خطبتا صلاة عيد الأضحى المبارك لسنة 1443هـ

| |عدد القراءات : 66742
خطبتا صلاة عيد الأضحى المبارك لسنة 1443هـ
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

خطبتا صلاة عيد الأضحى المبارك لسنة 1443هـ

بسمه تعالى

الاحد 10/7/2022 م

10/ ذو الحجة /1443 هـ

 

أقام سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) صلاة عيد الأضحى المبارك بمكتبه في النجف الاشرف، وألقى سماحته خطبتي صلاة العيد في جموع الحاضرين الذين وفدوا لزيارة مرقد امير المؤمنين (عليه السلام)

الخطبة الاولى :

بسم الله الرحمن الرحيم

{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} (الروم : 41)

إرتباط فساد الحياة وصلاحها بأفعال الناس[1]

قال الله تبارك وتعالى {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (الروم : 41).

{ظَهَرَ} بمعنى بان واتَضّح أو كثر وشاع ـ كما في المفردات ـ بعد أن لم يكن موجوداً أو كان خفياً مستوراً غير بادٍ للعيان كالأشياء الموجودة في باطن الأرض ثم تخرج إلى ظهرها أي سطحها.

ويمكن أن يكون بمعنى تغلَّبَ وتسلَّطَ وتَمكّن كما في قوله تعالى {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} (التوبة : 8) واشتق منه لفظ المظاهرة التي تعني المعاونة كقوله تعالى  {وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ} (الممتحنة : 9).

{الْفَسَادُ} خروج الشيء عن حدّ الاعتدال قليلاً كان الخروج عنه أو كثيراً، ويضادُّه الصلاح، واستعملا كمعنيين متقابلين في القرآن الكريم، ويعبِّر الفساد عن حالة من الاختلال في نظام الشيء وتركيبه، والخروج عن خطّ سيره نحو الهدف المقصود الموجب للسعادة والحياة الطيبة مما يسبب آثاراً سيئة ويحرم الناس من المنافع المتوقعة.

والاختلال قد يقع في النظام الكوني الخارجي كما في قوله تعالى {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} (المؤمنون : 71) كما يمكن يقع في الأفعال {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ} (البقرة : 11)، {الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ * فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ} (الفجر : 11 - 12) .

{فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} كناية عن شمول الفساد جميع انحاء الأرض كما نقول ملأ الخافقين، أو انه مراد حقيقة بأن الفساد ملأ البر والبحر فعلاً على كلا المستويين: الواقع الكوني وأفعال الإنسان، فمن الأول تلوث البيئة والاحتباس الحراري والحرائق والاعصارات وانتشار الأوبئة الفتاكة والأمراض الخبيثة والأزمات الاقتصادية والتصّحر ونقص المياه والمجاعة والزلازل والفيضانات وانبعاث الغازات التي تدمر طبقة الأوزون وغيرها، ومن الثاني أي فساد الأفعال: الشرك والالحاد والقتل والزنا والسرقة والربا وشرب الخمر والخيانة والظلم والعدوان والتعصب والحقد والبغضاء والقطيعة والحروب العبثية واسلحة الدمار الشامل وزواج المثليّين وغيرها مما تشهده الأرض من فظائع وجرائم كبرى.

وما يشهده البحر كالذي يحصل على شواطئها من فسق وفجور، وان سفناً كانت ترسو على سواحل الخليج تحمل العاهرات والخمور ويقصدها السكان المسلمون!! لممارسة الرذيلة، ومن فساد البحر ما يحصل في باطنها من تفجيرات نووية وقتل للكائنات الحية فيها، واساطيل تجوب البحار مسلّحة بأحدث التكنولوجيا العسكرية لإرعاب الشعوب ومحاصرتها واخضاعها لسلطة المستكبرين، ومن أمثلة فساد البحر أنَّ تمردَّ الإنسان على قوانين حفظ البيئة قد سبّب قلة الأمطار وهو يضر حياة الكائنات الحية في البحار كما يضرها على اليابسة، روى القمي في تفسيره عن الإمام الصادق (A) قوله (حياة دواب البحر بالمطر فاذا كفّ المطر ظهر الفساد في البر والبحر وذلك إذا كثرت الذنوب والمعاصي)[2]. ونقل بعض الاعلام المعاصرين عمّن يقطنون ساحل البحر قولهم ((إن فائدة الغيث للبحر أكثر من فائدته للصحراء))[3] .

