(فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) - الفوائد النفسية والاجتماعية في التردد على المساجد

| |عدد القراءات : 944
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

(فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) (التوبة:108)

الفوائد النفسية والاجتماعية في التردد على المساجد[1]

(فِيهِ) أي في المسجد إشارة الى ما تقدم من الآية الكريمة (لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ).

فالمسجد الذي يُشيَّد على أساس التقوى والاخلاص هو الذي يستحق ان تقوم فيه للصلاة والذكر وسائر الطاعات، لا المسجد الذي يؤسس رياءاً وسمعة أو نفاقاً أو ضراراً وتفريقاً بين المسلمين أو نحو ذلك، لأن مسجد التقوى يضم أناساً يحبون أن يتطهروا بحضورهم في المساجد أي يتنزهوا عن الرذائل والنقائص والعيوب، فتراهم يتسابقون لنيل الكمالات الروحية وتهذيب نفوسهم وتنقية قلوبهم، وقد وصفت آية أخرى جانباً من تطهرهم في قوله تعالى (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ* رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ) (النور:36-37).

وهذا التطهر المعنوي شامل في أول درجاته للتطهر المادي من الخبث لذا وردت بعض الروايات التي تفسِّر التطهّر بغسل موضع الغائط بالماء، ثم التطهر المعنوي من الحدث بالوضوء، ويظهر من الآية أن وجود هؤلاء المتطهرين في المسجد المؤسَّس على التقوى بيان لصفة من صفات هذا المسجد، أو إنه علة وكأنَّه هو السبب الذي جعله أحق ان تقوم فيه للصلاة.

وهؤلاء المهتمون بالتطهير يحبّهم الله تعالى، وهي الحقيقة التي أكدها قوله تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة:222) فلا يريدون من حضورهم في المساجد رياءاً ولا سمعة ولا لخداع الناس أو التسلط عليهم والتعالي باسم الفضيلة.

وهذا العنوان الجميل (الْمُتَطَهِّرِينَ) يلخص كل ما يتصف به هؤلاء من معاني النقاء والسمو والعفاف والنبل والخير والمعروف، والواقع يشهد على ذلك فان المسلمين هم الأمة الوحيدة التي تعتني بالطهارة المفصَّلة من الخبائث، ونظافة البدن والثوب من اعيان النجاسات، وكثرت فيها أحكام الشريعة حتى كان كتاب الطهارة من أضخم الكتب الفقهية، وقد عرفهم به اعداؤهم أيضاً حينما أرادوا أن يلخصّوا توصيف سلوكهم العفيف وتحليهم بالفضائل واجتنابهم الفحشاء والمنكر والبغي والظلم والخبائث قالوا عنهم (إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (النمل:56) ولكن ماذا كان ردّهم العاجز (أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ) (الأعراف:82) وقد تكرر الحدث في القرن الماضي عندما انفصل المسلمون عن الهندوس في الهند وأسسوا دولة جديدة اسمها باكستان وهي تعني دولة الانقياء والمتطهرين.

والتطهير سبب لتلقي الكمالات والمعارف الإلهية، قال تعالى (فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ * لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:78-79) أي أن حقائق القرآن الكريم ومعارفه التي فيها تبيان كل شيء في كتاب مكنون في لوح محفوظ لا يصل اليه ولا يطّلع عليه الا المطهَّرون، ومن هم المطهَّرون؟ انهم النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين)، لأنهم بلغوا الغاية في الطهارة والعصمة قال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) (الأحزاب:33)، أما غيرهم فينالون من حقائق الكمال والمعرفة بقدر درجاتهم من الطهارة المعنوية، قال تعالى (فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا) (الرعد:17).

وتطهير القلب من الاغلال، والنفس من الادران هو غرض التشريعات الإلهية قال تعالى (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) (الأحزاب:53) وقال تعالى (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا) (التوبة:103) وقال تعالى (وَلَكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ) (المائدة:6) وقال تعالى (ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) (البقرة:232) وقال تعالى (فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ) (المجادلة:12).

هذا بيان مختصر لمعنى الآية، وما نريد أن نقتبسه من نورها أنها تبيّن عنوانين رئيسيين للثمرات الحاصلة من التردد على المساجد والتجمعات الإيمانية وهما:

1- نيل الكمالات الروحية بتطهير القلب وتهذيب النفس وتنزيههما عن الرذائل الخلقية والنقائص والعيوب.

