تنقية الأجواء السياسية عامل مهم لتحقيق الوحدة بين المسلمين

| |عدد القراءات : 707
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

تنقية الأجواء السياسية عامل مهم لتحقيق الوحدة بين المسلمين

أكّد سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) على ضرورة بذل الوسع لتحقيق وحدة المسلمين وإزالة الخلافات فيما بينهم فانها من أسمى المطالب التي نادى بها القرآن الكريم والسنة الشريفة، وذكر سماحته خطوتين مهمتين تفّعلان حركة التقريب والوحدة بين المسلمين وهما:

1.    تنقية الأجواء (1) السياسية والعلاقات بين الدول الإسلامية في المنطقة خصوصاً التي لها تأثير خارج حدودها.

2.    فتح باب الاجتهاد للعلماء المؤهلين لممارسة عملية الاستنباط من أهل السنة أسوة بإخوانهم الشيعة.

وفصّل سماحته خلال لقائه (2) سماحة حجة الإسلام والمسلمين الدكتور الشيخ حميد شهرياري (أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية) الكلام في النقطة الأولى قائلاً : إنّ الاحتقان الطائفي والاختلاف المذهبي تؤجج ناره غالباً الصراعات السياسية التي تتمترس خلف الطائفية لتمرير مخططاتها وتحقيق أهدافها فيخدعون الناس بالشعارات المذهبية . وان الخلاف الذي شق المسلمين في أول يوم بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان سياسياً للاستحواذ على السلطة وإلا فإن قريشاً لم يكونوا يشككون في أهلية أمير المؤمنين (عليه السلام) للإمامة الدينية من حيث العلم والتقوى والجهاد والسابقة إلى الدين والصدق في المواطن والقرب من رسول الله (صلى الله عليه وآله) , وكانوا يؤكدون ذلك بأقوالهم وأفعالهم، إلا انهم كانوا يريدون السلطة والحكم والزعامة الدنيوية , وصرحوا بذلك حينما قالوا بأن قريشاً كرهت أن تجتمع النبوة والخلافة في بني هاشم ، فلم يمانعوا من بقاء وراثة العلم والدين لدى بني هاشم وإنما أرادوا انتزاع السلطة منهم .

 وهكذا لو حللنا الصراعات التي تمزق المسلمين اليوم وتهدر طاقتهم وإمكانياتهم لوجدناها سياسية لا دخل للعقيدة فيها وإن حاولوا إلباسها هذا الثوب ، فعلى  السلطات الحاكمة في بلاد المسلمين ان تتنازل عن بعض أطماعها ونزواتها وتقلل الفجوة بينها وتخفف حدة الشحن الإعلامي و سيساهم ذلك كثيراً في إزالة الاحتقان الطائفي فتنعم المنطقة الإسلامية بالحيوية والأمان والهدوء كالذي شهدته في فترة التسعينيات وكان من ثمراته وقوف المسلمين جميعاً سنة وشيعة خلف مقاومة حزب الله حتى تحرير الأراضي اللبنانية عام 2000 ، وبذلك تتمكن هذه الدول من التفرغ للتنمية والاعمار وتفجير الطاقات في مختلف المجالات .

أما النقطة الثانية فقد جدّد فيها سماحة المرجع (دام ظله) دعوته لارتقاء مناهج الدراسة والبحث في الحوزات العلمية لأهل السنة حتى نحصل على مجتهدين أكفاء، لحصر مرجعية الفتوى لدى أهل السنة بالعلماء المجتهدين الورعين الذين يجعلون رضا الله تعالى وصلاح الانسان وكرامته الهدف الأسمى، ويستنبطون أحكام الشريعة من النصوص الدينية الصحيحة الواضحة من دون تقّيد بمذهب معين، وبذلك نغلق الباب أمام فتاوى الضلال والانحراف والتخلف والجهل والتعصب(3).

وإننا نجد من أهل السنة في بلدان المسلمين ممن يمتلكون القدرة على استنباط الاحكام ويمكن أن تؤسس الخطوة الأولى بقيام مراجع الشيعة بإجازة الاجتهاد لمن يستحقها من علماء أهل السنة لفتح الطريق أمامهم لإجازة الأجيال اللاحقة.

وبارك سماحة المرجع المشروع الذي طرحه الضيف الكريم بعنوان (الجامعة الإسلامية) على غرار الاتحاد الأوربي والسوق المشتركة وقال سماحته: اننا أولى بهذه المشاريع الوحدوية لأن أسس اجتماعنا حقيقية مبنية على طاعة الله تعالى ورسوله (صلى الله عليه وآله) وليس فقط المصالح المشتركة.



[1] - كان حديث سماحته هذا قبل حصول اجتماع سري جرى يوم 9/4/2021  بين مسؤولين امنيين كبار من إيران والسعودية في بغداد لتطبيع العلاقات بينهما ثم تلتها تصريحات إيجابية من مسؤولي الدولتين.

[2] - حصل اللقاء يوم الأربعاء 24 شعبان /1442 الموافق 7/4/2021.

[3] - رفض شيخ الازهر احمد الطيب في بعض أحاديثه الرمضانية هذا العام 1442 في الحلقتين 18, 19 تقديس التراث الديني ومساواته بالشريعة وان ذلك يؤدي الى جمود الفقه الإسلامي المعاصر نتيجة تمسك البعض بالتقيد الحرفي بما ورد من فتاوى او احكام فقهية قديمة كانت تمثل تجديداً ومواكبة لقضاياها في عصرها وحذّر من وجود ما سماه بالفتاوى العتيقة ومن الترويج للفتاوى الماجنة.