تقييم العمل النسوي خلال عامين (خطابات المرحلة (74))
المرجعية وخطابات المرحلة (74)
تقييم العمل النسوي خلال عامين
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي نصر عبده وهزم الاحزاب وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وآله الطيبين الطاهرين.
يملأني الفخر والاعتزاز وانا اتشرف بخدمة هذه الثلة الرسالية وأطلّع على جهودهن -التي لم تغب عني- في نشر الوعي الاسلامي والعمل الاجتماعي المبارك، إنكن حقا الجنود المجهولون الذين يتحملون الحصة الاكبر من العناء والتضحية في هذه المواجهة الحضارية الشاملة مع اعداء الاسلام، فاننا حينما نقيّم العمل الاسلامي خلال السنتين الماضيتين سنجد ان الامة تجاوزت الكثير من الصعاب والمغريات ووسائل هدم الاخلاق ومسخ الهوية الاسلامية مما كنا نتخوف عليها منها، فكانت اولى محاضراتنا حينما وطأت اقدام المحتل ارض بلادنا الطيبة تتحدث عن اخطار جهاز (الستلايت) الذي كان اول هدية قدمها الغرب لشعبنا مستغلاً تشوقه لكل جديد بعد ان عاش الحرمان الطويل خلال الحكم المقبور وبينّتُ في تلك المحاضرة الآثار السلبية الكثيرة المترتبة على سوء استخدام هذا الجهاز واستوعبت الامة هذا التحذير ووعته وها هو جهاز (الستلايت) يدخل إلى بيوت العراقيين وتمر على استعماله سنتان دون ان يؤثر على اخلاق الامة والتزامها بدينها بل ان الحالة الاسلامية تتصاعد وتزدهر والشواهد على ذلك كثيرة كما ظهرت بوضوح في يوم الانتخابات والمسيرة المليونية الراجلة إلى كربلاء في ذكرى زيارة الاربعين وتجلى هذا الصمود والثبات على المبدأ أيضاً في مشاركة أكثر من عشرين الف طالب جامعي في مسيرة مهيبة قطعت مسافة (42)كم من الحلة إلى كربلاء مشياً على الاقدام لتظهر للأعداء قبل الاصدقاء ان تربية الأمة بشبابها ونسائها قد قطعت شوطاً كبيراً بحيث لم تعد تؤثر فيهم وسائل الفساد والانحراف والضلال الذي راهنوا عليه في اوساط الجامعات فهؤلاء الشباب والشابات الذين قبضوا على دينهم هم مصداق للحديث الشريف )ان الله يباهي ملائكته بالشاب الذي ينشأ في طاعة الله تبارك وتعالى) وسوف يذكرون بكل خير كما خلد الله تبارك وتعالى ذكر نبيه يوسف الصديق (عليه السلام) الذي عصم نفسه من الوقوع في الفاحشة رغم تهيؤ ظروفها.
ان صمود الامة هذا وثباتها وحفاظها على توازنها والتزامها بثوابتها الاخلاقية والدينية لم يحصل جزافاً ولم يحدث على نحو المعجزة وان كان مؤيداً بلطف الله تبارك وتعالى ولكنه كان حصيلة جهود جبارة مضنية قامت بها طليعة الامة من العلماء والفضلاء والمثقفين والعاملين الرساليين من الرجال والنساء وقليل منهم الذي عرفت الامة اسمه وثمنت جهده اما الاكثر فكانوا مجهولين في الارض لكنهم معروفون في السماء بما ترفع الملائكة لهم من اعمال صالحة واهداف سامية ونوايا مخلصة وانتّن من هؤلاء الجنود المجهولين واستطيع القول ان حماس النساء وهمتهن في العمل كانت اكثر من الرجال ولا اعتقد ان الرسالي يضره عدم التفات الناس إلى ما يبذله من جهود لانه لا ينبغي من احد جزاءاً ولا شكورا وغاية ما يستهدف رضا الله تبارك وتعالى وهو اقرب الينا من حبل الوريد ويحول بين المرء وقلبه ومطلع على ما تخفي
الصدور فلا ضير إذن وقد وصفت الاحاديث الشريفة المؤمن بانه (مجهول في الارض معروف في السماء) ولعل من سوء توفيق شرائح كبيرة من المجتمع انها لا تلتفت إلى العاملين ولا تعرفهم فتحرم من الانتفاع منهم ودعمهم ومساندتهم وفي ذلك ما لا يخفى من ثواب الله تبارك وتعالى والدرجات الرفيعة.