2- اعلان الانتماء الى الجماعة الصالحة المؤمنة وهم المتطهرون.

ويتضمن كل من العنوانين عدة ثمرات جمعها أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله (من اختلف إلى المسجد أصاب إحدى الثمان: أخاً مستفاداً في الله، أو علماً مستطرفاً، أو آية محكمة، أو يسمع كلمة تدلّه على هدى، أو رحمة منتظرة، أو كلمة تردّه عن ردى، أو يترك ذنباً خشية أو حياءً)[2]، أي يحصل على احداهن على الأقل والا فان المتوقع تحصيلها جميعاً بفضل الله تعالى، ونقل الشيخ الصدوق أيضاً حديثاً آخر بلفظ مقارب عن الحسن بن علي (عليهما السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله).

ويمكن توضيح هذه الثمرات ضمن نقاط:

1- نيل الثواب والقرب من الله تعالى والسمو الروحي: باعتبار أنّ هذا العمل فيه طاعة لله تبارك وتعالى وذكر له [أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ](الرعد:28)، فيوفّر فرصة للعبد المؤمن في التقرب إلى الله سبحانه والرقي في مدارج الكمال، وتفيد الأحاديث الشريفة ان مجرد الحضور في المسجد يحقِّق هذه الثمرة، فاذا صلّى فيه تضاعف، فاذا كانت الصلاة في جماعة تضاعف أكثر، وقد ذكرنا جملة من هذه الأحاديث في قبس (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ) (التوبة:18)، ومنها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله) (من مشى الى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع الى منزله عشر حسنات ومحى عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات)[3]، وعن أبي عبد الله (×) قال: (من أقام في مسجد بعد صلاته انتظاراً للصلاة فهو ضيف الله، وحقّ على الله أن يُكرم ضيفه)[4].

وكلٌ منّا يحس بوجدانه حالة السكينة والطمأنينة وسمو الروح وهو يدخل هذه المشاهد المشرفة، قال أمير المؤمنين (×): (الجلسة في الجامع خير لي من الجلسة في الجنّة، لأنّ الجنّة فيها رضى نفسي، والجامع فيه رضى ربي)([5]).

2- الجهة التربوية: فإن المسجد أحد المراكز التي يتلقى الإنسان فيه تربيته كالبيت والمدرسة، بل إنّ ما يناله الفرد من التربية في المسجد أهم وأكمل باعتباره متمحضاً في الخير، ولا يتصور فيه الانحراف والزيغ كالذي يمكن في البيت أو المدرسة، وإنّ الكثير من المؤمنين لم يحصل على تربيتهم فيهما لخلوهما من الصلاح، وإنمّا نالوا تربيتهم في المسجد، ومهما تراجع دور البيت والمدرسة في تنشئة الجيل نشأة صالحة فإن المسجد باقٍ يؤدي وظيفته، كما أنّ هناك بعض الجرعات الإيمانية الواعية تعجز عن إعطائها الأسر الاعتيادية لأبنائها فيضطلع بها المسجد الذي ما زال يركّز في نفوس مرتاديه حب الله وعدم الانخداع بأمور الدنيا ونبذ العادات السيئة كالكلام الفاحش والتنابز بالألقاب والمزاح المهين، والتغلب على الأمراض النفسية كالبخل والحرص والغرور والغضب والتكبر والعجب والرياء وحب النفس، والتحلي بالأخلاق الفاضلة كالإيثار والصبر والحلم والشجاعة والكرم والعطف واللين والتسامح والتواضع وحب الخير للآخرين، وبهذا تكتمل شخصية الفرد المؤمن وينعكس ذلك واضحاً منه على علاقاته الاجتماعية وعلى أسرته، بل نراه يرجع إلى أسرته التي لم تعطه ما أعطاه المسجد فيفيض عليها مما رزقه الله من فيوضاته في المسجد، والشواهد على ذلك كثيرة في مجتمعنا[6].

3- الجهة العلمية والثقافية: فإن المسجد سيفتح لمرتاديه فرصاً عديدة للاستزادة من العلم النافع والثقافة المفيدة من خلال الدروس والمحاضرات الفقهية والأخلاقية والعلمية التي تعقد في المسجد، أو الاستفادة من إصدارات ونشرات العلماء والمفكرين التي تصل إلى المسجد، أو إجابة الأسئلة المختلفة التي تصل إلى أمام المسجد، أو استعارة الكتب الموجود فيه، أو من خلال اللقاءات والحوارات التي تدور مع المثقفين والواعين من مرتادي المسجد.

