ما الذي أعده المسلمون لحروب الجيل الخامس؟

| |عدد القراءات : 997
ما الذي أعده المسلمون لحروب الجيل الخامس؟
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

‏بسمه تعالى

ما الذي أعده المسلمون لحروب الجيل الخامس؟([1])

الاثنين 25 شعبان 1443

الموافق 28/3/2022

حذّر سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) من مكائد ودسائس اعداء الإسلام الذين دأبوا ‏على إثارة الفتن وتسخير امكانياتهم وقواهم المادية ‏والمعنوية لتأجيج نيران الحروب على المسلمين بكل أشكالها.

‏جاء ذلك في كلمة ألقاها في ضوء الآية الكريمة (كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ) (المائدة 64) ‏في مجلس ‏بحثه بمناسبة تعطيل الدروس في الحوزة العلمية وقرب حلول شهر رمضان المبارك.

‏وفي معرض بيانه لجملة من مضامين الآية الكريمة والآية التي تليها والدروس المستفادة منها أوضح سماحته أن ‏ مزّية أخرى من مزايا الأعداء وهي اجتهادهم في نشر الفساد في الأرض وتدبير المكائد و الخطط للسيطرة على العالم والهيمنة على ثرواته بمختلف السُبل وجعلوا الدين الإسلامي في ‏مقدمة أهدافهم وقد تكفل الله تعالى بإطفاء نار حقدهم وعدوانهم و حروبهم (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) (محمد 7) ونصر عباده العاملين ‏ الذين يسعون لإحلال الصلاح بدل الفساد ‏بشرط أن ‏يباينوا عمل المفسدين ولا يجاملونهم ولا يصانعونهم وان يرجعوا إلى ربهم جل وعلا وأنه يتمسكوا بدينهم ويقيموا الإسلام في حياتهم وهذا يتطلب وورعاً واجتهاداً وتضحياتً وثباتاً وبصيرةً ‏لأن السنة الإلهية اقتضت أن يقابل الفساد بالمواقف الشجاعة والواعية من المؤمنين لكي يزال وليس بالمعجزات إلا في حالة الاستثنائية.

‏وأشار سماحته إلى أمثلة من الأدوات التي يستخدمها الأعداء لإثارة الصراعات بين الشعوب المسلمة ‏ومنها: تسخير عملائهم واداوتهم من أشخاص ومؤسسات وحكام لتمييع العقيدة في قلوب المسلمين وتمزيق وحدتهم وإذكاء الصراعات والخلافات بينهم بإثارة التعصب للانتماءات المختلفة السياسية أو العشائرية أو القومية أو المناطقية أو الطائفية ‏وإشاعة الفساد والانحلال وإلقاء الشبهات في الدين والتشكيك في العقائد وتشويه صورة قادة الإسلام.

‏كما لفت سماحته ان المختصون في العلوم الحربية صنفوا الحروب إلى عدة أجيال تطورت اليها عبر التاريخ حسب متغيرات الواقع حيث يعيش ‏العالم اليوم ‏حرب الجيل الخامس التي تعتبر نمطاً مختلفا عن الاجيال السابقة في أدواتها وأساليبها وقواعد الاشتباك فيها ومن ضمن ادواتها:

1- الغزو الثقافي والفكري لتغيير طرق تفكير الناس وطمس هويتهم وانقلاب المفاهيم عندهم بحيث يرون مبادئهم ومعتقداتهم واخلاقهم تخلفا ورجعية وكبتاً وتضييقاً للحريات الشخصية ونحو ذلك حتى تتحقق تبعيتهم لثقافة العدو وافكاره ونظرته الى الحياة ويصبح العوبة تسيّرها أيدي الاعداء وهو ما حذّر الرسول الكريم (صلى الله عليه واله) أمته منه بقوله: (كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكراً والمنكر معروفاً)

2- ‏ تمزيق وحدة المجتمع ونسيجه بإثارة التعصبات الطائفية والقومية والجغرافية والعشائرية والسياسية وسائر الانتماءات الاخرى حتى على مستوى مباريات كرة القدم التي توجج صراعات مقيته حتى تستنزف قدراته وتشغله بهذه الصراعات الهامشية والمناكفات التافهة عن العدو الحقيقي الذي يسعى للقضاء عليهم.

