حثَّ المؤمنين على زيارة يوم الغدير في النجف الأشرف في مختلف البلدان

| |عدد القراءات : 77965
حثَّ المؤمنين على زيارة يوم الغدير في النجف الأشرف في مختلف البلدان
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save


بسمه تعالى

حثَّ المؤمنين على زيارة يوم الغدير في النجف الأشرف في مختلف البلدان[1]


نَحثُّ المؤمنين والمؤمنات عامة على زيارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف بمناسبة عيد الغدير استجابة لنداء الأئمة المعصومين (^) على لسان الامام الرضا (عليه السلام) قائلاً لأحد أصحابه المقربين (يا ابن أبي نصر أينما كنت فأحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فأن الله يغفر لكل مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين)[2].

والدعوة بصريح العبارة (أينما كنت) مطلقة موجهة إلى الجميع في شرق الأرض وغربها بلا استثناء الا من اقعده عذر غالب فيؤدي الزيارة من بعد.

وان هذا اليوم يستحق كل اهتمام لأنه يوم اكمال الدين واتمام النعمة بنص القرآن الكريم (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينا) (المائدة:3) وقد اكتمل الدين وتمت النعمة بتنصيب علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله (صلى الله عليه واله) وأميراً للمؤمنين ومن بعده أولاده المعصومين (^)، فلا غرابة في اعتباره أعظم أعياد الإسلام، وفي الرواية السابقة عن الامام الرضا (عليه السلام) قال (ان يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض).

ان النبي وآله المعصومين (صلوات الله عليهم أجمعين) يُسُّرون بتواجد الحشد المليوني عند أمير المؤمنين (عليه السلام) يوم الغدير ليلفتوا أنظار العالم إلى هذه القضية الكبرى التي رسمت مستقبل الأمة وحددّت لها طريقها في ذلك المفصل التاريخي المهم حتى لا تضيع الأمة بعد رحيل نبيها (صلى الله عليه واله) كما ضاعت وانحرفت الأمم الأخرى.

وان حضور الملايين في زيارة الأربعين سلط الأضواء على قضية الامام الحسين (عليه السلام) ودفع الناس من مختلف الأديان والملل إلى السؤال عن هذه الظاهرة العجيبة والتعرفّ عليها لكن الاعلام المعادي استطاع ان يحولها الى فعالية بكاء وحزن على مقتل سبط رسول الله (صلى الله عليه واله) وتبرّأ بسهوله من فاعلها وهو يزيد فلم تقطف الأمة ثمراتها المباركة كاملة.

فلو حصل مثل هذا التحشيد في يوم الغدير ــ ولو بعد سنين ــ وأثار الانتباه لقضيته لكان في ذلك نصرة لرسول الله (صلى الله عليه واله) ورداً على من يقول بأنه مات ولم يترك خليفة من بعده وهو منطق يخالف الحكمة وسيرة العقلاء، ولنفهم العالم بحقيقة ما جرى.

وفي هذا الاحياء المليوني انصاف لأمير المؤمنين (عليه السلام) ورفع بعض الظلامة عنه وشهادة بحقه المضيَّع، وفيه أيضاً اعلاء لذكر أهل البيت (^) وتمهيد للظهور الميمون وسيكون الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) على رأس المرحبّين بالزوّار الموالين والداعين لهم بكل خير وتوفيق.

فلا تضيعوا هذه الفرصة الثمينة وسجّلوا اسماءكم فيمن نصر الله ورسوله وأمير المؤمنين وأدخل السرور عليهم (صلوات الله عليهم أجمعين). 

كما ندعو كل الميسورين وأصحاب المواكب لتوفير الطعام وسائر مستلزمات الخدمة والدعم اللوجستي والنقل للزوار الكرام.

ولا تغفلوا عن كل الشعائر والاعمال التي حثّ عليها الائمة المعصومون (^) في هذا اليوم المبارك كإطعام الطعام وتوزيع الهدايا و (العيديات) خصوصاً على الأطفال لتعريفهم بأهمية هذا اليوم وعقد المؤاخاة مع المؤمنين بالنص المذكور في كتب السنن والمستحبات وإظهار علائم الفرح والسرور والصدقة على الفقراء والتوسعة على العيال والصوم شكراً لله تعالى وطلباً للتثبيت على الصراط المستقيم صراط النبي واله الطاهرين (صلى الله عليهم اجمعين).

ومن تعظيم الشعائر في هذا اليوم: خروج مواكب الفرح والسرور مرددة أهازيج الولاء لأهل البيت الطاهرين (^) وتوزيع الحلويات مصحوبة بقصاصات ورقية تبين اسرار هذه الأيام وسبب كونه عيد الله الأعظم وقد ذكرتُ عدة وجوه بالمناسبة.[3]

ومنها أيضا: إقامة المجالس التي تبيّن للناس التفاصيل التاريخية لواقعة الغدير وبيان حقيقية المراد من الآيات الكريمة النازلة فيها والأحاديث الشريفة المبيّنة لها ورّد الشبهات والتأويلات الباطلة التي حاول أعداء اهل البيت (^) من خلالها طمس هذه الحقيقية الناصعة، وأنى لهم ذلك وقد شاء الله تعالى إظهار هذا النور.

 وتذكرّوا لوعة وحزن الائمة المعصومين (^)  على تضييع الامة لهذه الجوهرة الثمينة التي تكفل لهم سعادة الدنيا والاخرة وفي ذلك يقول الامام الصادق (عليه السلام): (ان حقوق الناس تثبت بشهادة شخصين وقد اُنكر حق جدي أمير المؤمنين(عليه السلام) وعليه سبعون الف شاهد كانوا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) في غدير خم )[4] فأصيبت الامة بقتل وتشريد وقهر واستعباد وإذلال  وجوع وتخلّف ونزاع مستمر وغير ذلك مما ذكرته في خطاب (ماذا خسرت الامة حينما ولّت امرها من لا يستحق) , ولكن (وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ)(النحل :118 ) (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ )(النمل :14 ) (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ  أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ) (هود:28) (أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ )(الزمر: 19)

 مسألة: قد يعتذر بعض المؤمنين عن القدوم بأنه يريد أن يصوم هذا اليوم لما فيه من الأجر العظيم والسفر ينافي الصوم، ونبيّن هنا أن أجر الزيارة أعظم، ويستطيع الزائر ان يُمسك عن المفطرات خلال سفره ويجدد نية الصوم حين عودته إلى أهله ولو قبيل الغروب بلحظة لأن الصوم المستحب لا يشترط فيه ان يكون حاضراً في بلده عند الزوال باعتبار امتداد نيته إلى غروب الشمس.

                                                     

 

 



[1] أصدر سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) هذا البيان قبيل حلول ذكرى عيد الغدير الأعظم في 18/ذي الحجة / 1440 الموافق 20/8/2019 وأُعيد نشره في المناسبات اللاحقة مع إضافة بعض الفوائد.

[2] وسائل الشيعة (آل البيت): 14/388/باب 28/ح1

[3]  من نور القران: 1/421 , موسوعة خطاب المرحلة: 1/228

[4]  بحار الانوار: 37/158 باب 52