4- الجانب الانتمائي والارتباطي: فإن الإنسان بطبعه يميل إلى الانتماء للجماعة ولا يجد لنفسه قيمة الا عندما يكون جزءاً من جماعة. ولا يستطيع أن يعيش وحده، فلا يحس بوجوده الكامل إلا من خلال انتمائه للجماعة، فترى أحدهم يفتخر بانتمائه الى القومية أو البلد أو العشيرة لأنه يحسّ بأن انتماءه هو هويته، وآخر ينتمي إلى جماعة الرياضيين وتؤسَّس روابط لمشجعّي أندية الكرة، وآخر ينتمي إلى رواد الفن واللهو، وآخرون إلى الاتجاهات السياسية والفكرية وغيرها، وأيّ انتماء أفضل من ذلك الذي يحقّقه له وجوده في المسجد فيشعر بأنهّ عضو في الجماعة المؤمنة الصالحة هذا الكيان المقدس الذي رأسه رسول الله (’) وأركانه أمير المؤمنين والأئمة الطاهرون (^) من ولده، وأفراده المتبعون لسيرتهم من الراضين المرضيين الفائزين، والجميع تحت ظل ورعاية وولاية الله تبارك وتعالى: [ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ](محمد:11)، وكفى بذلك خسراناً للذين لهم أولياء من دون الله تبارك وتعالى.

5- الاحساس بقوة وعزة الإسلام ووحدة صف المسلمين، وتوحي بهذا صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والشعائر الاجتماعية الأخرى التي هي من أبرز مظاهر قوة الإسلام والمسلمين، وتدل على اهتمام الإسلام وتشريعاته بنظام الكيان الموحد والروح الجماعية.

6- تقوية الأواصر الأخوية الإيمانية بين الأفراد من خلال تعرّف بعضهم على بعض، وإليه أشار في حديث الثمانية: (أخاً مستفاداً في الله) والتواصل والتزاور بينهم، والتكافل الاجتماعي بين المسلمين من خلال المساعدة في قضاء حوائجهم، وحل مشاكلهم، والتفكير في المشاريع الخيرية ذات المصلحة العامة كبناء وترميم المدارس والجمعيات التعاونية ومؤسسات الرعاية الاجتماعية خصوصاً الأرامل والأيتام، وقد يكون المسجد وسيلة للتعارف المؤدي الى التزويج أو الى إيجاد فرص عمل باعتبار أن الأمان الحضور فيه شاهد على تحقق صفة الأمانة والوثاقة..

7- حصول الاستقرار والسكون في نفس الإنسان المؤمن عند لقائه بإخوانه في المسجد، ويدلّ عليه قول الإمام الصادق (×): (إنّ المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن الظمآن إلى الماء البارد)[7].

8- تحقق الفرصة الواسعة لممارسة فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي أسمي الفرائض وأشرفها كما وصفها الامام (×) اذ المتوقع أن يضمّ المسجد من يعينه على ذلك ويشخّص له التصرف السليم، وإليها أشار حديث الثمانية: (أو كلمة تردُّه عن ردى أو يسمع كلمة تدلّه على هدى).

9- يعتبر المسجد المشخّص الأول لما موجود في المجتمع من سلبيات لأنه ملتقى كلّ الطبقات، وإليه ترد جميع أنواع السلبيات والمشاكل، وبذلك فالتوجيهات بخصوص هذه المشاكل تصدر منه، والمجتمع يكون ميدان تطبيق ما يأمر به المسجد.

10- اطلاع المسلمين على القضايا والأحداث الآنية التي تهمهم ومواكبتها خاصة تلك التي تهدد كيان الإسلام ووحدته، لذا فالمسجد يربّي المجتمع على الاهتمام بأمور المسلمين، وقد ورد في الحديث: (من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم)([8]).

11- يمثل المسجد مظهراً لوحدة المسلمين وتذويب خلافاتهم، ويوجّه دعوة للتقريب بينهم، لأن القلوب تتوحد فيه على ذكر إله واحد، وتتوجه نحو قبلة واحدة، وتتلو كتاباً واحداً في صفوف متراصة لا يفرّق بينهم اختلاف توجهاتّهم ما دامت كلها تستقي من منابع الرسالة، وخير موضع تتجسد فيه هذه الحقيقة المسجد الحرام في مكة المكرمة حيث يدرك المسلمون إنهّم وإن تفرقت أقطارهم واختلفت أنسابهم وألسنتهم وألوانهم، تجمعهم جامعة الدين والعقيدة، وأنهّ إذا جدَّ الجد وجب أن يضحي كلّ فريق منهم بمصالحه الخاصة في سبيل المصلحة المشتركة.