نعم، قد يتعرض العاملون الرساليون إلى ضغط اجتماعي ونفسي بسبب هذا التجاهل والاهمال من المجتمع الذي قد يصل إلى الممانعة والاعتراض وخلق العقبات وحينئذ يحتاج العامل إلى ما يطيب خاطره ويمسح على آلامه وهمومه وهو ما نجده كثيراً في القرآن الكريم حينما كانت تشتد المحنة على رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) من قريش في مكة فيسليه ربه ويزيل عنه بعض همومه كقوله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر: 97-99) وقوله تعالى (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلا بِاللَّهِ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ * إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل:128).
وحينما نلفت نظر الامة إلى هذا الانجاز الكبير الذي حققته نحذرها من الوقوع في آفة العجب والرضا عن النفس وأننا قد أدينا ما علينا وتجاوزنا مرحلة الخطر ونستطيع ان نطمئن على مستقبل الامة ! لكن هذا العجب هو بداية الانهيار والفشل والهزيمة وهو ناتج من الجهل بان المواجهة مفتوحة ومستمرة وقائمة على الجبهتين الداخلية والخارجية ونقصد بالداخلية الصراع داخل النفس مع الشهوات والاطماع والاهواء التي يسوق اتباعها إلى الردى (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (الجاثـية:23) (فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعـات : 37-41) وتبقى النفس الامارة بالسوء تدعوا صاحبها إلى العصيان والتمرد على الخالق العظيم ويزين الشيطان اوامرها ما دام الدم يجري في عروق الانسان وحتى في لحظاته الاخيرة يمكن ان تزل قدمه ويتردى في الشقاء كما يروي الائمة الهداة عن ناسٍ اريد تلقينهم الشهادتين ساعة الاحتضار فلم يفعلوا وقالوا كلمة الكفر حيث يستغل ابليس الظروف الصعبة التي يمر بها في تلك اللحظات وحاجته الماسة إلى المساعدة فيريه كأساً من الماء البارد ويقول له هذا لك لن فعلت كذا وكذا فيسقط البعض في هذه اللحظات الحاسمة، قد يقول بعضكم اذن ما هو مصيرنا حينئذٍ ومن الذي يضمن اننا سنثبت على الهدى والاستقامة ونحن على ذلك الحال ؟ والجواب ان ذلك التصرف لا يقوم به الانسان بمعزل عن معتقده وطريقة حياته الطويلة بل هو نتاج تلك الحياة فان كان عاملاً بما يرضي الله تبارك وتعالى متجنباً لما يسخطه فهو آمن من الزلل وسيحضره المعصومون في تلك اللحظات ويبشرونه بمقعد صدقٍ عند مليك مقتدر قبل ان تفارق روحه الدنيا كما يروي المؤرخون ان الشهيد علي بن الحسين الاكبر نادى أباه الحسين (عليه السلام) بعد ان قطعه الاعداء بسيوفهم (عليك مني السلام يا أبه، هذا جدي رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يسقيني بيده شربة من الماء لا أظمأ بعدها ابدا) بعكس الذين قضوا حياتهم في المعاصي والبعد عن الله تعالى فانهم سيتركون لما كسبت ايديهم من ظلمات ولتسويلات الشيطان وينقل القرآن الكريم بعض حواراتهم مع المؤمنين الذين ابيضت وجوههم بالاعمال الصالحة فأخذوا يشعون نورا (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُوراً فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ * يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (الحديد: 12-15).
