبارك وتعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ* قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ* فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ} [السجدة: 28-30].

       الفتح: إزالة الإغلاق والأقفال والأغلال والأسداد ونحو ذلك، وهو قد يكون في الأمور المادية كقوله تعالى: {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ} [القمر: 11] وقوله تعالى {وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} [القصص: 76] ومنه فتح الباب بفك إغلاقه، وقد يكون في الأمور المعنوية كانفتاح الذهن على فكرة تحلّ مشكلة علمية أو معرفة معاني لم يكن يعلمها قبل ذلك، ويقال لمن يهتدي إلى حكم في قضية معينة أنه فتح عليه لأن فيه إزالة اللبس والغموض قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ} [الأنعام: 59].

       وإنما يبدأ الفتح الحقيقي من انفتاح القلب على الإيمان بالله تعالى وانشراحه به وطهارة النفس وانطلاق الأعضاء في طاعة الله تعالى والتحرّر من قيود الرذيلة والانحطاط وإتباع الأهواء والبعد عن الله تعالى، وما الغرض من بعثة النبي (صلى الله عليه وآله) إلا تحقيق هذا الفتح للناس من الأولين والآخرين وتخليصهم من أغلال الجاهلية النفسية والاجتماعية والفكرية والعقائدية والأخلاقية وفي سائر شؤون الحياة، قال تعالى {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ} [الأعراف: 157] ومن دون حصول هذا الفتح لا ينتفع الإنسان حتى بالفتح الأكبر بظهور الإمام المهدي (عليه السلام)، روى الشيخ الكيني في الكافي بسند رفع عن أبي بصير قال: (قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك متى الفرج؟ فقال: يا أبا بصير وانت ممن يريد الدنيا؟ من عرف هذا الأمر فقد فُرِّج عنه لانتظاره)[2].

       وهكذا تتعدد معاني الفتح، ومنها الحكم الفصل بالحق مع الخصوم، وقد دعا نبي الله نوح عليه السلام ربه أن يفتح أي يفصل بينه وبين قومه ويضع حداً لعنادهم فقضى الله عليهم بالغرق {قَالَ رَبِّ إِنَّ قَوْمِي كَذَّبُونِ، فَافْتَحْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَتْحاً وَنَجِّنِي وَمَن مَّعِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ الْبَاقِينَ} [الشعراء: 117-120].

 كما وصف الله تعالى صلح الحديبية بالفتح المبين في قوله تعالى: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح: 1] حيث كان سبباً لكسر الحصار الذي فرضه المشركون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعوته المباركة، ولانتشار الإسلام واختراقه لقريش أنفسهم وانهيار جبروتهم ووصول الدعوة النبوية المباركة إلى أنحاء الجزيرة العربية التي كانت مغلقة تبعاً لموقف قريش الشرس ضد النبي (صلى الله عليه وآله)، وقد حصل كل هذا بلا قتال، فالفتح لا يختص بالنصر العسكري وقد تقع من الفتوح دون نصر حربي عسكري، بل هذا النصر من مقدمات وأسباب الفتح الذي قد يحصل وقد لا يحصل، قال تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} [النصر: 1] وقوله تعالى {نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ} [الصف: 13] بل إن النصر العسكري لا تكون له قيمة إلا بمقدار أدائه لغرضه وهو الفتح المعنوي بإحقاق الحق وإبطال الباطل وإقامة حكم الله تعالى وإرساء العدالة الاجتماعية بين الناس، وفي ضوء هذا يجب تقييم ما تسمى بالفتوحات الإسلامية التي حصلت بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) وسائر الحروب عبر التاريخ.

       ولتحقيق هذا الفتح أدوات تكون مفاتيح إغلاقه لا بد من معرفتها، فإن لكل فتح ما يناسبه من المفاتيح، فمفتاح الجنة التقوى والعمل الصالح وخلوص النية والقلب السليم وطهارة النفس، قال تعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الشعراء: 90] وقال تعالى {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمُراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73] وقال تعالى: {إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: 89] لذا كان خطاب الملائكة لأهل الجنة متضمناً سبب استحقاقهم لها {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73].

       والآية الكريمة تعكس صورة لتصدي القرآن الكريم لدعاوى وشبهات الخصوم والإجابة عنها بما يناسبها وعدم تركها لتشوش فكر ضعاف الإيمان وتزلزل عقائدهم.

