من مسؤولية القائد بيان خصائص جماعة أهل الحق
من مسؤولية القائد بيان خصائص جماعة أهل الحق
استقبل سماحة الشيخ (دامت تأييداته) في ذكرى المولد النبوي الشريف موكب الزهراء في الناصرية وجمع من الزائرين وأدوا بحضوره فعالية بالمناسبة ثم بدأ سماحته بالحديث الشريف (شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) أي ان الله تبارك وتعالى لما خلق انوار محمد وآله محمد (عليهم الصلاة والسلام) والطينة الطيبة الطاهرة فهم فضل من تلك الطينة شيء خلق منها شيعتهم. فاحتفالكم هذا وفرحكم دليل على ولائكم وقد تفرحون في مناسبات اهل البيت (ع) اكثر من فرحكم لمناسباتكم حيث لم يُبق الظلم الذي حاق بانصار اهل البيت (ع) مجالا للفرح والسرور (ونحن اعيادنا مآتمنا) ولكن يجب ان لا نفهم من عنوان (الشيعة) كل من ولد من ابوين شيعيين وعاش في بيئة شيعية بل ان هذا الوصف وسام رفيع له مقامات عالية في الجنان لا يخرج المؤمن الموالي من الدنيا حتى يراها فيفرح ويُسر قلبه ويطلب تعجيل لقاء ربه بحيث ان الامام الرضا (ع) حجب قوما استأذنوا للدخول عليه وقالوا: اننا من شيعتك ونحب لقاءك فلم يأذن لهم وعادوا عليه الكرة ستين يوما حتى اذن لهم وقال: لا تقولوا: نحن شيعة علي، انما شيعة علي: الحسن والحسين وسلمان وعمار والمقداد وابو ذر ولكن قولوا: نحن موالوكم ومحبوكم فقالوا ذلك، فاذن لهم وقربهم وعوضهم عن ذلك الابعاد والصدود . ونقل عن كبار اصحاب الأئمة (ع) انه دعي للشهادة عند القاضي فقال له القاضي - وهو من السائرين بركاب السلطة -: انك رجل صالح وثقة وورع إلاّ اننا لا نقبل شهادتك لانك من الشيعة فأخذ الرجل يبكي فسُئل ان كان بكاؤه من رد شهادته؟ قال: لا وانما لانه وصفني من شيعة علي ومن أنا حتى استحق هذا الوصف، ومحل الشاهد ان هذا المقام الرفيع لا يتحقق بالادعاء والدنيء من الافعال وانما له استحقاقات عالية بمقدار درجته الرفيعة ولما تصنفت المذاهب في عهد الامام الصادق (ع) فبدأ يقال هذا جعفري رأى من مسؤولياته المهمة بيان خصائص المسلم الجعفري الشيعي الموالي لاهل البيت (ع) الذي يسرّ الامام ان يقال عنه جعفري وقال لشيعته: (كونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً) وقد صدر من الامام الصادق (ع) اكثر من غيره من الأئمة للفسحة التي عاشها بعد ان كان السيف جزاء من يقول بولاية علي (ع) عدد كبير من الروايات الشريفة التي تبين صفات الشيعي وقد جمعنا جزءاً كبيراً منها مع تصنيفها وفق اطر واضحة في محاضرة (عناصر شخصية المسلم في مدرسة اهل البيت (ع) ) المنشورة في كتاب (نحن والغرب) و (شكوى الامام) حينما شكى الامام المهدي الموعود من شيعته انهم ليسوا على ما كان عليه السلف الصالح لذا فانهم حرموا من نعمة التشرف بلقائه (ع) واحتجنا إلى نقوم باستقراء لما كان عليه السلف الصالح وما يجب ان يكون عليه المسلم الحقيق وهو الموالي لاهل البيت (ع) والملتزم بخطهم لقوله تعالى (فلا وربك لا يؤمنون) أي لا يبلغون حقيقة الايمان ومصداقيته (حتى يحكموك) ويرجعوا اليك (فيما شجر بينهم) واختلفوا فيه وجهلوه من الامور الصغيرة والكبيرة (ثم لا يجدوا في انفسهم حرجاً) ولا تمرداً ولا عصياناً (مما قضيت) وحكمت به واعلنته للامة ومنها تنصيب علي بن ابي طالب (ع) اميراً للمؤمنين وإماماً للامة وخليفة له (ص) (ويسملوا تسليما) وينفذوا ويطيعوا طاعة تامة.
ونحن نسمع اليوم مصطلحات مثل (الصدريين) ، (الاسلاميين) وغيرها وهي اسماء مباركة لها امتيازات وعليها استحقاقات فيكون من واجب القيادة الحقة بيان ملامح وخصائص وسمات هذه الفئات لئلا يدعيها احد بغير حق ويسيء اليها بسوء تصرفه الذي ينعكس على اصل المبدأ سلباً فنحن نفهم من (الصدريين) الرساليين الواعين الذين يسعون بكل جهدهم للالتزام بشريعة سيد المرسلين واقناع الامة بتطبيق النظام الاسلامي في جميع شؤون حياتها السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية والاخلاقية وهم يمثلون سلسلة طويلة من النجوم المضيئة وابرز من حمل لواء هذه الحركة في الزمان المعاصر الشهيدان الصدران فانتسب الخط اليهما ولكن بناء هذا الخط جاء نتيجة تراكم جهود جبارة ومضيئة لتلك السلسلة الطويلة. ولذا اعددت محاضرة (عناصر المسلم في مدرسة اهل البيت(ع)) التي اشرت اليها آنفا التي استقرأناها من مئات الاحاديث.