وحينما نجد في كتب الادعية والمستحبات دعاءاً باسم (العديلة) يقرأ للأمن من العدول عن الحق ساعة الاحتضار فانه لا يعني ان نفس قراءة الدعاء تحقق تلك النتيجة وانما التدبر في معانيه والالتزام بمقتضياته واستحقاقاته ينظم حياة الانسان بالشكل الذي ينتج نهاية طيبة له يؤمن عليه معها من العديلة.
واما الحرب على الجبهة الخارجية واقصد بها مواجهة المشروع الغربي بكل اشكاله والتي استطاعت الامة الوقوف في وجهه واحباطه سواء على الصعيد السياسي أو الاخلاقي أو الفكري أو الاجتماعي أو العقائدي فعلى الصعيد السياسي كان الاحتلال قد اعدَّ خطة لعملية سياسية تدريجية تنسجم مع خططه الستراتيجية لكن المرجعية الرشيدة وقفت بحزم من اول يوم وعبئت الجماهير للمطالبة باحترام ارادتها واستقلالها وحريتها في اختيار من يديرون شؤون البلاد وأفلحت في انتزاع هذا الحق وانتصرت في يوم الثلاثين من كانون الثاني الماضي ولا زالت ماضية في انتزاع حقوقها بالتدريج وسيعينها الله تبارك وتعالى في مسيرتها ما دامت مخلصة له ومحبة للخير ومتجردة عن الانانية وحب الدنيا.
واما على الصعيد الاخلاقي والديني فقد اشرنا اليه في بداية حديثنا هذا واللقاءات والبيانات المتعددة لكن الاعداء لا يكلّون ولا يملّون وهم طويلو الامل ويضعون خططا ستراتيجية لا يهمهم معها فشلها وتأخر تحقيقها سنة وسنتين بل يتربصون بنا الدوائر وينتظرون الانقضاض على حين غرةٍ من علماء الامة ومفكريها ومثقفيها وعيونها المخلصة فعلينا ان لا نتعب ولا نكل ولا تفتر عزائمنا ونبقى متواجدين في ساحة العمل بوعي وبصيرة وعيون مفتوحة على رغم الصعاب وقلة الامكانيات التي تفي بهذه المواجهة الواسعة وقد شاء التخطيط الالهي أن يعرض الأمة لهذه الهجمة الغربية الكافرة بالتدريج حيث كانو قد اعدوا لتغلغل سريع وقوي وبمختلف وسائل التأثير كالمال والوظائف وتلبية الغرائز تحت اسماء عديدة كمنظمات انسانية أو مؤسسات التدريب على الديمقراطية أو بناء المجتمع المدني أو مراكز التعليم والصحة وكان يمكن لمثل هذا الهجوم الواسع ان يفعل فعلته في تخريب كيان الامة لمفاجأتها به وعدم استعدادها بما يناسبه ولكن تدهور الاوضاع وعدم الاستقرار في الساحة العراقية أرجع تلك المجاميع الضالة إلى حيث اتت وبقي اختراق محدود استطاعت الامة باستعدادها البسيط ان تقف في وجهه وهكذا شاء التخطيط الالهي من باب (وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) ان يأخذ بيد الامة برفق وبالتدريج حيث ان الاوضاع كلما ازدادت استقراراً كانت فرصة هؤلاء الاعداء للقدوم أكبر ويزداد البلاء شدة فلا بد من العمل الدؤوب السريع والواسع لكي نكون حذرين واعين مستعدين.
وإن اساس الهزيمة في كلا المواجهتين (مع النفس والاعداء الخارجيين) هي الغفلة لان الانسان لو كان حذرا واعياً مستعداً لما تمكن منه عدوه.
