تحية إلـى محيي الزيارة الفاطمية عند أمير المؤمنين (ع) - ام ابيها

| |عدد القراءات : 641
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

تحية إلـى محيي الزيارة الفاطمية عند أمير المؤمنين (ع)([1])

لأمِّ أبيها.. لخيرِ النساءِ

 

لفاطمة الطهرِ.. طهر السماءِ

سأرسلُ قلباً كَواهُ الجوى

 

فإنّ هواها جرى في دمائي

مِنَ اللهِ فرضٌ غدا حُبّها

 

كحبَِ أبيها، وأهل الكساءِ

فيا مَن إليها دَعاكَ الولاءُ

 

تمهَّل ولو لحظةً في دُعائي

ظَلامَتها أن في مَوتها

 

شهادةُ قديسةُ الأنبياءِ

فَهل تنصِفوها ولو بعد حينٍ

 

بيوم حِدادٍ وحفلِ عزاءِ

نُعزّي علياً وطه الرسولِ

 

وأبناءَهُ صَفوةً الأولياءِ

فيا عاشقيها، هَلمّوا إليها

 

لكي نَفتَديها بصدقِ الوَلاءِ

سلامٌ عليها على حُرّةٍ

 

كساها الإله بثوبِ الحياءِ

فقلبُ أبيها يُصلّي عليها

 

وهَل كأبيها سما للعَلاءِ

تموتُ وفي قلبها غُصّةً

 

وتُدفنُ مقهورةً في خفاءِ

 

 

أمُّ أبيها.. ([2])

ماذا أقولُ بفاطم الزهراءِ

 

والشعرُ كمْ يَعصي على الشعراءِ؟!

أأقولُ فيها نفحةٌ قدسيةً

 

أنسية من معجزِ الإسراءِ

أمِنَ الملائكِ وهي أعلى منهمُ

 

شرفاً سَمَتْ فيهِ على الجوزاءِ

هيَ بضعةُ الهادي الرسول وروحهُ

 

فيها استقرّت فهيَ نبعُ ضياءِ

يؤذيهِ مَن يؤذي الزكيّة والذي

 

يؤذيهِ يُؤذي اللهَ بالبَغضاءِ

هيَ كَوثرٌ يَروي القلوبَ نميرُهُ

 

عذبٌ غدا يجري بأطهرِ ماءِ

وهي البتولُ وفاطمٌ وهي التي

 

تسمو بمحتدِها على العذراءِ

الله شرَّفها وعظّمَ شأنها

 

بينَ النساءِ بأجملِ الأسماءِ

أمُّ النبي وأمُّ سادات الورى

 

تزهو بثوبِ الطهر خيرِ رِداءِ

ما كانَ لولاها وجودُ أئمةٍ

 

تُنمى لخير الخلقِ في الأمناءِ

أوتادُ هذي الأرض بل عُمّارُها

 

بالدين والإيمان دونَ مِراءِ

كُلٌ لهُ فيها مقامٌ شامخٌ

 

مُتَضَوِّعٌ بالعطرِ واللألاءِ

هُم جَنةُ الدنيا وبهجة أنسها

 

بل جَنةُ المأوى بدار بَقاءِ

لهمُ الخلودُ على المدى وعدوّهُم

 

ألقت بهِ الدنيا لشرِّ فناءِ

أعطتهمُ الزهراء سرَّ نقائها

 

إرثاً من الآباءِ للأبناءِ

ويلٌ لمن عاداهمُ ولأمهمْ

 

أخفى العداء بخسَّةِ الجبناءِ

ما كان أجرأهُم على ربِّ السما

 

في ظلمها وبقيَّةِ الأرزاءِ

في الليل تُدفنُ وهوَ أعظمُ شاهدٍ

 

ماذا جرى في الليلة الظلماءِ؟!

زهراءُ يا زهراءُ يا بنتَ الهدى

 

يا لحنَ حزنٍ قد جرى بدمائي

أنا ذلك المكسورُ قلباً مثلما

 

كسرَ العِدا ضلعاً من الزهراء

يا منصفَ الزهراء([3]) من أعدائها

 

يحميك ربُّكَ من أذى الأعداءِ

ألزمتَ نفسك أن تسير بنهجها

 

قمراً يضيء بليلةٍ ظلماءِ

واليومُ أنتَ نصيرُها ومحبّها

 

وغداً تنالُ شفاعةَ الزهراءِ

فاصدح بنهجكَ وهو نهجُ محمدٍ

 

بعقيدةٍ علويةٍ ومضاءِ

فالله آثرها على كلِّ الورى

 

لمّا حباها أشرفَ الأبناءِ

 

 




([1]) قالها فضيلة الأديب السيد عبد الأمير جمال الدين عشية استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام) مُحيياً المؤمنين المبادرين لإحياء الزيارة الفاطمية عام1433، ونشرت في العدد (112) من صحيفة الصادقين.

([2]) القصيدة التي انشدها فضيلة الأديب السيد عبد الأمير جمال الدين في المؤتمر العلمي المشترك بين الحوزة العلمية و الجامعات حول السيدة الزهراء (÷) الذي أقيم على قاعة رئاسة جامعة الكوفة يوم السبت 29/ج1/1433 الموافق 21/4/2012، ونشرت في العدد (112) من صحيفة الصادقين.

([3]) توجّه الشاعر بهذا الخطاب إلى سماحة المرجع اليعقوبي (K).