المرجع اليعقوبي خلال استقباله السفير الياباني في العراق: الإسلام يدعو إلى الوسطية والاعتدال ومحبة كل الناس على اختلاف ديانتهم
المرجع اليعقوبي خلال استقباله السفير الياباني في العراق: الإسلام يدعو إلى الوسطية والاعتدال ومحبة كل الناس على اختلاف ديانتهم
استقبل[1] سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) سعادة سفير اليابان في العراق بعد أن أدى مراسيم الزيارة لضريح أمير المؤمنين (عليه السلام).
وأثنى الضيف على الدور المهم والمؤثر للمرجعية الدينية في حركة المجتمع، والعمق الحضاري للعراق فهو مهد الحضارات وأصلها، كما تحدث عن مساعدات اليابان للعراق في تدريب الكوادر وتأهيلها حيث بلغ عدد من استفادوا من هذه البرامج التي نُظمت في العراق أو اليابان حوالي عشرة آلاف في شتى المجالات، كما ذكر مبالغ بمليارات الدولارات قدّمت للعراق كمنح وقروض لإنشاء مشاريع البنية التحتية والطاقة والخدمات.
ومن جانبه فقد أثنى سماحة المرجع على النهضة العلمية والتكنولوجية والاقتصادية لدولة اليابان حيث أصبحت في مقدمة الدول المتقدمة بعد أن نفضت عنها غبار الحروب، وشكر سماحته المساعدات التي أشير اليها وأكد على تأهيل الكوادر العراقية لإدارة حكم رشيد في البلاد يحسن إدارة الثروات العظيمة المتنوعة الموجودة في العراق ويوظفها في إعمار البلد وتوفير الحياة الكريمة الطيبة للشعب وهو ما نفتقده مع الأسف، لإن فقدانه هو أصل مشاكلنا.
ثم استأذن سعادة السفير في توجيه بعض الأسئلة تناولت عدة قضايا:
(منها) تصاعد القتال باسم الدين وظهور الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش، فنفى سماحته أن تكون هذه الايديولوجيات مستمدة من الدين لأنه يدعوا الى الوسطية والاعتدال ومحبة كل الناس وإن اختلفوا معهم في الدين، وكان قادة الاسلام كرسول الله(9) وأمير المؤمنين(A) على درجة عالية من العطف والأبوية مع جميع الناس وتعاملوا مع أعدائهم بالعفو والصفح ونسيان الماضي كما حصل مع العدو اللدود قريش عقب فتح مكة، أما أجندات التكفير والقتل والعنف فهي من صنع جهات سياسية دولية ومحلية لتحقيق أغراض معينة، وهؤلاء الارهابيون أدوات بأيديهم يحركونهم بالاتجاه الذي يريدون، ويساعد على نمو هذا الإرهاب أقناع الكثير من الشباب فساد الانظمة الحاكمة واستبدادها وعدم أصغائها لمطالب الشعب، فتحصل فجوة بين الحكومة والشعب وتزداد النقمة على المتسلطين مما يوفر بيئة لانتشار هذه الافكار المنحرفة.
(ومنها) عن الدور السياسي للحوزة العلمية، فأكّد سماحة المرجع على امتناع علماء الدين بالتدخل في تفاصيل العمل السياسي والابتعاد عن أي موقع في السلطة لان وظيفتهم أسمى من ذلك، حيث يهتمون بهداية الناس وتكميلهم بفضائل الاخلاق وإرشادهم الى السلوك العفيف وتحقيق الاغراض النبيلة، ويجدون من واجبهم تقديم النصح والإرشاد للقادة السياسيين وحثهم على بذل الوسع في تحقيق العدالة الاجتماعية وحبّ الناس والاحسان اليهم، ويرفضون بشدة وقوع الظلم على أي أحد والاستئثار بثروات الشعب وسوء التصرف فيها وحرمان الناس من حقوقهم التي اقرّها الله تعالى وحكماء البشر.
وإن سبب تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية هو بسبب الاعراض عن تفعيل توجيهات المرجعية الدينية، لكننا لم نفقد الأمل بوجود جيل متحضر يقود الأمور بحكمة ويصلح الأوضاع بإذن الله تعالى.
[1] - يوم الثلاثاء 15 شوال 1443 الموافق 17/5/2022