ولابد أن نفهم من الفساد مساحاته المتعددة العقائدية والسياسية والاقتصادية والأمنية والأخلاقية والفكرية والاجتماعية.

وأعظم فساد هو انحراف العقيدة عن خط التوحيد إلى الشرك والكفر والإلحاد لأنه سبب كل انحراف وفساد {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان : 13).

وقد طبّق الإمام الباقر (A) الآية الكريمة في صحيحة محمد بن مسلم[4] على حادثة السقيفة حيث أقصي أمير المؤمنين (A) من مقام خلافة رسول الله (J) وولاية أمر الأمة.

وقد ازدادت سرعة انحطاط الناس وتسافلهم في السنين الأخيرة بشكل لم يخطر على بال أحد، حتى سنّوا القوانين لترويج المثلية والتحول الجنسي حتى للأطفال من دون اذن والديهم وحمايتهم باسم الحرية واظهروهم وكأنهم ضحايا للعنف، ويعاقب من ينتقدهم، ولا أدرى لماذا الحرية مكفولة لمن يروِّج للفساد ولا تكفل لمن يعبِّر عن رأيه برفض الفساد؟! ويقول شخص مقيم في السويد بأنني لا أستطيع أن أمنع ولدي أو بنتي من مصادقة المثليّين لأنه إذا نقل ذلك عني ببراءة الأطفال فان الأب سيسجن سنة إلى ست سنوات.

فهذا الجزء من الآية يخبر عن اتساع هذه الحالة من الفساد وانتشارها في عموم الكرة الأرضية براً وبحراً، وامتلاكها زمام الأمور حتى عاد المؤمنون قلة مستضعفين، ورجع الإسلام غريباً كما بدأ غريباً[5] حتى عند المتسمّين به، فلو أردت أن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى تطبيق أحكام الشريعة فان فعلك يكون مستهجناً، إلى أن يملأ الله تعالى الأرض قسطاً وعدلا على يد المهدي (A) الموعود بعد ما ملئت ظلماً وجورا.

والملفت ان القرآن الكريم استعمل نفس لفظ {ظَهَرَ} للتعبير عن حالة انتصار الإيمان وغلبته وهيمنته على جميع الأنظمة والايديولوجيات الأخرى قال تعالى {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} (التوبة : 33)، (الفتح : 28)، (الصف : 9).

{بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} ثم تُرجع الآية في هذا الجزء منها سبب وقوع هذا الفساد والاختلال إلى فعل الناس أنفسهم فهم الذين يجرّون إلى أنفسهم هذه الكوارث بحماقتهم وجهلهم وغرورهم واتباعهم للشهوات وانصياعهم لشياطين الجن والإنس، وليس سبب هذه الكوارث غضب الطبيعة ونحو ذلك مما يجري على ألسنتهم.

واذا عُرِف السبب فلابد أن يتركز العلاج على ازالته ولا يكفي معالجة نتائجه وآثاره، كالطبيب الحاذق الذي لا يكتفي بعلاج مظاهر المرض كالصداع وعدم الشهية وانما يجري الفحوصات والتحليلات لتشخيص المرض ومعالجته، لكن الغرب الأحمق الغارق في الشهوات لا يسير وفق منطق العقل، فقد ابتلوا مؤخراً بمرض خطير سمّوه جدري القردة واعترفوا بأن سببه زواج المثليين، وأن انتشاره الواسع هذه الأيام حصل بعد مهرجان موسع للمثليّين أقيم في بريطانيا قبل شهرين تقريباً وحضره ثمانون ألفاً، وبدلاً من نبذ المثلية والاعتراف بخطورتها دعوا الناس إلى التلقيح ضد جدري القردة!!!

وهكذا يتسبب هؤلاء الحمقى في تعريض البشرية لكوارث غير مسبوقة لأنهم أحدثوا فساداً غير مسبوق، وهو معنى ورد في حديث عن الإمام الرضا (A) قال (كلما أحدث العباد من الذنوب ما لم يكونوا يعملون أحدث الله لهم من البلاء ما لم يكونوا يعرفون)[6].

