(ألسنا على الحق) شعار الرساليين العاملين

| |عدد القراءات : 747
(ألسنا على الحق) شعار الرساليين العاملين
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

‏بسمه تعالى

(ألسنا على الحق) شعار الرساليين العاملين

الأربعاء 30/ذو الحجة/1444

الموافق 19/7/2023

‏ ‏دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) إلى اتخاذ كلمة علي الأكبر أبن الإمام الحسين (عليهم السلام) (ألسنا على الحق) شعاراً يأوي إليه المؤمنون الرساليون العاملون مهما واجهتهم من الصعوبات والمشاكل والمثبطات والآلام القاسية من الأعداء والخصوم.

‏وأكد سماحتُهُ (دام ظله) خلال كلمة ألقاها في جمعٍ من زوار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بمكتبه في النجف الاشرف، ‏أن الدروس المستفادة من هذه الكلمات المباركة كثيرة منها:

     أن مبدأ (ألسنا على الحق) والثبات عليه ليس ادعاءات ولقلقة لسان بل أن له حقيقة تظهر على السلوك والأفكار والمواقف ولا يتحقق ذلك إلا بتوفيق الله وتأييده ولا يأتي بالرغبات والتشهي.

‏ولفت سماحتُهُ الى الدعاء الذي علمه الإمام الصادق (عليه السلام) لشيعته وهو (أرني الحق حقا حتى أتبعه، وأرني الباطل باطلا حتى أجتنبه) ([1]) فإنه مجرد العلم بالحق نصف الطريق، وكم من شخص عرف الطريق لكنه لا يتبعه، ولابد من تحقق النصف الآخر وهو حسن التوفيق باتباع.

‏وأوضح سماحتُهُ (دام ظله) إلى الدرس الآخر المستفاد من (السنا على الحق)، وهو من هو المقصود منه بضمير (نا) في كلمة السنا مشيرا إلى أن علياً الأكبر (عليه السلام) يقصد الثلة المخلصة التي كانت مع الإمام الحسين (عليه السلام) من أهل بيته وأصحابه الذين استشهدوا بين يديه، إلا أن هذا الشعار لا يختص بهم بل يشمل الآخرين ممن شملهم الله تعالى بلطف وتأييده، ومن المهم أن نعرف المقصودون بضمير (نا) ونعرف أوصافهم، ‏ثم بين سماحتُهُ (دام ظله) الاوصاف المشار إليها:

1-    الإسلام لقوله تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران: 19) وقوله تعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: 85)

2-    ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) فإن الحق بصريح قول رسول الله (صلى الله عليه واله) (علي مع الحق والحق مع علي والحق يدور حيثما دار علي) ([2]) ‏واتِّباع أئمة أهل البيت (عليهم السلام) فمنهم يؤخذ الإسلام المحمدي الأصيل، وهم عدل القرآن الذي أوصى النبي (صلى الله عليه واله) بالتمسك بهما في حديث الثقلين المشهور: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) ([3]).

3-            الرجوع إلى العلماء الجامعين لشرائط المرجعية والتقليد فإنهم الحجج المنصبون من قبل الائمة المعصومون (عليهم السلام) ولا تبرأ الذمة بغير أتباعهم (اللهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِ)([4]) وكلما كان العلماء أجمع للصفات التي أكد عليها الأئمة المعصومون (D) كان الاقتراب إلى الحق أكثر، بأن يكونوا حريصين على الأمة مشفقين عليها دؤوبين في توعيتها وإرشادها وهدايتها إلى ما يصلح دنياها وآخرتها وأن يبذلوا وسعهم في خدمتها وقضاء حوائجها ورفع مظلوميتها {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} (التوبة: 128) وأن يكونوا حاذقين فطنين من أهل الحكمة والتدبير والنظر كما في الحديث الشريف: (العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس)([5]).



 

[1]  - بحار الانوار: ج ٨٣ - ص ١٢٠

[2]  - بحار الأنوار: ج ٣٨ - ص ٢٩

[3] -وسائل الشيعة للحر العاملي:27/34.

[4] _ مفاتيح الجنان: دعاء زمن الغيبة.

[5] - تحف العقول:356.