خطاب المرحلة (706){إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(ع):يرضى الله لرضاها

| |عدد القراءات : 87
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس:82)

الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء(B):يرضى الله لرضاها([1])

مظهر من مظاهر قدرة الله تبارك وتعالى، وتمام سلطنته على كل مخلوقاته تكشف عنه الآية الكريمة، من خلال بيان حقيقة شأنه تبارك وتعالى في خلق الأشياء، بأنه اذا تعلقت مشيئة الله تعالى بإيجاد شيء وأراد إحداثه فإنه يحصل مباشرة بمجرد إرادته بدون فاصلةٍ؛ {كُنْ فَيَكُونُ}، ولا يحتاج إلى أزيد من تعلق إرادته عز وجل بالشيء حتى يتحقق، فلا يوجد أي تأمل أو تروّي أو دراسة لديه سبحانه، ولا يوجد ما يمنعه كما لا يمتنع شيء عن التحقق والحصول اذا أراده الله تبارك وتعالى، وإن جميع الموجودات مطيعة له وممتثلة لإرادته {فَيَكُونُ}، ولا يحتاج الى شريك يساعده ولا إلى وقت لإيجاده كما يحصل للمخلوقين إذا أرادوا شيئاً، {وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَـرِ} (القمر: 50).

هذا بناءً على تفسير الأمر هنا بمعنى الشأن، ولا مانع من تفسيره بالطلب مقابل النهي، فإن طلبه سبحانه عين إرادته، فاذا أراد شيئاً فقد طلبه، وسيتحقق بمجرد تعلق الإرادة به، لعدم وجود ما يمنع أو يؤخّر ذلك، ولا يحتاج حتى إلى قوله كلمة {كُنْ}، لأن إنشاء أي لفظ يحتاج في وجوده إلى لفظ {كُنْ} آخر ليوجد، وهذا تسلسل باطل، مضافاً إلى أن إنشاء خطاب يعني وجود المخاطب وهذا خلاف الفرض بأنه يراد إيجاده.

فالقول هنا إذن ليس التعبير اللفظي لأن الله سبحانه منزّه عن مجانسة مخلوقاته، وإنما المراد فحواه ومضمونه بتوجه الأمر والطلب نحو الشيء وتعلق الإرادة به ليقع ويحصل، قال الإمام السجاد (A) في دعائه: (ومضت على إرادتك الأشياء، فهي بمشيئتك دون قولك مؤتمرة، وبإرادتك دون نهيك منزجرة)([2])، أي ان الأشياء تمضي على وفق إرادة الله تعالى حتى من دون الحاجة الى امر ونهي لتحريكها نحو الفعل وعدمه.

وهكذا تفهم سائر الآيات الكريمة التي ظاهرها القول اللفظي حيث ورد التعبير عن هذه الحقيقة بصيغ مختلفة في آيات متعددة كقوله تعالى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (النحل:40), وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (البقرة:117), وقوله تعالى: {إِذَا قَـضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران: 47), وقوله تعالى: {سُبْحَانَهُ إِذَا قَـضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (مريم: 35), وقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (غافر: 68), فإن قضاء الله تعالى لأمرٍ وحكمه به يعني تعلق إرادته سبحانه بإيجاده، ومن تطبيقاته ما ورد في خلق آدم (صلوات الله عليه) أبي البشر في قوله تعالى: {كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (آل عمران: 59).

قال أمير المؤمنين (A) (يقول لمن أراد كونه {كُنْ فَيَكُونُ} لا بصوت يُقرع ولا نداء يُسمع وإنما كلامه سبحانه فعل منه وإنشاء ومثله لم يكن من قبل ذلك كائناً)([3]), وعن الإمام الرضا (A) قال: (الإرادة من الخلق الضمير وما يبدو لهم بعد ذلك من الفعل وأما من الله سبحانه وتعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك لأنه لا يروي ولا يهم ولا يتفكر، وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق، فإرادة الله، الفعل، لا غير ذلك يقول له: {كُنْ فَيَكُونُ} بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولا تفكر ولا كيف لذلك، كما أنه لا كيف له)([4]).

والشيء هنا مطلق فيشمل كينونة كل الموجودات، ولا يستثنى فرد من أفرادها أو حالة من حالاتها، فكلها تتحقق بمجرد تعلّق الإرادة {كُنْ فَيَكُونُ} بلا فاصل، ولا يحتاج الى زمان، إلا إذا شاء الله تعالى غير ذلك كما في خلق السماوات والأرض {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ} (ق: 38).