وهذا الجزء من الآية ينبّه إلى حقيقة مهمة وهي ان ما يتعرض له الانسان من بلاءات هو بسبب الإنسان نفسه كفرد أو كجزء من المجتمع يصيبه ما يصيبهم، وهي حقيقة كرّرها القرآن الكريم كقوله تعالى {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (النساء : 79) وقوله تعالى {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} (الشورى : 30) وقوله تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} (النحل : 112) وقوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (الأنفال : 53).

وأشارت إليها أحاديث كثيرة كقول النبي (J) (ما اختلج عرق ولا عثرت قدم إلا بما قدمت أيديكم وما يعفو الله عنه أكثر)[7] وقول الإمام الصادق (A) (من يموت بالذنوب أكثر ممن يموت بالآجال)[8].

وفي ذلك تنبيه وتحذير ودعوة صادقة لترك المعاصي حتى يجنّبوا أنفسهم الويلات، ولكي لا يقعوا في ما وقعت فيه الأمم السابقة، وقد أوضحتُ هذه الملازمة بين صلاح الإنسان وصلاح الكون حوله وفسادهما في كلمات عديدة.

وهذا يصحّح فكرة سائدة لدى عامة الناس تنسِبُ هذه البلاءات إلى الله تعالى فإذا وقع له حادث سير قال هذا ابتلاء من الله واذا مرض بسبب عدم مراعاته الوصايا الصحية اعتبره ابتلاء من الله تعالى وهكذا وهي فكرة خطيرة لأنها تؤدي إلى الاعتراض على الله تبارك وتعالى أو سوء الظن به سبحانه أو الشك في وجوده أو النفور من الإيمان {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} (الصافات : 159) ومن أهم ما يتذرع به الملحدون هو نسبة الشرور إلى الخالق، وقد تبيّن الآن أنها من فعل الإنسان مباشرة أو غير مباشرة، حيث تُسبّب بعض الذنوب الضرر لكل الناس بل المخلوقات عموماً كما في قوله تعالى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (النحل : 61) وقوله تعالى {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (الأنفال : 25).

نعم إنما ينسب الفعل إلى قضاء الله في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة باعتبار أنه تبارك وتعالى وضع هذه القوانين الكونية المؤثرة في حياة الإنسان، لكنه تعالى وضعها لمصلحة العباد وهم الذين يسيئون استخدامها، كقانون الجاذبية فأنه ضروري لاستقرار الحياة ولولاها لما أمكن وضع حجر على حجر ولا سارت قدم على الأرض كالذي تراه عند روادّ الفضاء، ولكن الإنسان اذا رمى نفسه من شاهق وتهشمت عظامه ومات بفعل الجاذبية فان الذنب ليس ذنب القانون وإنما سوء فعل الإنسان، فعلينا تجنّب كل ما ينفّر الناس عن الخالق العظيم ومنها هذا الاعتقاد بأن ما يصيب الإنسان من مصائب هو من فعل الله سبحانه وتعالى عما يصفون.

ويظهر من الآية الكريمة ان الناس ما داموا يمارسون المعاصي سراً ولا يجهرون بها فان البلاء يكون محدوداً وقد يقتصر عليهم، لكنهم اذا أظهروا الفساد وجاهروا بالمعصية فأن البلاء سيكون عظيماً وعاماً، وهذا المعنى ورد في الروايات الشريفة ففي الحديث الشريف عن النبي (J) قال (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون ـ وهو وصف عام للجوائح والاوبئة العامة مثل فايروس كورونا ـ والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا)[9] وعنه (J) قال (إن المعصية اذا عمل بها العبد سرّاً لم تضرّ الا عاملها، واذا عمل بها علانية ولم يغيَّر عليه أضرّت بالعامة)[10] .