12- يمثل المسجد جهة إعلامية مرعبة لأعداء الإسلام، وذلك لأنهّ المبرز لنقاط القوة في الدين الإسلامي، والتي تميزه عن باقي الأديان والاعتقادات والأيديولوجيات، وهو بذلك ليساهم بشكل فعال في تحسين سمعة الدين الإسلامي، وترغيب أفراد باقي الأديان للدخول فيه، وقد اعتنق كثيرون الإسلام لمّا شاهدوا مساجد المسلمين وشعائرهم ومشاعرهم([9]).

13- المسجد وسيلة مهمة لتقليل الفوارق الطبقية الاجتماعية والاقتصادية بين أفراد المجتمع، ولعل أوضح مصداق من المساجد في تطبيق هذه الفائدة هو المسجد الحرام وذلك أثناء شعائر الحج حيث اللباس الواحد والحركة الواحدة.

والخلاصة ان الإسلام بقوته وعزته وأحكامه وتشريعاته ووحدة أبنائه وقدرته على إصلاح الناس وإسعادهم يتجسد في المسجد الفاعل المبني على التقوى، وإن المسجد ليس فقط محل عبادة بل هو مقر قيادة ومدرسة للتربية والوعي ومنطلق لأعمال الخير والمعروف وحصن من الضلال والانحراف والفساد وعلينا ان نلتفت ان محور تحصيل هذه الثمرات وتحقيقها هو إمام المسجد مما يرفع سقف طموحنا بأن لا نكون من رّواد المساجد فقط بل أئمة فيها لنحصل على مجموع الفوائد التي يحصل عليها جماعة المسجد بفضل الله تعالى وكرمه، وهذا نداء للحوزة العلمية أن تأخذ دورها في تفعيل هذه التجمعات المباركة، وللشباب المثقف الواعي الرسالي أن يلتحق بالحوزة العلمية ليؤهل نفسه لنيل هذا الشرف العظيم وهو من استجابة الدعاء للدولة الكريمة في زمان الغيبة (وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة).

هذه الثمرات وغيرها[10] تجعل الحياة في المساجد ألذّ وأحبّ حالة يعيشها الانسان ويصوَّرها لنا الإمام السجاد (×) بما رواه حفيده الإمام الصادق (×) قال: (إن علي بن الحسين (×) استقبله مولى له في ليلة باردة وعليه جبة خزّ ومطرف خزّ وعمامة خزّ ـ وهي ألبسة غالية جداً ـ وهو متغلف بالغالية ـ وهو أرقى أنواع العطر ـ ، فقال له: جُعِلتُ فداك في مثل هذه الساعة على هذه الهيئة إلى أين؟ قال: إلى مسجد رسول الله (’) أخطب الحور العين إلى الله عزّ وجلّ)[11].

 



[1] - الكلمة التي القاها سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) يوم السبت 25 شهر رمضان 1442 الموافق 8/5/2021

[2] - كتاب الخصال للشيخ الصدوق: ج2 / ص409

[3] - وسائل الشيعة / ط. آل البيت D : ج5 / ص 201 / ح 3

[4] - بحار الأنوار: 85/351

3- وسائل الشيعة / ط. آل البيت D : ج5 / ص 199 / ح 6

[6] - فكثير من الشباب هم الذين أثرّوا في آبائهم وأمهاتهم وذويهم بسبب المسجد فأصبحت العملية معكوسة فالمسجد هو الذي يربي.

[7] - الكافي ج ٢ : ٢٤٧

([8]) بحار الأنوار: ج 75/ ص66  

([9]) تقرأ قصصاً كثيرة عن الذين اعتنقوا الإسلام كما في كتاب (لماذا اخترنا الإسلام؟) للسيد محمد رضا الرضوي، وهناك الكثيرون ممن دخل الإسلام تأثراً بمشاعر المسلمين داخل مساجدهم.

[10] - راجع المزيد من التفاصيل في كتاب (شكوى المسجد) ضمن كتاب (ثلاثة يشكون)

[11] - الكافى ج ٦ ص ٥١٧