كما أنها تنقل نموذجاً لطغيان أعداء الإسلام المتمثلين يومئذ بقريش وحماقتهم إذ لم ينفع معهم التحذير المتقدم {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ، وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة: 21-22]، بل إنهم كانوا يتحدَّون النبي (صلى الله عليه وآله) ويطالبونه بأن يفتح الله تعالى له وينزل عليهم النقمة والعذاب التي هدّدهم بها إن كان صادقاً {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [السجدة: 28]، ولا يعلمون أن الله تعالى إنما يؤخره شفقة عليهم ولإعطاء مزيد من الفرص للتوبة والرجوع إلى الله تعالى {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ وَإِنْ تَنْتَهُوا فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَعُودُوا نَعُدْ وَلَنْ تُغْنِيَ عَنْكُمْ فِئَتُكُمْ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَتْ وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ} [الأنفال : 19] لأنه إذا جاء يوم الفتح فإنه لا يدفع عنهم العذاب الذي يستحقونه ولا يؤخر ولا تعطى لهم فرصة التوبة والرجوع إلى الحق، فإن سنة الإمهال جارية إلى أمدٍ معين {وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} [السجدة: 29]، ولا ينفعهم شيء حتى لو آمنوا بالله تعالى لأن إيمانهم سوف لا يكون عن إسلام بل استسلام فلا يكون صادقاً ولا تكون له قيمة، قال تعالى: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ، فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} [غافر: 84-85] وقال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً} [النساء: 18].

       ومن مصاديق هذه الحالة ما حصل لفرعون فإنه لما أيقن بالهلاك غرقاً ادّعى الإيمان برب موسى (عليه السلام) فلم ينفعه إيمانه {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ، فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ} [يونس: 90-92].

       فيوم الفتح ليس من الأيام العادية؛ لأن باب التوبة فيها مفتوح مادام الإنسان في الحياة، ورد في الحديث (قال النبي صلى الله عليه واله إن الله يقبل توبة عبده ما لم يغرغر، توبوا إلى ربكم قبل أن تموتوا)[3]، لذا من المنافي لصريح الآية تفسير الفتح بفتح مكة فإن النبي (صلى الله عليه وآله) قبِل إسلام طلقاء قريش، ولا هو يوم القيامة لأنه لا يستقيم مع بقية الآية {فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ} فإن الإعراض والانتظار ظاهر في وقوعه في الدنيا.

       وعلى هذا فهو يوم مخصوص يكون فيه الحكم الفصل لله تعالى وحده ويصعق فيه كل أعدائه ويحق عذاب الاستئصال عليهم بما كفروا كالأيام التي حكاها الله تعالى عن قوم نوح وعاد وثمود وفرعون وغيرهم ممن شملهم عذاب الاستئصال فيمكن تطبيقه على رؤوس الضلال[4] يوم بدر حيث تم استئصالهم على الشرك.

ومن أعظم مصاديقه ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وإقامة دولة العدل الإلهي روى القمي في تفسير الآية السابقة {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاء إِلَى الأَرْضِ الْجُرُزِ} [السجدة: 27] قال: (الأرض الخراب، وهو مثل ضربه الله عز وجل في الرجعة والقائم عليه السلام فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وآله بخبر الرجعة قالوا {مَتَى هَذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} وهذه معطوفة على قوله: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} فقال الله قل لهم: {يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ} [السجدة: 29])[5].

       {فَأَعْرِضْ عَنهُمْ} فإنهم جهلة وحمقى ومستكبرون عن سماع الحق وأهل لجاج وعناد ولا يستحقون مزيداً من الجهد لهدايتهم، ودعهم لمصيرهم {وَانتَظِرْ} أن يأتي أمر الله تعالى فيهم، فإن الله تعالى يفعل ما يشاء هو لا ما يشاءون ويقترحون، ولا تستفزَّك عنجهيتهم، وقد يكون الزمن كفيلاً بفضح أهل الباطل والضلال والانحراف {إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} [السجدة: 30] فهم سائرون لما ينتظرهم من العذاب فكن على ثقة بنصر الله تعالى، أو هم منتظرون للقضاء عليك والتخلص من دعوتك ولو بموتك إذ يتوقعون اندثار دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) بموته لعدم وجود ولد له يقوم بأمره لأنهم جُبلوا على النظر إلى الأمور بعين شخصية وأن هذه الامتيازات تورَّث، لكن الله تعالى أفشل مخططاتهم وأحبط أمانيهم في يوم الغدير حين نصب النبي (صلى الله عليه وآله) خليفه له وإماماً للحق للخلق أجمعين وأميراً للمؤمنين.