 {لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا} هذا الظهور للفساد في البر والبحر لا يتدخل الله سبحانه لمنعه كليّاً ولا يعطّل السُنن والقوانين الجارية في الكون لأن الله تعالى جعل الإنسان حرّاً مختاراً لما يفعل حتى يتحمل مسؤولية أفعاله ويستحق على أساسها الثواب او العقاب، فيدعهم يذوقون بعض ما عملوا وليس كل الذي عملوا لأن الدنيا ليست دار جزاء وإنما الجزاء في الآخرة {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (الزلزلة : 7 - 8) ولأن الله تعالى يعفو عن كثير كما في آية الشورى المتقدمة، ولولا هذا العفو وتسخير الملائكة لحماية البشر من شرورهم {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} (الرعد : 11) لكان سكان الأرض في كارثة حقيقية ولانعدمت الحياة على الأرض من أفعال الحمقى الذين يقودون العالم وما يملكونه من أسلحة دمار شامل بحسب الإحصاءات المرعبة التي تنشرها المجلات والكتب المتخصصة.

وتكون الإذاقة لنفس عملهم عندما يظهر لهم بصورته الحقيقية السيئة حيث يتحول إلى ألم ما توهموه لذة، وإلى شرّ ما ظنّوه خيرا، أو ليذيقهم وبال العواقب الوخيمة لبعض أفعالهم ليس انتقاماً منهم لأن الله تعالى غني عن العالمين لا تضره معصية العباد ولا تزيده طاعتهم شيئاً، وهو سبحانه يحب عباده ويريد لهم الخير والرحمة {كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} (الأنعام : 12) وفي الحديث القدسي (الخلق عيالي فأحبهم إليّ ألطفهم بهم وأسعاهم في حوائجهم)[11] فهل رأيت ربّ عائلة عاقل يريد الشر بعائلته؟ وإنما يذيقهم.

{لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}، فالغرض من إذاقتهم بعض ما عملوا هو تربيتهم وإصلاحهم من خلال إلفات نظرهم وتنبيههم من غفلتهم التي لو استمروا عليها فانها تورثهم الحسرة والندامة، قال تعالى {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة : 21).

ونستنبط من الآية الكريمة عدّة مسؤوليات:

منها: أنَّ على المؤمنين الدعاة إلى الله تبارك وتعالى توعية الناس جميعاً إلى أن ما يحلّ بهم من كوارث ونكبات وآلام وشرور هو نتيجة طبيعية لأفعالهم فاذا أرادوا التخلّص منها فليصلحوا أنفسهم وليغيروا نظمهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية المخالفة لسنن الله تعالى وقوانينه.

ومنها: أنَّ على المؤمنين أيضاً أن يجهدوا أنفسهم في جلب السعادة والخير للناس وتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة لهم في أي موقع كانوا وبالطريقة التي يستطيعونها حتى يصدّق الناس بأن الالتزام بالدين يحقق لهم ذلك، روى في الكافي بسنده عن الإمام الكاظم (A) في تفسير قوله تعالى {وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا} (الروم : 19) قوله(A)  (ليس يحييها بالقطر ولكن يبعث الله رجالاً فيحيون العدل فتحيى الأرض لإحياء العدل، ولإقامةُ الحدِّ لله أنفع في الأرض من القطر أربعين صباحاً)[12].

 

 الخطبة الثانية :

 

بسمه تعالى

(حتى تسكنه أرضك طوعا)

الفتح السلمي للعالم[13]

تضمّن الدعاء المأثور للإمام المهدي الموعود (A) الذي أوله (اللهم كن لوليك الحجة بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه) فقرة تستحق التأمل، وهو قوله (A) (حتى تسكنه أرضك طوعا) أي تمكينه من فتح العالم واخضاعه لسلطة العدل الإلهي سلماً.

وهذا معنى ورد في الروايات الشريفة عن المعصومين (D) أيضاً كالذي أخرجه السيوطي في الحاوي[14] عن نعيم بن حماد عن علي قال (اذا بعث السفياني الى المهدي جيشاً فخسف بهم البيداء... وتنقل اليه الخزائن، ويدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته من غير قتال)... الحديث.

واخرج بن طاووس في الملاحم والفتن عن نعيم بن حماد أيضاً، وأخرج النعماني في الغيبة بإسناده عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه (D) قال: (اذا قام القائم... قال: ويبعث جنداً إلى القسطنطينية. فاذا بلغوا الخليج كتبوا على أقدامهم شيئاً ومشوا على الماء. فاذا نظر إليهم الروم يمشون على الماء، قالوا: هؤلاء أصحابه يمشون على الماء، فكيف هو؟ فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة، فيدخلونها، فيحكمون فيها ما يريدون)[15].

