السادة العلويون قوة وعزة للأمة

| |عدد القراءات : 1840
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

السادة العلويون قوة وعزة للأمة

اعوذ بالله السميع العليم

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

          الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.

 

توجد في مدرسة أهل البيت (ع) ولدى أتباعهم عناصر عديدة تشدّهم الى الاسلام الأصيل وتحافظ على هويتهم وكيانهم وسلامة مسيرتهم رغم ما تعرضوا له من قتل وتشريد وسجن، ومنها وجود المرجعية الدينية وتراث ضخم من الروايات المأثورة عن المعصومين (ع) في كل حقول الحاجة البشرية كالعقائد والاخلاق وأحكام الفرد والجماعة ومنها وجود العتبات المقدسة بين ظهرانيّهم للأئمة الطاهرين ولأبنائهم البررة وأصحابهم النجباء ومنها المنبر الحسيني الذي واصل ذكر مظلومية أهل البيت (ع) وحقهم وساهم بشكل فعال في هداية الناس ووعظهم وإرشادهم.

 

وقد عمل الأئمة المعصومون على تنبيه أمتهم لهذه العناصر التي تحفظ كيانهم وهويتهم وأوصوا الأمة بالالتزام بها ونستطيع ان نُفرد بحثاً كاملاً للروايات الواردة في كل منها ولكنها ليست محل البحث.

 

 ومن عناصر قوة وعزة الأمة وجود ذرية رسول الله (ص) بين ظهرانيها تلك الذرية التي تفرعت من الشجرة الطيبة علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)الذين جعل الله تبارك وتعالى أجر الرسالة مودتهم فقال عز من قال:" قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى". لقد وجه الأئمة شيعتهم الى الاهتمام بذرية رسول الله (ص) والاعتناء بشأنهم وتكريمهم حتى ورد في بعض الأحاديث أن مجرد النظر اليهم عبادة ولكنهم لم يغفلوا تنبيه نفس الذرية الى ان يكونوا صالحين سائرين على نهج جدّهم الأكرم صلى الله عليه وآله، ففي الرواية (عن الحسين بن خالد  عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: النظر الى ذريتنا عبادة. قلت: النظر الى الأئمة منكم أو النظر الى ذرية النبي (ص)؟ فقال: بل النظر الى جميع ذرية النبي (ص) عبادة ما لم يفارقوا منهاجه ولم يتلوثوا بالمعاصي) / (وسائل الشيعة مح8 ، كتاب الحج، ابواب احكام العشرة، باب 165 ح1).

 

ان ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتمتعون بمنزلة اجتماعية عظيمة لو استثمرت ووظفت لحركة الامة نحو التغيير والاصلاح فإنها ستكون فاعلة جداً ونحن نشاهد إن نزاعاً قبليا شرساً تعجز حتى الحكومة عن حله يمكن ان يحل بتوسط احد السادة العلويين وان امورا مستعصية في العلاقات الاجتماعية يمكن ان تنفرج بشفاعة ذرية الزهراء (ع) وغيرها من مظاهر هذه القوة أما العزة فتظهر جلية حين يكون على رأس مجموعة او وفد خصوصاً اذا كان يرتدي الزي الروحاني.

 

وقد عزز القرآن الكريم والسنة الشريفة هذه المكانة بآية المودة المتقدمة والروايات الكثيرة التي يمكن تحصيلها من مصادرها ثم ضم الشارع المقدس الى هذه القوة الروحية والاجتماعية قوة مالية حيث فرض لهم نصف الخمس الذي تجبيه قيادة المسلمين ومرجعيتهم وهي مبالغ هائلة تبلغ المليارات سنوياً فلا بد من الالتفات الى هذه القوة وإثارتها واستثمارها وخصوصاً بانتمائهم الى الحوزة العلمية الشريفة وتحصيلهم علوم اهل البيت (ع).

 

لقد التفت أعداء أهل البيت الى هذه المكانة القدسية المؤثرة في حياة الأمة فخافوهم على دنياهم واتبعوا عدة اساليب للتخلص من هذه القوة الرافضة للظلم والفساد والانحراف ومن تلك الاساليب:

 

1-  التصفية الجسدية بالقتل والسجن والاقامة الجبرية تحت مراقبة الجلاوزة، كل ذلك لقطع صلتهم بالأمة وحرمانها من توجيهاتهم وبركاتهم.

 

2-  تضليل الأمة بأن ابناء فاطمة (ع) ليسوا ذرية لرسول الله (ص) ولا يصح أن يقال لأحدهم يابن رسول الله لأنهم ابناء بنت وبنو البنت لا يعدون اولاداً. وقد وقف الأئمة واتباعهم البررة بشدة في مواجهة هذه المؤامرات وقد ذكرنا تفاصيلها في كتاب (دور الأئمة في الحياة الاسلامية).

 

وقد صدّق الله نبيه اذ قال: (كل نسب وسبب مقطوع إلا نسبي وسببي) وها هي الذرية المباركة يبلغ عددها عشرات الملايين تنتشر في بقاع الأرض كالنجوم المتلألئة في سماء الشرف والعزة والكرامة والولاء للاسلام ولنبيه العظيم (ص) ولآله الطيبين الطاهرين.

 

 وما تأسيس نقابة السادة العلويين إلا خطوة على طريق تفعيل دور هذه الركيزة الأساسية في قوة وعزة الأمة وامتثالاً لآية المودة وتقرباً الى النبي الاكرم (ص) وأمير المؤمنين والصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع) أدخلنا الله وإياكم في شفاعتهم وحشرنا في زمرتهم إنه ولي النعم.

 

محمد اليعقوبي

 

ليلة مولد الصديقة الطاهرة

 

20/ج2/1426

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

(*) كلمة سماحة آية الله الشيخ محمد اليعقوبي في المؤتمر الأول لنقابة السادة العلويين في النجف الأشرف يوم 20 / جمادي الثانية .