الثبات على الحق في زمان الفتن

| |عدد القراءات : 1557
الثبات على الحق في زمان الفتن
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

الثبات على الحق في زمان الفتن

الاثنين ٢٣ المحرم ١٤٤٤

 ٢٢/٨/٢٠٢٢

حذر سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) من ارتكاب نواهي المعصومين (عليهم السلام) والتسامح في تطبيق اوامرهم المباركة لان عاقبة ذلك هي تجاوز الحدود الالهية والوقوع في المعاصي لا سامح الله.

وأوضح سماحته (دام ظله) خلال كلمة القاها في حشدٍ من استاذة وطلبة السادس الاعدادي المنضمين لدورات التقوية التي يقيمها مركز المدرّس في كربلاء المقدسة بمكتبه في النجف الاشرف.

ان المعصومين (عليهم السلام) نبهّوا شيعتهم في زمان الغيبة الكبرى عبر الروايات التي نقلها أصحابهم البررة من الشبهات والفتن التي ستعصف بهم حيث ستزداد هذه الفتن صعوبة وتعقيدا كلما تقدّم الزمان، وقد أستحدثت وسائل شيطانية لم تكن معروفة من قبل حتى بلغت ذروتها في زماننا الحاضر وهي تنذر بالمزيد من التسافل والانحطاط وعندما سُئِل الامام (A) عن كيفية النجاة والخروج من هذه الفتن بسلام.

 ذكر عليه السلام دعاء الغريق([1]) وهو ان تقول: يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك.

 

كما اكد سماحتُهُ (دام ظله) ان الدعاء في مدرسة اهل البيت (عليهم السلام) ليس مجرد كلمات يحرك الانسان بها لسانهُ (وان كان في ذلك ثواب لمن قرأها ) – انما يمثل الدعاء مدرسة مترامية الاطراف, كبيرة الابعاد تنهل منها الإنسانية العقائد الحقة والعلوم والمعارف النافعة والاخلاق الفاضلة ومن ذلك يتضح لنا (من دعاء الغريق) أن النجاة من الفتنة والشبهات لا تتم الا من خلال الثبات على المبادئ الدينية التي تؤخذ من العين الصافية، ومن خلال عدم الانجرار وراء شعارات والادعاءات والصيحات فإنها ترفع لمآرب دنيوية فاذا تم لأصحاب ذلك داسوا تلك الشعارات بأقدامهم .

ولفت سماحتُهُ الى رواية أخرى قريبة المضمون من رواية دعاء الغريق وكأنها تشرحها وتبينها، حين سأل الراوي الامام (A): فكيف نصنع جعلت فداك، قال (A) إذا كان كذلك فتمسكوا بما في أيديكم حتى يصبح الامر لكم، وذلك بالتمسك بسفن النجاة التي تخلصكم من أمواج الفتن العاتية اذ قال أمير المؤمنين (A) (أيها الناس شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة)[2].

وسفن النجاة هم المعصومون (A) في زمان الحضور ونوابهم بالحق في زمان الغيبة وهم مراجع الدين العاملون المخلصون العارفون بحقائق الأمور ولوابس الزمان.

وفي نهاية حديثهِ شدد سماحتُهُ على ما جاء من نهي في رواية دعاء الغريق عن إضافة جملة لم يقلها الامام (A) وان كانت صحيحة في معناها، فكيف بمن يصطنع قصصاً وروايات عن أهل البيت (D) ومصائبهم لأجل تعظيم مناقب أهل البيت (عليهم السلام) بزعمهم أو أبكاء الناس أو يبتدع طقوساً ويسميها شعائر، أو يصوغ زيارة من عنده أو يشيّد قبوراً لم تثبت نسبتها إلى أصحابها، بحجة شرعية وهكذا، فلنحذر من هذه الأفعال المنهي عنها.



[1] - روى الشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) في إكمال الدين بسنده عن عبد الله بن سنان قال: قال أبوعبدالله (A): ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى ولا إمام هدى، لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلّب القلوب ثبِّت قلبي على دينك، فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبِّت قلبي على دينك، فقال: إن الله عزّوجل مقلِّب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول: يا مقلِّبُ القلوب ثبِّت قلبي على دينك). بحار الأنوار: 52/149 ح 73

[2] - (بحار الأنوار - الجزء: 28 صفحة 233)