وهنا ينقدح سؤال لا يرقى إلى مستوى الاشكال أكيداً وحاصله: أننا نعلم من تاريخ الحركات الرسالية التي قادها الأنبياء والأوصياء (صلوات الله عليهم أجمعين) عبر التاريخ أنها تواجه حرباً شرسة من قبل المتجبرين وذوي الثروة والجاه والاتباع في المجتمع الذين يصفهم القرآن الكريم بالملأ خوفاً على مصالحهم وامتيازاتهم غير المشروعة، وتتعرض تلك الحركات لحملات إبادة واستئصال تشنّها السلطات الجائرة والقوى الدولية المستكبرة، ولا يستطيع القادة الرساليون تثبيت دعوتهم ونشرها الا بشقّ الأنفس وبلطف الله تعالى وتأييده.

ولا شكّ ان القيام المهدوي المبارك سيتعرض لمثل ذلك وأكثر، وتستعدّ قوى الاستكبار العالمي لوأد نهضته المباركة قبل ولادتها وهو ما نتوقعه من الشياطين الذي يريدون أن يملؤا الأرض ظلماً وجوراً وفساداً، وعدوّهم الأول الإمام المهدي (A) الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلا، فكيف لا يحشدوّن كل قواهم لمواجهته.

وقد تناقلت وكالات الأنباء اعتراف رئيس الولايات المتحدة في خطاب القاه بمناسبة عيد الفطر الماضي بأن له مستشاراً (وهو بروفسور في العلوم الإسلامية ) خاصاً لدراسة كل ما يتعلق بالإمام المهدي (A) وقيامه ودولته المباركة، ويجتمع به كل اربعاء على الغداء كما قال، وهو لم يقل هذا في خطاب عام امام وسائل الإعلام للتندر أو المجاملة وإنما لغرض لا يخفى.

اذن كيف ينسجم هذا الواقع مع ما نطق به الدعاء وصرحت به الروايات الشريفة؟

ونذكر وجوهاً في الجواب:

1- إن فتح العالم سلماً يقع على طريق المعجزة التدخل الإلهي المباشر كالذي حصل مع النبي (J) حين أنزل معه آلاف من الملائكة في بدر وأُحد {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} [الأنفال : 12] و قوله تعالى {وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا} [الأحزاب : 26] و قوله تعالى {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ} [الحشر : 2] وقوله تعالى في معركة الأحزاب {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا} [الأحزاب : 9]، وقوله تعالى {فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ} [آل عمران : 13] فأنزال الملائكة والجنود وإلقاء الرعب وإرسال الريح وتشويش الرؤية كلها وسائل غيبية اعجازية لتحقيق النصر، وهكذا المهدي (A) فأنه ينتصر بمثلها، روى الشيخ الصدوق في إكمال الدين والطبرسي في أعلام الورى عن محمد بن مسلم الثقفي قال (سمعتُ أبا جعفر محمد بن علي الباقر (A) يقول: القائم منا، منصور بالرعب، مؤيد بالنصر)[16].

وقد ورد في الرواية الآنفة ان أصحاب المهدي (A) يمشون على الماء فيذعن العدو ويستسلم. أو ما ورد في عقد[17] الدرر عن علي ابن ابي طالب (A) في قصة المهدي وفتوحاته إلى ان قال (ويقيم المهدي (A) بانطاكيه سنته تلك، ثم يسير ومن تبعه من المسلمين ولا يمرّون على حصن من بلد الروم الا قالوا عليه: لا إله الا الله فيتساقط حيطانه ويقتل مقاتلته) الى آخر الحديث.