أو أن طبيعة الأسباب تقتضيه فيكون الفاصل الزمني بلحاظ المخلوق كرزق المال والولد الذي يحتاج في نفسه الى مدة ليتحقق، وإلا فهو بلحاظ الخالق قد تمّ ونجز.

وهذه الحقيقة التي تضمّنتها الآية تهيمن على الموجودات كافة، روى الشيخ الصدوق بسنده عن الإمام الصادق (A) قال: (لما صعد موسى (A) إلى الطور فناجى ربَّه عز وجل، قال: ربِّ أرني خزائنك، فقال: يا موسى، إنما خزائني إذا أردت شيئاً أن أقول له: {كُنْ فَيَكُونُ})([5]).

وجاءت الآية في سياق الرد على من أنكر المعاد واستغرب بعث الموتى بعد أن تبلى أجسادهم وقال باستحالته، وهي شبهة قديمة حديثة تمسّ أصلاً من أصول الدين، فلا بد من إجابتها بوضوح لإزالة أي شك ودفع أي إشكال، مثل قولهم الذي حكته الآيات السابقة على الآية محل البحث {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ} (يس: 78), وهو وهم ناشئ من ملاحظة قدرة المخلوق العاجز القاصر، فتجيبه الآية بسهولة ذلك على الخالق العظيم، وأنَّ وجود الأشياء لا يحتاج إلى أزيد من تعلق إرادته تعالى بذلك، فهو ذو القدرة المطلقة {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} (فاطر: 44)، لذا جاءت الآية التالية لتنزيهه من كل عجز وقصور وضعف {فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (يس: 83).

إن الله تعالى يهب هذه الكرامة لبعض عباده بدرجات متفاوتة بحسب صدقهم في عبوديتهم لله تعالى وإخلاصهم في طاعته، كما ورد في وصف أهل الجنة {وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ} (يس: 57), أي أنهم بمجرد تعلق إرادتهم بشيء واشتهائهم له يجدونه حاضراً عندهم. وقال تعالى في وصي النبي سليمان (A) {قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ} (النمل: 40), فإنه بمجرد إرادته حضور عرش بلقيس وجده حاضراً عنده.

  وورد في الحديث القدسي قول الله عز وجل: (ما تقرَّب إليَّ عبدٌ بشيء أحبُّ إليَّ مما افترضت عليه، وإنه ليتقرَّب إليَّ بالنافلة حتى أحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته..)([6]).

  وكان رسول الله (J) أجدر الخلق بأن يتحلى بهذه المنحة الإلهية لأنه (J) كان يسارع إلى فعل كل ما يريده الله تبارك وتعالى وإن لم يصدر به أمر وجوبي أو استحبابي، ويجتنب كل ما يكرهه الله تعالى وإن لم يَرِد فيه نهي على نحو التحريم أو الكراهة.

  ونذكر أمثلة مما جرت إرادة الله تعالى به على وفق ما يريده رسول الله (J) ويرضاه:-

  منها: التوجه بالصلاة إلى الكعبة، بعد أن كان المسلمون يُصلّونَ إلى بيت المقدس فنزل قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} (البقرة: 144).

  ومنها: أنه (J) كان يرجو أن يكون للمسلمين يومٌ يعظّمونَه كما أن لليهود يومَ السبت وللنصارى يومَ الأحد فأعطاه الله تعالى يومَ الجمعة سيد الأيام وأعظمها بركة.

  ومنها: ما روي أن امرأة من الأنصار وهبت نفسها للنبي (J) بلا مهر، فاغتاظت اثنتان من أزواجه وأهانتا المرأة، فزجرهما رسول الله (J) وشكر المرأة وأثنى على نصرة قومها الأنصار، وأجَّلَ قراره حتى يأتيه أمر الله تعالى، فنزل قوله تعالى: {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَسْتَنْكِحَهَا خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} (الأحزاب: 50), (فقالت عائشة: ما أرى الله إلاّ يسارع في هواك؟ - أي أنه تعالى يجري الأمور على وفق إرادتك فيريد ما تريد- فقال رسول الله (J) وإنّكِ إن أطعت الله يسارع في هواك)([7]), فبيَّن النبي (J) السر في الوصول إلى هذا المقام المحمود بأنها لو كانت مخلصة في طاعة الله تعالى لأعطاها الله ما تريد([8]).

وأعطيت الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (B) هذه الكرامة الإلهية حينما قال فيها أبوها رسول الله (J) بحسب ما رواه الفريقان: (إن الله ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها)([9])، لا مجاملة ولا محاباة لقربها من أبيها رسول الله (J)، وإنما عن استحقاق وجدارة وفق ما ذكره النبي(J) في الرواية الآنفة فهي المطهرة المعصومة الصدّيقة المخلَصة، وقد عرفنا الآن وجه قول أبيها فيها لأنها كانت تسارع إلى فعل ما يريده الله تعالى ورسوله قبل أمره وتجتنب ما يسخط الله قبل نهيه، وجعلت رضاها رهن رضاه تبارك وتعالى، وغضبها رهن غضبه عز وجلَّ ، فأجرى الله تعالى الأمور على وفق إرادتها.

 وأذكر لكم مثالاً على مسارعة الصديقة الطاهرة الزهراء (B) لرضا الله تعالى ورضا رسوله (J)، فقد روي في الكافي وأمالي الصدوق ومكارم الأخلاق عن الإمام الباقر (A) قال: (كان رسول الله J إذا أراد السفر سلّم على مَن أراد التسليم عليه من أهله ثم يكون آخر من يسلم عليه فاطمة (÷) فيكون وجهه إلى سفره من بيتها، وإذا رجع بدأ بها. فسافر مرة وقد أصاب علي (A) شيئاً من الغنيمة فدفعه إلى فاطمة (÷) فخرج فأخذت سوارين من فضة وعلّقت على بابها ستراً، فلما قدم رسول الله (J) دخل المسجد فتوجّه نحو بيت فاطمة (÷) كما كان يصنع، فقامت فَرِحةً إلى أبيها صبابة وشوقاً إليه، فنظر فإذا في يدها سواران من فضة وإذا على بابها ستر، فقعد رسول الله (J) حيث ينظر إليها، فبكت فاطمة (÷) وحزنت وقالت: ما صنع هذا بي قبلها، فدعت ابنيها فنزعت الستر من بابها وخلعت السوارين من يديها، ثم دفعت السوارين إلى أحدهما والستر إلى الآخر ثم قالت لهما: انطلقا إلى أبي فأقرئاه السلام، وقولا له: تقرأ عليك ابنتك السلام وتقول: اجعل هذا في سبيل الله، فلما أتاه قال: فعلت فداها أبوها ثلاث مرات ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى فيها كافراً شربة ماء ثم قام فدخل عليها)([10]).

  وحينما نزل قوله تعالى في أزواج النبي (J) {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} (الأحزاب: 6), سبق النبي (J) إلى تسمية فاطمة بأنها (أم أبيها) لقطع الطريق أمام من تشمخ بأنفها من أزواج النبي وتفتخر عليها([11])، وأين الأول الذي هو مجرّد كناية عن حرمة زواج المؤمنين منهن من هذا الوسام الشريف الذي قلّده النبي (J) ابنته.

  هذه هي فاطمة (سلام الله عليها)، وكيف لا تكون كذلك وهي من أهل البيت (^) الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (الأحزاب: 33), لأنهم {صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ} (الأحزاب: 23), من الميثاق حين قال لهم {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (الأعراف: 172), فاستخلصهم الله تبارك وتعالى لنفسه وطهرهمّ من كل منافٍ لصدق العبودية ومحض الإخلاص، وأجرى إرادته على طبق إرادتهم، قال الإمام الحسين (A) في خطبته في مكة لما عزم على الخروج إلى العراق (رضا الله رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه، ويوفينا أجور الصابرين)([12]).

  فهم (^) ممن وصفهم الله تبارك وتعالى بقوله: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (الأنبياء: 27), فهم (صلوات الله عليهم) إن أرادوا شيئاً فإنه يتحقق بأمر الله تعالى الذي شرحته الآية الكريمة بأنه {كُنْ فيَكُونُ}، فلأن إرادتهم تبع لإرادة الله تعالى كانت إرادة الله مستجيبة لإرادتهم، ومما ورد من السلام على أهل بيت النبوة في الزيارة الجامعة الكبيرة (وَعِبادِهِ الْمُكْرَمينَ الَّذينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأمْرِهِ يَعْمَلُونَ.. وأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرّاشِدُونَ.. الْمُطيعُونَ للهِ، الْقَوّامُونَ بِأَمْرِهِ، الْعامِلُونَ بِإِرادَتِهِ)([13]).

  ولو أرادت السيدة الزهراء (B) أن يهلك الله ظالميها لأعطاها الله تعالى ما تريد لكنها صبرت رحمة بالأمة وشفقة عليها وحرصاً على دوام نداء (أشهدُ أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله).

