تصحيح المفاهيم الخاطئة مقدمة لتصحيح الاعمال السلوكيات ويعالج الكثير من المشاكل والأزمات

| |عدد القراءات : 723
تصحيح المفاهيم الخاطئة مقدمة لتصحيح الاعمال السلوكيات ويعالج الكثير من المشاكل والأزمات
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

تصحيح المفاهيم الخاطئة مقدمة لتصحيح الاعمال السلوكيات ويعالج الكثير من المشاكل والأزمات

بسمه تعالى

الأربعاء 5/جمادى الأولى/1444

30-11-2022

 

أكد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على مسؤولية القادة والعلماء والمفكرين وصّناع الرأي وثقافة الامة في التصّدي لبيان المعاني الصحيحة والمفاهيم والمصطلحات التي تطرح في الأوساط الفكرية والثقافية والاجتماعية والسياسية وغيرها من المجالات التي على خط التماس مع الواقع المعاش وستكون حينئذ تلك المفاهيم المقلوبة أكثر خطورة على الثقافة السائدة خاصة حينما تُستغل لخداع الناس وتضليلهم وتشويه فطرتهم.

وقال سماحتُهُ (دام ظله) خلال المحاضرة التفسيرية التي يلقيها (في نهاية الاسبوع الدرسي) على جمع من طلبة الحوزة العلمية بمكتبه في النجف الاشرف في ضوء الآية الكريمة  [لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ] (البقرة: 177) :  لقد تضمّن منهج القرآن الكريم في الهداية والإصلاح عدة آليات ومنها تصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة، وذلك لأن كثيراً من الأعمال والسلوكيات يقوم بها أصحابها نتيجة لقناعة بنيت على فهم خاطئ لفكرة معينة، وقد تصل إلى حد ارتكاب الجرائم الشنيعة، ولو صحح المفهوم في أذهانهم لغيّروا طريقة حياتهم..خذ مثالاً مقولة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فقد جعله بعض الناس سبباً للعصبية الجاهلية والانحياز إلى عشيرته وحزبه وإن كانوا ظالمين معتدين، وهذا خلاف المبادئ الإسلامية وأخلاق المؤمنين، فلما قالها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) لأصحابه تعجبوا فقيل: (يا رسول اللّه، هذا ننصره مظلوماً، فكيف ننصره ظالماً! قال: تمنعه من الظلم).

فيكون حينئذٍ جزء كبير من معالجة المشاكل وحلّ الأزمات مبنياً على تصحيح هذه المفاهيم وإزالة الخلط والغموض.

وفي ذات السياق التفسيري .. أشار سماحته (دام ظله) الى ضرورة معرفة حقيقة ما يريده الله تبارك وتعالى من هذه الأعمال وهي التقوى والورع, وأن تحبّ الله تعالى وتؤثر رضا الله تعالى على ما سواه, وأن تحبّ خلق الله تعالى وتحسن إليهم بما يتيسر وتتجنب ظلمهم مطلقاً، قال الله تعالى [لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ] (الحج: 37), فالقيمة الحقيقية ليست للأشكال والمظاهر وإنما هي مع الروح والمضمون.

وبيّن سماحته أن البر ليس أمراً شكلياً وحركة جسدية تتمظهر بالتوجه إلى هذه الجهة أو تلك فقط وفقط حتى يُركّز عليها الخصوم ويعتبروها المقياس لمعرفة الحق، بينما القلوب خاوية من الإيمان الحقيقي، والنفوس مجرّدة من الورع والتقوى، ولكن البر له حقيقة وراء هذه الشكليات تتكون من منظومة متكاملة من الاعتقادات والأخلاق والأفعال، وقد شرحت الآية شرحت معنى الإيمان المتكامل نظريّاً وعمليّاً.

وفي سياق آخر وبمناسبة حلول ذكرى مولد العقيلة زينب (عليها السلام) واليوم العالمي للعفاف في الخامس من جمادى الأولى، اقتبس سماحته نوراً من سيرتها المباركة التي استلهمت خطواتها من مسيرة جدها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأبيها أمير المؤمنين وأمها الزهراء (عليهما السلام) وأدّت هذه الوظيفة خلال رحلة السبي المريرة وفي مجالس الطواغيت (يزيد ابن معاوية وعبيد الله ابن زياد) وازلامهم حيث كانوا يعتقدون أنّهم هم المنتصرون فأخذتهم سكرة الغلبة ونشوتها .

لكنها (عليها السلام) فَضَحَتْ هذه الأساليب والنظريات التي اريد بها خداع الناس وتسييرهم بالاتجاه الذي يريده أصحاب تلك الأجندات الهدّامة والتمويه عليهم بأن انتصار يزيد في معركة كربلاء دليل حقانيته في خلافة المسلمين وان الحسين (عليه السلام) لاقى ما لاقى لانه خرج على امام الحق ونحو ذلك فقالت (عليها السلام):( أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء أنّ بنا على الله هوناً وبك عليه كرامة!! وأنّ ذلك لعظيم خطرك عنده، فمهلاً مهلاً لا تطش جهلاً، أنسيت قول الله عز وجل [وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ] (آل عمران: 178).

وفي نهاية محاضرته شّدد سماحتُهُ (دام ظله) على أهمية الاستفادة من هذا الدرس الزينبي لتصحيح جملة من المفاهيم والرؤى والنظريات.. مستشهداً بمثال على ذلك من عالم المرأة ممّا حاولوا به خداعها ودفعوها إلى ما يريدون من الانحلال والفساد ومزاحمة الرجال وترك وظيفتها الأساسية في بناء الأسرة الصالحة وتنشئة الجيل الصالح وهو شعار (المساواة) وغيرها من الشعارات الزائفة كحرية الاختيار والتعبير عن الرأي من دون حدود او موازين كإقحام رفع شعار المثليين في مسابقة كأس العالم  لكرة القدم المقامة  حاليا ًفي دولة قطر، حيث أصرَ عدد من الدول الاوربية على رفع هذا الشعار والدعوة اليه خلال مباريات المسابقة لولا ان (البلد المنظم) طلب من الاتحاد الدولي لكرة القدم منع هذه الممارسات وينذر الفريق المخالف بكارت اصفر قبل بدأ المباراة ، فتراجعوا لهذا السبب، حتى قيل في التهكم منها انها ارخص صفقة في الدنيا تنتهي بكارت اصفر وهو ما يكشف بجلاء خواء الشعارات الزائفة  لمدعي حرية التعبير عن الرأي وغيرها، وحقيقة دعواهم انما هي الترويج لمفاهيم منحرفة وقذرة تخالف الرسالات السماوية والفطرة السليمة للإنسان والمجتمع  لأسباب غير خافية.