2- ان هذا ليس بعيداً حتى بالطرق الطبيعية من دون الحاجة إلى المعجزة فقد حصل الفتح بنص القرآن الكريم {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} [الفتح : 1] لرسول الله (J) في الحديبية سلماً وأرغم قريش على إيقاف الحرب عشر سنوات والسماح للدعاة الى الإسلام ان يخرجوا الى بقاع الأرض والاذن لمن يشاء من قبائل العرب ان يتحالفوا مع رسول الله (J)، كل ذلك حصل بعد سنة واحدة من حرب الأحزاب التي حشدت قريش فيها عشرة آلاف مقاتل وحاصروا المدينة للقضاء على النبي (J) وفي العام التالي خرج (J) محرماً بالعمرة وساق معه الهدي في ما يقرب من ألفين من أصحابه ولم يشك أحد من العرب بأنّه سائرٌ إلى حتفه وأنه قدّم نفسه الشريفة وأصحابه لقمة سائغة بين أنياب قريش لذلك خافوا من الالتحاق به حتى أشرف على مكة وعرضت عليه الصلح بالفقرات التي ذكرناها وان يؤدي العمرة في السنة التالية[18].

واما النماذج المعاصرة لإنتصار الشعوب سلماً فعديدة وذكرنا جملة منها في بعض الخطابات السابقة، ومن مظاهر الفتح السلمي الناعم ما نجده من اختراق الإسلام أوروبا وأمريكا وتعاظم وجوده هناك بكل سلاسة ويسر، رغم شدة الإسلام فوبيا التي يصنعها الأعداء، وتقول احصائيات العام الماضي في بريطانيا أن ثاني أكثر اسم شيوعاً في المواليد الجدد هو (محمد) وقد أصبح الأول هذا العام، وصار كبراؤهم يتهكمون رعباً بأن بعض دول أوروبا ستنضّم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي بعد سنوات لأن الأغلبية ستكون مسلمة والفضل لله تعالى وحده على تحقق هذا الفتح.

3- أن يتمكن المؤمنون من الوصول إلى مواقع النفوذ والسلطة والحكم في البلاد التي ينطلق منها الإمام (A) لتأسيس دولته الكريمة وقلبها العراق، وهؤلاء يهيئون تسليم الحكم للإمام (A) بكـل طاعـة وولاء، أما إذا كانت البلاد بأيدي المنافقين والكفـار والمعادين فإن الإمام (A) سيبذل كثيراً من الجهد والتضحيات لفتح هذه البلاد، وقد وردت روايات تسمي فيها بعض القيادات الصالحة التي تلتحق بالإمام (A)مع قواتها سلماً وتسلم له القيادة في العراق في حين تحاربه جيوش مـن بعـض الـدول المجاورة وبعض المنافقين في هذه البلاد.

4- إن البشرية ستكون قبل هذا الفتح العالمي السلمي مستعدة لاستقبال المصلح الموعود بسبب الأزمات الخانقة التي تعجز عن حلهـا سـواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو بيئية أو صحية أو عسكرية وغيرها، وستتيقن الشعوب من فشل الأنظمة والايديوليات التي وضعها الناس، وسيشاهدون عياناً النموذج الفذّ الذي يقيمه الإمام (A) في عاصمته المباركة قبل انطلاقه لبسط دولته المباركة، فيرون الرفاه الاقتصادي والاستقرار الأمني والحياة الاجتماعية السعيدة والرقي العلمي والمعرفي بحسب ما ورد في الروايات وتناولناه في خطاب سابق. فحينما تبلغهم دعوة الإمام (A) لإقامة الحق والعدل وسعادة البشرية وإنصاف المظلومين والمحرومين واجتثاث أصول الفساد فسينقادون إليه ويؤمنـون بـه وسيعزِّز (A) ذلك بالحجج والبراهين الدامغة من خلال ما يقوم به من حوارات ولقاءات وما يلقيه من خطب وبيانات.

5- ان اغلب بقاع العالم هي تحت سيطرة القوى التي تدعي الانتماء للسيد المسيح (A) وفق رؤاها الباطلة، وعند الظهور المبارك ينزل السيد المسيح (A) ويلتحق بالإمام (A) وسيُثبِت للمسيحيين أنه المسيح الحق الذي عرج به إلى السماء وليس المزعوم الذي توهمّوا صلبه ويأمرهم باتباع المهدي (A).

