الشهيدة بنت الهدى .. أصالة الانتماء و شجاعة الموقف

| |عدد القراءات : 898
الشهيدة بنت الهدى .. أصالة الانتماء و شجاعة الموقف
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

الشهيدة بنت الهدى .. أصالة الانتماء وشجاعة الموقف

الجمعة 16 رجب الاصب 1443

الموافق 18/2/2022

ألقى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) محاضرة في الحفل الاستذكاري الذي اقامته (مؤسسة القلم الفاطمي النسوية) لشاعرات أهل البيت (عليهم السلام) في حسينية الامام الرضا (عليه السلام) - التي شيدها المرجع الديني الراحل السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس سره) بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة والاربعين لانتفاضة رجب الأصب عام 1399هـ/ 1979م والتي أوقدت شرارتها العلوية الفاضلة الشهيدة (بنت الهدى) آمنة الصدر (رضوان الله تعالى عليها) ضد النظام القمعي الاجرامي البائد.

في مستهل محاضرته بارك سماحة المرجع (دام ظله) لمؤسسة القلم الفاطمي القيام بهذه الفعاليات المباركة والاحياء الواعي للمناسبات التي من شأنها ان تحفّز ذاكرة المجتمع وتلفت انتباهه الى مواقف ومآثر رموز الامة وقادتها في الحقب السابقة وتربط الأجيال الحاضرة بالأجيال السابقة لإدامة زخم العمل الإسلامي، مؤكداً على ضرورة العمل المؤسساتي في كل مواقع النشاط الإسلامي الذي يُتوخى منه تحقيق المزيد من العطاء والاستدامة على مستوى الكم والنوع. لأن العمل سيرتبط حينئذٍ بالعنوان الأكبر والمشروع الإسلامي لا بالأشخاص ... وهذا ما كان يدعو له السيد الشهيد الصدر الأول (قدس سره) .. وأطلق عليها اسم المرجعية الصالحة آنذاك.

كما أثنى سماحته على مؤسسة القلم الفاطمي لاتخاذها الشعر كأداة ووسيلة للدعوة الى الله تعالى وبيان عظمة الدين الإسلامي.. والاعتزاز بالانتماء له والافتخار بإبراز الهوية الإسلامية.. هوية الانتماء والارتباط والذوبان بمبادئه العظيمة وقيمه السماوية

وتأسف سماحته (دام ظله) لضياع هوية الإسلام وذوبانها في دوامة الانتماءات الفردية والجهوية وكثرة التخندقات والاصطفافات على حساب أصالة الهوية الإسلامية، فان هذه الانتماءات الفرعية ينبغي ان لا تكون على حساب الانتماء الأكبر، وهذه الهموم ينبغي ان يكون منطلقها الهمّ الأكبر وهو.. همّ اقامة الدين الإسلامي ... وان لا تكون مثاراً للتفرقة وبؤرة للصراع والتعصب والعداء للانتماءات الاخرى.. داعياً الى استعادة هوية الإسلام وإبرازها، والاعتزاز بها، وتعريف شعوب العالم بما تختزنه من المُثل والقيم العالية.

وأكد سماحته (دام ظله) ان العلوية الشهيدة بنت الهدى (رضوان الله تعالى عليها) حرصت على ترسيخ جملة من معالم الهوية الإسلامية وخصائصها في سلوكها الميداني ومحاضراتها وتوجيهاتها التربوية ... واتخذت الشعر والادب أداة ووسيلة ضمّنتها هذه المبادئ ببيان واضح وأسلوب سهل غير متكلف مُفعم بالافتخار بالإسلام زاخر بمعاني الاعتزاز والزهو بالانتماء لهذا الدين العظيم، وان المستقبل سيكون للإسلام ولأبنائه لا لغيره من المشاريع والأيديولوجيات.. وقد تحولت هذه الاشعار بمرور الزمن الى أناشيد يترنم بها العاملون الرساليون.

وشدد سماحته (دام ظله) في محاضرته على الاهتمام بتطوير العمل الإسلامي النسوي وتنويعه ليغطي مساحات أوسع لأنه من أنجع طرق الهداية والصلاح للمجتمع.. فإن أعداء الإنسانية سخّروا امكانياتهم لإفساد المجتمعات لغرض اضلالها والهيمنة عليها واستخدموا النساء كوسيلة لبلوغ مآربهم القذرة، فعمدوا على تشويه مفهوم اهم وأوضح خصلتين في شخصية المرأة الصالحة وهما (الحياء والعفّة) فذوبوهما تحت شعارات زائفة وخادعة.. بينما نلاحظ في دعاء زمن الغيبة (وتفضّل .... على النساء بالحياء والعفة) انه يركز على هاتين الخصلتين لأن فيهما قوام شخصية المرأة.  

 

لذا ينبغي علينا ان نواجههم بنشر الهداية والصلاح بنفس نمط الوسائل التي استخدموها لاختراق المنظومة المجتمعية وغواية الناس.

واستشهد سماحته (لتقريب الفكرة) بمضامين الآية الكريمة {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [التحريم:11] بحيث كانتا مثالاً وانموذجاً للمؤمنين في علو درجة ايمانهم وصلاح حالهم. من جانب اخر كانت امرأة نوح (عليه السلام) وامرأة لوط (عليه السلام) مثالاً وانموذجاً للضلال والكفر.

وتخلل الاحتفال الذي أستُهل بقراءة آيٍ من الذكر الحكيم، بإلقاء كلمات وقصائد وعرض فلمٍ وثائقيٍ قصير عن حياة الشهيدة بنت الهدى والاستماع الى خواطر وذكريات عن حياتها المباركة الحافلة بالعمل والعطاء ألقتها بعض الاخوات اللاتي عاصرن الشهيدة وتأثرن بالمنهج التربوي الرسالي التي كانت تربيهن عليه حتى تركت أثراً مميزاً وعلامة فارقة في حياتهن وحياة جملة ممن عاصرنها (رضوان الله تعالى عليها) لا تُمحى حتى بعد مرور أكثر من أربعة عقود من الزمن