استثمار الأجواء المباركة للزيارة الأربعينية في توحيد الكلمة ورصِّ الصفوف في مواجهة التحديات.
بسمه تعالى
استثمار الأجواء المباركة للزيارة الأربعينية في توحيد الكلمة ورصِّ الصفوف في مواجهة التحديات.
دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) إلى استثمار أجواء الزيارة الأربعينية المباركة لتوحيد الكلمة ورصِّ الصفوف وسدِّ الثغرات التي يمكن أن ينفُذَ منها الأعداء لينالوا من همّة المؤمنين ويثبّطوا من عزيمتهم.
جاء ذلك في كلمة ألقاها[1] سماحتُهُ (دام ظله) في ثلّة من كادر موكب مكتب سماحة المرجع في محافظة البصرة لخدمة زوار الإمام الحسين (A) الوافدين من مختلف الدول عبر المنفذ الحدودي في (الشلامچة) بمكتبه في النجف الاشرف.
وبيّن سماحتُهُ إن من حسنِ توفيق الله تعالى وتسديده أن يَدلَّ عبادَهُ الصالحين على سبيل الطاعة التي تقرّب إليه ويأخذ بأيديهم إلى حيث رضاه ورحمته.. وأشار سماحته إلى أحد مصاديق التوفيق وهو قلّة أعداد الصامدين في كل ساحات المواجهة وبمختلف أنماطها، والمتوقع وفقاً للحسابات الطبيعية المادية عدمُ القدرةِ على الاستمرارِ في الصمودِ، لكنَّ الشواهدَ والنتائجَ تشير إلى غير ذلك، فَبَرَكاتُ المدد الغيبي والتسديد الإلهي واضحةٌ في كل ساحات النزال مع الأعداءِ بمرور الزمن وإن لم تظهر جلياً للعيان في ذات الوقت.
وأستشهد سماحتُهُ (دام ظله) بالمعارك التي خاضها رسولُ الله (J) للدفاعِ عن الدين الإسلامي العظيم، وما حظي به من تأييدٍ ونصرٍ مبين {وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا} (التوبة: 40)
وباركَ سماحتُهُ لجميع خدمة زوار الإمام الحسين (A) في مختلف محافظات بلدنا العزيز من شماله إلى جنوبه، ولكادر موكب (منفذ الشلامچة) نيَلهُم هذا الشرف العظيم الذي يزيدهم رفعةً في الدنيا والآخرة بلطف الله تعالى وكرمه {وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى} (الضحى: 4)
هذا ويُذكرُ أنِّ موكبَ المرجعية الرشيدة في (منفذ الشلامچة) من المواكب التي كان لها قَصَبُ السبق في خدمةِ الزوار حيث يستقبل في كل عامٍ مئات ُ الآلاف من الزوار ويصل عدد الزوار أحياناً الى ٨٠،٠٠٠ زائر في اليوم.. وبعد تعدد المنافذ البرّية لدخول الزوّار إلى العراق بسبب تزايد أعداد الزائرين، وجّه سماحة الشيخ المرجع (دام ظله) (قبل عدة اعوام) كادرَ مكتبهِ في محافظة ميسان بإقامة موكبٍ آخر لخدمة الزوار قرب (منفذ الشيب) الحدودي.
حيث يستريح الزوار وتقام صلاة الجماعة مع وجود لجنة من الفضلاء للإجابة عن الاستفتاءات وتوزع المنشورات التوعوية في كلا المنفذين (الشلامچة والشيب).
وفي سياقٍ متصل إستقبلَ[2] سماحتُهُ كادر موكب جعفر الطيار (رضوان الله تعالى عليه) الذي يحظى برعاية ودعم سماحة المرجع اليعقوبي منذ عدةِ سنوات ويعمل على خدمة زوّار الإمام الحسين (A) الوافدين من منطقة الشبكة (شبچة) حيثُ يرافقهُم ويوفر لهُم الخدمات على طول الطريق الصحراوي بين العراق والمملكة السعودية ومرقد الإمام أمير المؤمنين (A) (طريق الحج العراقي التاريخي) حيثُ يقطعون أراضٍ وعرة وسط الصحراء ولا تتوفر فيه أية خدمة أو مكان للراحة.. ويمرُّ الزوار خلال سيرهم على بعضِ الأماكن التي نَزَلَ فيها الإمام الحسين (A) خلالَ رحلتهِ المباركة من مكة المكرمة إلى كربلاء المقدسة، حيث استشهد هو وأهل بيته وأصحابه (رضوان الله تعالى عليهم) بعد أن خاضَ ملحمةً خالدةً امتزجت فيها كل المبادئ والقيم والمُثُل العُليا التي نادى بها الرُسُل والأنبياء والأوصياء (عليهم الصلاة والسلام) عبر مراحل الزمن..
[1] - يوم الجمعة 27 المحرّم 1444 الموافق 26-8-2022
[2] - يوم السبت 28-المحرم-1444 الموافق 27-8-2022