لذا فإن السيد المسيح (A) يساهم بـدور فاعل في إذعان الأمم المسيحية للإمام المهدي (A) سلماً، بحسب ما ورد في الروايات، ومنها ما رواه القمي في تفسيره عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج: يا شهر آية في كتاب الله قد أعيتني فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟ فقال : قوله : {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ} [النساء : 159] والله إني لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد، فقلت : أصلح الله الأمير ليس على ما تأولت، قال : كيف هو؟ قلت : إن عيسى (A) ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا نصراني إلا آمن به قبل موته، ويصلي خلف المهدي (A)، قال: ويحك أنى لك هذا ومن أين جئت به؟ فقلت : حدثني به محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (D) ، فقال : جئت والله بها من عين صافية)[19].

 

تكاليفنا تجاه التمهيد لليوم الموعود

إن بعض هذه الوجوه التي عرضناها لشرح هذه الفقرة من الدعاء ذو بعدٍ عملي لذا فإنه يوجب تكليفـاً بإزائه، والدعاء عند أهل البيت (D) ليس مجرد كلمات تتلى للثواب، أو للتنفيس عن أماني حالمة لا سبيل إلى تحقيقها بل هي منظومة من العلوم والمعارف والقيم والآداب التي تهذّب السلوك الإنساني, والتي صيغت بشكل دعاء، وعلينا أن نستنبط ما فيها من خطط وبرامج لنتعرف على مسؤولياتنا تجاهها لنكون من الممهدين لليوم الموعود حقاً، ومنها هذا التعبير عن الفتح السلمي للعالم.

فالوجه الأول فيه دعاء وطلب من الله تبارك وتعالى ان يذلل للإمام (سلام الله عليه) السماوات والأرض والبحار فتكون في أوضاع مناسبة لحركته المباركة، وان توظَّفَ لخدمته وتكون عوامل مساعدة لعمله المبارك، إنَّ علينا إدامة الدعاء للإمام (A) بالتمكين والنصر وهو أقوى الأسباب لأن كل الأحداث والوقائع الخارجية تعود في سلسلة عللها المباشرة وغير المباشرة إلى أسباب غيبية فلابد من اللجوء إلى عالم الغيب لتحقيقها، وهذه حقيقة مهمة في فهم فلسفة الدعاء.

والوجه الثالث يدعو شيعة الإمام (A) التـواقين لظهوره الميمون أن يزيدوا مـن خبـرتهم في الإدارة والحكـم وينظمـوا صفوفهم ويعبئوا طاقاتهم للوصول إلى هذه المواقع وبذل الوسع في النجاح في أداء مهامهم حتى يتمكنوا في الأرض وينجحوا ويقنعوا الناس بمشروع الإسلام وقدرته على توفير الرفاه والسعادة والحياة الكريمة ثم يسلّموا مقاليد الأمور إلى بقية الله الأعظـم (A).

والوجه الرابع يقضي بأن لا يقصّـر المؤمنـون فـي عـرض الإسلام النقي الأصيل كما ورد عن النبي (J) وآله الطاهرين (D) على شعوب العالم، وأن يبينوا لهم محاسنه ويرغبّوهم بالدخول فيه، ويشوّقونهم إلى اليـوم الـذي تسـود فيـه مبادئ الإسلام - التي هـي مبـادئ الإنسانية - الأرضَ كلَّهـا مستفيدين مـن وسـائل الإعلام والاتصالات التي بلغت حداً عظيماً، ويشرحون لهـم الحـال المزرية التي أوصلتهم إليها أنظمتهم التي وضعها البشر بجهلـه وغروره مـن أمـراض فتاكة کالآيدز ومن قلق ورعب ومستقبل مجهـول وتفكك اجتماعي وضياع وأزمات  اقتصادية وتلوث بيئة وغيرها من المشاكل المستعصية، ويظهرون عجز هذه الأنظمة مهما استكبرت وتفرعنت عن جلب السعادة للبشرية بل هي سبب شقائها وهلاكها، وقد لقّن فايروس كورونا وهو أضعف خلق الله تعالى بحيث لا يرى بالعين المجردة هذه القوى المستكبرة درساً بليغاً لو كان لهم عقل وأدخلهم حالة من الرعب والقلق وشل الحركة الاقتصادية وأوقف الحياة وبدلّ النظام الاجتماعي الذي كان سائداً.

وهكذا تترجم الأدعية التي وضعها الأئمة المعصومون (D) لزمان الغيبة إلى برامج عمل نستشعر مسؤوليتنا عنها ليكون انتظارنا ايجابياً مثمراً مليئاً بالاستعداد للمراحل المقبلة حتى يوفينا الله تعالى أجور المنتظرين العاملين.