أي واحد منا لا يفعل المنكر اذا كان بمحضر الآخرين والتفاتهم أو ان كاميرا تلفزيونية تصوره لانه يستحي منهم فكيف يفعله في غيابهم ؟ ألا يعلم ان الله مطلع عليه وان اعماله مسجلة ومحفوظة وتعرض في لوح يصور حتى التفاصيل الدقيقة كخائنة الاعين وما تخفي الصدور (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49) وان سجلات اعمالنا ترفع اسبوعياً إلى الامام صاحب العصر باعتباره الامام الفعلي لينظر فيها ويختمها ثم تحفظ إلى يوم العرض قال تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105).
فاي غفلة وظلمات الجهل التي تعيشها هذه النساء الممسوخات المتجردات من كل معاني الفضيلة والانسانية والاخلاق اللواتي يظهرن على شاشات التلفزيون وفي الاذاعة وهن يدعون إلى ما تستقبحه وتتنزه عنه حتى الحيوانات ؟
فالحذار الحذار من الغفلة والكسل والاتكالية والاسترخاء وحب الدعة والراحة ولذا تجد الله تبارك وتعالى كثيراً ما يدعونا إلى التأمل والتفكير والتذكر والاتعاظ والتدبر والتعلم لانها اساس الهداية والصلاح.
وبعد وضوح سعة المواجهة على المستوى النظري نشير باختصار إلى آليات العمل للنهوض بهذه المسؤولية الكبرى على صعيد العمل النسوي وقد تضمن مشروعنا ذراعين رئيسيين للعمل النسوي:
أحدهما: جامعة الزهراء للعلوم الاسلامية بفروعها المنتشرة في المحافظات التي تتكفل بتدريس من تنطبق عليها شروط القبول العلوم الحوزوية ببرنامج منتظم ومتطور وحديث على غرار جامعة الصدر الدينية مع ملاحظة بعض الخصوصيات التي تنسجم مع طبيعة المرأة وظروفها، ويوجد كتاب باسم (جامعة الصدر الدينية : الهوية والانجازات) يشرح هذا النظام ونأمل ان تصل من خلاله بعض النساء إلى درجة الاجتهاد لتتخصص في فقه المرأة فانها اعرف بشؤون بنات جنسها وأقدر على فهم النصوص المتعلقة بها وهو جزء من مشروع (الفقه المتخصص) الذي دعونا اليه وعندي كل الثقة بالقدرات العقلية لنسائنا وهمتهن وحماسهن وشعورهن الكبير بالمسؤولية فقد نقلت بعض الاحصائيات ان عدد المهندسات في العراق يساوي عدد المهندسات في الولايات المتحدة مع ان سكان الولايات المتحدة عشرة اضعاف عدد سكان العراق وهذا احد الشواهد التي يؤخذ بها لمعرفة رقي الشعوب. ولا احتاج ان اؤكد ان العلم وحده لا يكفي بل لا بد ان ينضم اليه العمل الصالح وتهذيب النفس وتطهير القلب ويضرب لنا القرآن مثلاً لرجل بلغ اعلى درجات العلم لكنه لم يستفد منها (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (لأعراف: 175-176).
ثانيهما: رابطة بنات المصطفى بفروعها المتعددة واسمائها المختلفة كرابطة فدك ورابطة الامام الجواد التي اتشرف الآن بلقائها وخدمتها والمهم هو المضمون وليس العنوان وهذه الروابط تتكفل بالعمل الاجتماعي بانشطته المختلفة وقد وضعت لهم برنامج عمل بعنوان (ورقة عمل رابطة بنات المصطفى) وقد جمعت عدة كلمات وبيانات موجهة إلى المرأة في كتاب بعنوان (دور المرأة في بناء العراق الجديد).
اسأل الله تعالى ان يؤيدكن بنصره ويجمعكن مع خيرة النساء فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى ام المؤمنين وزينب العقيلة ومريم المقدسة وحسن اولئك رفيقا.
محمد اليعقوبي
4 ربيع الاول 1426