  وكان خصوم فاطمة (B) يعلمون جيداً أنها إن لم ترضَ عنهم فإنهم في أسوأ عاقبة، لذلك حرص الأول والثاني على استرضائها، وطلبا الإذن بزيارتها فلم تأذن لهما فاستشفعا بأمير المؤمنين (A) لتحصيل الإذن فعرض الإمام (A) عليها ذلك فتركت القرار له (A) قالت المصادر: (ودخلا وقرآها السلام فلم تُجب، وتقدّما فقعدا أمامها، فولّت وجهها عنهما إلى الحائط؛ قالت تخاطبه وهي تشرك عمر بن الخطاب: أرأيتكما إن حدّثتكما عن رسول اللّه (J) حديثاً تعرفانه وتعملان به؟ أجابها وصاحبه: نعم. قالت: نشدتكما اللّه ألم تسمعا رسول اللّه (J) يقول: «رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبّني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني»؟ قالا: قد سمعناه من رسول اللّه. فرفعت وجهها وكفّيها إلى السماء وقالت: فإني أشهد اللّه وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت رسول اللّه (J) لأشكونّكما إليه)([14]).

 

 

 

 



([1]) محاضرة القاها سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (K) على طلبة البحث الخارج في الدرس الأسبوعي المخصص للتفسير في يوم الأربعاء 18/ج2 /1444هـ- الموافق 11/1/2023م, بمناسبة ذكرى مولد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (B).

([2]) الصحيفة السجادية :45, الدعاء السابع الذي اوله (يا مَن تُحَلُّ به عُقَدُ المَكارِه).

([3]) نهج البلاغة: 1/350، الخطبة/186.

([4]) أصول الكافي: 1/110.

([5]) التوحيد، للشيخ الصدوق: 133/ح17، تفسير البرهان: 8/ 120/ح11.

([6]) الكافي: 2/ 352/ح7, من باب (من آذى المسلمين واحتقرهم).

([7]) مجمع البيان: 8/93, والملفت ان السيوطي رواها في الدر المنثور في عدة مواضع (6/629، 634) من عدة مصادر كالبخاري واحمد ومسلم وابن جرير والحاكم وابن سعد وغيرهم ولم يذكر ذيل الحديث.

([8]) روى ابن حجر العسقلاني الشافعي المتوفي سنة (852 هـ) ما هذا نصه: (بسنده عن أنس قال مرض أبو طالب فعاده النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم، فقال يا ابن أخي، أدعُ ربك الذي بعثك يعافيني فقال (صلى الله عليه وآله): اللهم اشف عمي: فقام أبو طالب كأنما نشط من عقال، فقال يا بن أخي إن ربك ليطيعك. قال: وأنت يا عماه لئن أطعت الله ليطيعنك). الإصابة: 7/ 113، والخصائص، لجلال الدين السيوطي الشافعي: 1/ 124، باب (دعائه صلى الله عليه وآله وسلم لأبي طالب بالشفاء).

أقول: لو صحّت الرواية فإنها منسجمة مع التقية التي كان يعمل بها مؤمن قريش وسيدها أبو طالب، وهي تتضمن إشارة إلى إيمان أبي طالب بأن الرب بعث محمداً (J) وأنه له شفاعة عنده.

([9]) الأمالي للصدوق: 1/468، بحار الأنوار: 43/19، وهو مجمع عليه عند الشيعة، ورواه جمع كبير من علماء العامة كما في مستدرك الصحيحين للحاكم النيسابوري:  3/ 153-154، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/203, رواه الطبراني وإسناده حسن، ميزان الاعتدال للذهبي: ٢/٧٢، ابن الأثير أيضا فى أسد الغابة: ٥/٥٢٢, وابن حجر أيضا فى إصابته: ٨/١٥٩، تهذيب التهذيب: ١٢/٤٤١، ذخائر العقبى: ٣٩, خرجه أبو سعيد فى شرف النبوة وابن المثنى فى معجمه.

([10]) بحار الأنوار: 43/ 83-84. وأمالي الصدوق: 1/ 305، وفي البحار أنه عن الكافي والمكارم.

وفي بعضها (ثم قال رسول الله (’): رحم الله فاطمة ليكسونها الله بهذا الستر من كسوة الجنة، وليحلينها بهذين السوارين من حلية الجنة).

([11]) هذا واحد من عدة وجوه شرحنا فيها معنى كون فاطمة (B) (أم أبيها)، راجعها في موسوعة خطاب المرحلة: 7/ 56.

([12]) بحار الأنوار: 44/367, عن كتاب الملهوف: 52/53.

([13]) مفاتيح الجنان: 620.

([14]) الإمامة والسياسة لابن قتيبة:1/20، الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء(÷): ‏14/ 212.