 

 

 

 



[1] - الخطبة الأولى لصلاة العيد المبارك عام 1443 الموافق 10 / 7 / 2022

[2] - تفسير القمي: 2/160

[3] - الأمثل: 10/180

[4] - الكافي: 8/58 ح 19، تفسير القمي: 2/160

[5] - مضمون حديث شريف عن أخبار آخر الزمان ورد فيه قال رسول الله (J) (الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) / إكمال الدين: ج 1 / ص 308

[6] - الكافي: 2/275 ح 29

[7] - بحار الأنوار: 81/194 ح 52

[8] - الأمالي للطوسي: 701 ح 1498 وأحاديث كثيرة غيرها في ميزان الحكمة: 3/ 369-390

[9] - ميزان الحكمة: 7/97 عن الترغيب والترهيب : 2/568 ح 3

[10] - بحار الأنوار: 100/ 74 ح 15

[11] - الكافي: 2/199 ح 10

[12] - الكافي: 7/174 ح 2

[13] - الخطبة الثانية لصلاة عيد الأضحى المبارك عام 1443 الموافق 10/7/2022

[14] - ج 2 / ص 146  نقلنا الحديث بواسطة موسوعة الامام المهدي (A) للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) : 3/412

[15] - موسوعة الامام المهدي (A) للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) : 3/412  عن الملاحم والفتن: 53 والغيبة للنعماني: 172 ونقله المجلسي في بحار الأنوار: 13 / 194

[16] - كمال الدين وتمام النعمة : ج ١ / ٣٥٩ ، إعلام الورى: 2 / 291

[17] - موسوعة الامام المهدي (A) للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) : 3/413  عن الزام الناصب: 224 ط.ايران

[18] - راجع الروايات التي تشرح الحادثة في تفسير البرهان: 9/61

[19] - تفسير القمي: 1/158، بحار الأنوار: 14/349، مجمع البيان: 2/137، وتجد مجموعة من روايات الفريقين عن هذه القضية في (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (A) : 659)

 

 

 



[1] - الخطبة الأولى لصلاة العيد المبارك عام 1443 الموافق 10 / 7 / 2022

[2] - تفسير القمي: 2/160

[3] - الأمثل: 10/180

[4] - الكافي: 8/58 ح 19، تفسير القمي: 2/160

[5] - مضمون حديث شريف عن أخبار آخر الزمان ورد فيه قال رسول الله (J) (الاسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء) / إكمال الدين: ج 1 / ص 308

[6] - الكافي: 2/275 ح 29

[7] - بحار الأنوار: 81/194 ح 52

[8] - الأمالي للطوسي: 701 ح 1498 وأحاديث كثيرة غيرها في ميزان الحكمة: 3/ 369-390

[9] - ميزان الحكمة: 7/97 عن الترغيب والترهيب : 2/568 ح 3

[10] - بحار الأنوار: 100/ 74 ح 15

[11] - الكافي: 2/199 ح 10

[12] - الكافي: 7/174 ح 2

[13] - الخطبة الثانية لصلاة عيد الأضحى المبارك عام 1443 الموافق 10/7/2022

[14] - ج 2 / ص 146  نقلنا الحديث بواسطة موسوعة الامام المهدي (A) للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) : 3/412

[15] - موسوعة الامام المهدي (A) للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) : 3/412  عن الملاحم والفتن: 53 والغيبة للنعماني: 172 ونقله المجلسي في بحار الأنوار: 13 / 194

[16] - كمال الدين وتمام النعمة : ج ١ / ٣٥٩ ، إعلام الورى: 2 / 291

[17] - موسوعة الامام المهدي (A) للسيد الشهيد الصدر الثاني (قده) : 3/413  عن الزام الناصب: 224 ط.ايران

[18] - راجع الروايات التي تشرح الحادثة في تفسير البرهان: 9/61

[19] - تفسير القمي: 1/158، بحار الأنوار: 14/349، مجمع البيان: 2/137، وتجد مجموعة من روايات الفريقين عن هذه القضية في (المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (A) : 659)