لابد من ملئ ساحات الفراغ بالتبليغ الديني

| |عدد القراءات : 1780
لابد من ملئ ساحات الفراغ بالتبليغ الديني
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

لابد من ملئ ساحات الفراغ بالتبليغ الديني

بسمه تعالى

الأحد 14-صفر الخير-1444

الموافق 11-9-2022

أكّد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على أن أساس الدعوة الى التمسك بولاية أهل البيت (عليهم السلام) إنما هي دعوة للتمسك بالدين الإسلامي العظيم، الذي أُرسل به نبينا الكريم (صلى الله عليه واله) وأخذه من عينه الصافية ومن مصدره الصحيح.

جاء ذلك في كلمة ألقاها سماحتُهُ في وفدٍ من أتباع مذهب أهل البيت (عليهم السلام) في إقليم كردستان بمكتبهِ في النجف الاشرف.

وأشار سماحتُهُ الى أن نعمة ولاية أهل البيت (عليهم السلام) من أجّل وأعظم النعم، وجاء في تفسير قوله تعالى {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} [الضحى:11] هي نعمة الولاية لأهل البيت (عليهم السلام) التي أمرنا الله بالتحدث بها ونشرها، ويتمم هذا المعنى آية إكمال الدين وإتمام النعمة آية {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ} [المائدة:3].

ولفت سماحتُهُ الى البعد الغيبي والتدبير الالهي في خلود الدين الإسلامي، وحفظه من الانحراف والتشويه بخط أهل البيت (عليهم السلام) وجعل الله تعالى (اثني عشر) إماماً الواحد بعد الاخر عُرِفوا بأفضليتهم وأعلميتهم وسموهم على أهل زمانهم، وهذه الحقيقة يعرفها حتى خصومهم من سلاطين الجور والطغاة وغيرهم، وإن أنكروها في العلن، وتراهم يلجؤون اليهم في الأزمات ليتفقهوا في علومهم ويأخذوا منهم الحلول للخروج من المآزق التي واجهتهم.

مؤكداً على أن من مظاهر خلود الدين بأجلى صورهِ هو وجود الزيارة الاربعينية التي ساهمت في التعريف بالتعاليم السماوية والمبادئ النورانية للدين الاسلامي من خلال المنهج والمسار الذي انتهجه الأئمة المعصومون (عليهم السلام) وشاء الله تعالى أن يكون الامام الحسين عليه السلام أوسع الطرق وأوضحها وأقربها الى الوجدان الانساني، وقد بدأ العالم يتساءل عن هذه الظاهرة العجيبة والمشاهد النبيلة التي تعجز عن وصفها الألسن وتحير العقول، ما هذه العلاقة العجيبة؟ وما هذه المودّة الرائعة؟ ما الذي صنعه الامام الحسين (عليه السلام) بنفوس هذه الملايين ووحّدهم وهم من مختلف القوميات والجنسيات والثقافات؟ كما ان ضيافة العراقيين وكرمهم وجودهم بكل ما عندهم حيث تراهم يتسابقون على ضيافة الزوّار وخدمتهم.. ثم توديعهم بالحفاوة والتكريم ودموع الحزن على فراقهم، مما أذهل العقول..

واعتبر سماحتُهُ ان هذه المواقف الفريدة باب من أبواب اللطف الإلهي مما ادى الى انتشار هذه المسيرة المهيبة بفضل الله في مختلف دول العالم ويصل طول بعضها عدة كيلو مترات سيراً على الأقدام.. ولا شك انه مصداق بيّن وواضح لقول العقيلة زينب (عليها السلام) (فوالله لن تمحو ذكرنا)، أي لن تمحو دين الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه واله).

وفي ذات السياق كرر سماحته دعوته الى السعي الجاد والمخلص في نشر الاسلام المحمدي النقي من طرق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) في كل اصقاع الارض بالحكمة والموعظة الحسنة، والتعريف به وتحبيب الناس إليه.

كما دعا سماحته الى إزالة الحواجز ورفع التقصير الحاصل تجاه مدن إقليم كردستان والمناطق القريبة منها، من جهة قلّة المبلغين وطلبة العلم فيها.

وأرجع سماحتُهُ سبب ذلك الى سياسات النظام البائد، الذي قمع الحريات وسعى الى تقويض ركائز العمل الإسلامي، ومحو الهوية الدينية في وطننا العزيز.

ولمعالجة هذا النقص لابد من التحاق عدد كبير من الشباب الواعي المتدين بالحوزات العلمية الدينية استجابة لقوله تعالى ( فلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ )، ورجّح سماحتُهُ الاستفادة من فرصة الدراسة الالكترونية، حيث يستطيع المؤمنون  الذين يتم انتخابهم من قبل الفضلاء في تلك المنطقة، تلقي الدروس وهم في دورهم -وفقاً للمستوى الثقافي والعلمي- اذا لم يتيسر لهم المجيء الى النجف الاشرف، لغرض التحصيل العلمي في الحوزة الشريفة، حينها  (وبعد بضعة اعوام) يمكن إيجاد قاعدة مناسبة  من طلبة العلوم الدينية، تستطيع القيام بمسؤولياتها وأخذ  دورها في توعية الناس وارشادهم وتعليمهم احكام دينهم  ..بفضل الله وتسديده ورعايته .. ليشملهم دعاء الامام (عليه السلام) بالرحمة وفق ما ورد في الحديث الشريف (أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا) فسُئل (عليه السلام) كيف نحيي أمركم؟ قال: (تتعلّمون أحاديثنا وتعلّمونها الناس، فإنّهم لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا)