الغرض من بعثة الأنبياء هو صنع الإنسان الربّاني

| |عدد القراءات : 750
الغرض من بعثة الأنبياء هو صنع الإنسان الربّاني
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

الغرض من بعثة الأنبياء هو صنع الإنسان الربّاني

الاربعاء 13/ ج2/ 1445

الموافق 27-12-2023

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على ضرورة أن تكون فعاليات الإنسان وأنشطته مرتبطة بالله تعالى وتستمد العون من لطفه وتأييده جل وعلا وذلك لكي يتحقق الغرض الأسمى والقيمة العليا للبشر جميعا وهي العبودية لله سبحانه وتعالى.

وبيّن سماحتُهُ (دام ظله) خلال درس التفسير الأسبوعي الذي يلقيه على جمع من طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الاشرف في ضوء الآية الكريمة 79 من سورة آل عمران المباركة {وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}

إن التربية الربّانية لابد أن تستند إلى منهج ربّاني يتخذ من المعرفة بالله تعالى والعلم بالدين أساساً له ومن هنا.. فلابد أن يكون المنهج الرباني هو القيم والمهيمن والحاكم على حياة البشر

ولفت سماحتُهُ (دام ظله) إلى أن عقيدة الإنسان ومبتنياته الفكرية هي التي تحدد نمط سلوكه ومنهجه في الحياة، وهذا هو السر في الاختلاف بين سيرة المؤمنين الذين ينظرون إلى الحياة من زاوية الإيمان بالله تعالى والرجوع كل الأمور إليه وبين سيرة غير المؤمنين الذين همهم إتباع أهوائهم وإشباع شهواتهم وغرائزهم معتقدين أن سعادتهم في ذلك

وأستعرض سماحتُهُ( دام ظله ) جملة من صفات الربّانيين المشار إليهم في الآية الكريمة محل البحث والتي وردت في سور القرآن الكريم منها :

1.  السعي الحثيث لإقامة دين الله تعالى في الأرض والعمل بشريعته، وصيانة الرسالة الإلهية وحفظها من جميع الجهات، والاستناد إليها في جميع شؤون الحياة فلا يُسنُّ قانون ولا عرف على خلافها، ولا يُقضى إلا بأحكامها، وهداية الناس حتى يكون المجتمع ربانياً تسوده العدالة الاجتماعية وهذه هي مسؤولية الأمانة التي تحمّلوها، ولا تأخذهم في الله لومة لائم ولا يخشون التسقيط والمقاطعة والحصار وغيرها من الأساليب الظالمة، فالعلماء الربانيون هم حفّاظ الدين والأمناء عليه وهم المسؤولون عن تطبيق الشريعة لا يعيقهم عن ذلك الخوف من الناس ولا يكتمون الحق طمعاً في الدنيا الفانية.

2.   يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهم المسؤولون أكثر من غيرهم عن هذه الفريضة وعقوبتهم أشدّ إذا تركوها كأحبار واليهود وربّانيي النصارى، قال تعالى: {لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة: 63].

3.   الصبر والمصابرة والثبات والاستمرار في بذل الجهد فلا كسل ولا إحباط ولا ضعف ولا مداهنة ولا تنازل، قال تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]

        والمصداق الأكمل للربانيين هم محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين)، وقد روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله (أنَا ربّانيّ هذه الأمة) ومن خطبة له: (أين تذهب بكم المذاهب، وتتيه بكم الغياهب، وتخدعكم الكواذب ومن أين تؤتون وأنى تؤفكون. فلكل أجلٍ كتاب، ولكل غيبةٍ إياب، فاستمعوا من ربانيّكم، وأحضروا قلوبكم، واستيقظوا إن هتف بكم).

كما أشار سماحتُهُ (دام ظله) إلى أن ما استبطنتهُ الآية الكريمة من ضرورة أن يكون للعلماء الربّانيين سلطة ونفوذ لكي يتمكنوا من خلالها من نهي العاصين ومنع المنحرفين وإن كثروا.