3- ‏تغذية الإرهاب والترويج له لخداع مزيد من الشباب الضائعين ودعم الجماعات الارهابية مادياً ومعنوياً وتيسير وصول المخدوعين الى المناطق التي يحددونها للصراع وهي بلاد المسلمين خاصة.

4- ‏الحرب ‏الاقتصادية من خلال المقاطعة وفرض الحصار الاقتصادي وخلق أزمات اقتصادية تزيد من نسبة الفقر ولا يجد الشعب ما يسدُّ رمقه واغراق الدولة بالديون فتضطر الحكومة الى إيقاف برامج التنمية والرفاهية والخدمات الاساسية. وتدخل في هذا الصنف الحرب المالية أيضاً بتخفيض قيمة العملة الوطنية وإضعافها حتى تفقد قدرتها التنافسية مع العملات الأخرى وتزداد اسعار المواد الغذائية والاساسية فيعجز المواطن عن تلبية احتياجاته ويؤدي الى كساد السوق وتسريح العاملين وتفشي البطالة والفقر، وهذا ما حصل في العراق مع بداية عام 2021.

5- ‏حرب المياه التي هي شريان الحياة والتنمية والاستقلال، وشحة المياه تؤدي الى تهديد الأمن الغذائي وفقدان الاستقرار والحياة الكريمة ويؤدي الى انحسار الزراعة وازدياد البطالة والاستيراد من الخارج وما يترتب على ذلك من اخطار جمّة.

6- ‏الحرب البيولوجية باستخدام سلالات من الجراثيم والفيروسات لإحداث أمراض تهدد حياة البشر والحيوان والنبات وقد ابتلي العراقيون بهذه الأسلحة خلال عدة حروب عانوا منها خلال العقود الأخيرة.

7- ‏حرب البيئة حيث استخدم سلاح التغييرات البيئية لتهديد الأمن البيئي واستقرار المنظومة الزراعية والبيئية بإحداث بعض الظواهر الطبيعية المصطنعة مما يحدث التلوث والتصحر والاحتباس الحراري وامثالها من التغيرات البيئية الخطيرة.

8- ‏حرب المخدرات بترويج تجارتها وتعاطيها لتخدير العقول وتدمير الأجساد بواسطة عصابات ومافيات وهي أخطر الحروب وتستهدف الشباب بدرجة أساسية لتلقي بهم في أودية الضياع والهلاك وتقويض بنية المجتمع من أساسها وتحوّلهم من طاقات منتجة مثمرة إلى مجرمين

9- ‏إقامة القواعد العسكرية بعنوان توفير الحماية من التهديدات الخارجية أو الإرهابية الا أنها سرعان ما تتحول إلى أداة لفرض الإرادة والتدخل في القرار السياسي والسيطرة على الثروات وتجنيد العملاء.

‏ودعا سماحته المسلمون إلى الالتفات إلى هذه الأخطار التي تواجههم وليعرفوا أن هذه الحالات والأوضاع المأساوية التي يمرّون بها ليست ظواهر جزئية مشتتة حصلت قضاءً وقدراً وانما هي مخططات مقولبة ضمن منظومة كاملة للإدارة هذا الصراع تظافرت عليه الجهود وتحالفات القائمون عليها من أجل تحقيق أهدافهم المشار إليها.. مؤكدا على المسؤولية التي تقع على عاتق ‏الحكومة بشكل رئيسي لأن حفظ أمن الدولة والمواطن ‏بكل أشكاله الشخصي والبيئي والغذائي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها من أوضح مسؤولياتهم.. وذلك من خلال إقامة الحكم الرشيد الذي ينال ثقة الشعب ويجعلهم يدافعون عن الحكومة ‏مسارعاً إلى المشاركة في الانتخابات الى اختيار الثلة الصالحة ‏القادرة على حسن إدارة البلاد.

‏كما شدد سماحته على دور الحوزة العلمية والنخب المثقفة في توعية الشعب وتنبيهه لهذه المخاطر وكيفية مواجهتها ‏مشيراً وعلى نحو المثال إلى الآثار المباركة لحملة مكافحة المخدرات والتوعية من لمخاطرها التي ‏انطلقت في شهر شعبان الحالي في الزيارة الشعبانية المباركة.

 



[1] - النص الكامل للمحاضرة نشر في صحيفة الصادقين، العدد /220 والصادرة بتاريخ الاربعاء 27شعبان 1443هـ الموافق 30/3/2022