خبر الزيارة الفاطمية 2021 - فتنة توظيف العناوين الدينية لأهواء شخصية

| |عدد القراءات : 4059
خبر الزيارة الفاطمية 2021 - فتنة توظيف العناوين الدينية لأهواء شخصية
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

ألقى سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) خطابه السنوي في الآلاف من الزوار الوافدين الى النجف الأشرف لتقديم العزاء لأمير المؤمنين (عليه السلام) بذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام).

وقد افتتح سماحته كلمته بقوله تعالى: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا) (التوبة:49) مشيراً الى أن الآية الكريمة تكشف عن حالة منافقة يسقط فيها بعض أفراد المجتمع المسلم الذين يتبعون أهواءهم ويكون همهم إرضاء أنانيتهم فهم حينما يريدون التنصل من مسؤولياتهم الاجتماعية وواجباتهم تجاه دينهم وأمتهم أو يريدون تحقيق مكاسب شخصية يسوّقون أعذاراً مغلفة بإطار ديني، متظاهرين بالورع والخوف على الدين من أجل إقناع الآخرين وخداعهم.

كما لفت سماحته (دام ظله) الى خطورة هذا الداء الوبيل وهذه الفتنة الكبرى التي تضمنتها الآية الكريمة فانها لا تختص بواجب الجهاد (بحسب الأسباب التاريخية لنزول هذه الآية) بل تسري على سائر المسؤوليات الشرعية، حيث تجد الذين في إيمانهم نقص وفي قلوبهم شك يقدمون أعذاراً واهية لا تخفى على من يستمع إليها وربما يتم تسويقها بعناوين ومصطلحات دينية لتمريرها لكن أعذارهم ونواياهم الحقيقة لا تخفى على الواعي الفطن.

وقد بينَّ سماحته ان هذه الحالة المنحرفة للهروب من المسؤولية وتبرير مخالفة أوامر الله تعالى وتسخير الواجهات الدينية لتحصيل المصالح الشخصية موجودة على كل المستويات وأخطرها على الإطلاق ما حصل بعد رحيل رسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث برّر الانقلابيون مخالفتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في وصيته بأمير المؤمنين (عليه السلام) بأنهم خافوا الفتنة إن أمرّوا علياً (عليه السلام) ولم يتصدوا للسلطة وخلافة النبي (صلى الله عليه وآله).

وأوضح سماحته أهمية الدور الذي قامت به السيدة الزهراء (عليها السلام) في بيان خطورة الفتنة التي أحدثوها، حيث بينت لهم (سلام الله عليها) أنهم بفعلهم هذا سقطوا في قعر الفتنة وإن ادعوا أنهم يريدون وقاية الأمة منها، فكشفت (عليها السلام) زيف دعاواهم ونواياهم الحقيقية وعظم جنايتهم على حاضر الأمة ومستقبلها حيث جّر هذا الانقلاب الويلات والكوارث على الأمة من تحريف الدين وسفك الدماء وهدر الأموال وتسلط الأشرار وضياع القيم والمبادئ الإنسانية وغير ذلك.

وفي ذات السياق حذّر سماحته من خطر الفتنة الناتجة عن تصدي غير المؤهلين لقيادة الأمة والتسلط على رقاب الناس في ذلك الزمان وفي كل زمان سواء بالخداع والمكر أو بالانقلابات العسكرية أو عبر الانتخابات المزورة أو باستخدام المال السياسي المسروق من قوت الشعب فينتشر الفساد والانحلال وتسرق ثروات الشعب وتهدر كرامته وتسفك الدماء المحرّمة وتشيع الفوضى ويختل النظام والأمن وتضيع العدالة الاجتماعية ويؤول أمر البلاد الى الخراب.