       وفي ضوء هذا يُعرَف الوجه في كون يوم ظهور مهدي آل محمد (صلوات الله تعالى عليهم أجمعين) هو أعظم الفتوحات لأن به تحقيق غرض الرسالات الإلهية وظهور دين الله تعالى على كل الأديان وإزالة كل الموانع، روى ابن دراج قال: (سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عز وجل:{قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون} قال: يوم الفتح يوم تفتح الدنيا على القائم عليه السلام, لا ينفع أحداً تقرّب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمناً وبهذا الفتح موقناً، فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم عند الله قدره وشأنه وتزخرف له يوم البعث جنانه وتحجب عنه نيرانه، وهذا أجر الموالين لأمير المؤمنين وذريته الطيبين عليهم السلام)[6].

       وقال بعض علماء العامة في تقريب هذا المعنى: ((ولتحديد هذا اليوم لا بد أن نبحث في العلامات التي تغلق فيها أبواب التوبة وهي التي قال فيها تعالى: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً} [الأنعام: 158]، وهذه الآيات قال عنها النبي صلى الله عليه وآله: (ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً: طلوع الشمس من مغربها، والمسيح الدجال، ودابة الأرض)، رواه الترمذي))[7].

       وقال ابن كثير في تفسير الآيات ((ومن زعم أن المراد من هذا الفتح فتح مكة فقد أبعد النجعة، وأخطأ فأفحش، فإن يوم الفتح قد قبل رسول الله صلى الله عليه و(آله) وسلم إسلام الطلقاء، وقد كانوا قريباً من ألفين، ولو كان المراد فتح مكة لما قبل إسلامهم لقوله: {قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون}، وإنما المراد: الفتح الذي هو القضاء والفصل))[8].

       وقد مهدت الآيات السابقة لهذا المعنى كقوله تعالى {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ} [السجدة: 21] فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) في عدّة أحاديث قوله: (الأدنى: غلاء السعر والجدب والقحط، والأكبر: خروج المهدي عليه السلام بالسيف في آخر الزمان)[9].

       فانتظار الفرج واليوم الموعود المبارك مما أمر به القرآن {وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ} [السجدة: 30]، بل روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج)[10] وهو الانتظار الإيجابي الذي يقود إلى كل خير يعجل بظهور الإمام ويسرّ قلبه ويرضيه عنا ويؤهلنا لأن نكون من أنصاره ونستثمر كل فرصة في ذلك، قال أمير المؤمنين (عليه السلام): (الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير)[11]، ويبِّعد عن كل شر وسوء يحزن قلب الإمام كمن ينتظر امتحاناً مصيرياً في دراسته فإنه يبذل كل جهده ويصبر ويثابر للاستعداد له حتى ينجح فيه بل يتفوق.



[1] - قبس من نور القرآن ألقاه سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) في درس التفسير الأسبوعي يوم الأربعاء 17/شعبان/1445 الموافق 28/2/2024.

[2] - الكافي:1/371، ح3.

[3] - بحار الأنوار: ج 6، ص 19، عن دعوات الراوندي.

[4] - كأبي جهل وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعتبة وشيبة أبني ربيعة وامثالهم.

[5] - تفسير القمي: ج 2، ص 171، ط. دار الكتاب- قم.

[6] - البرهان: ج 7 ص 310، ح2.

[7] - الباحث أمين سعيد وهو صحفي ومؤرخ من أهل اللاذقية (1308-1387 هـ) ونقلناه بواسطة كتاب (المهدي الموعود موجود ومولود) للمرحوم السيد مهدي الخرسان: ص 75.

[8] - تفسير القرآن العظيم: 3/ 472، تفسير سورة السجدة.

[9] - البرهان: 7/ 308، ح 7، 3 .

[10] - بحار الأنوار: ج 50، ص 317.

[11] - نهج البلاغة: ج 4، ص 6، بشرح محمد عبدة.