من أهم ما نستحضره من ذكرى وفاة رسول الله (ص) : ابتعاد الأمة عن قيادتها الرشيدة
من أهم ما نستحضره من ذكرى وفاة رسول الله (ص) :
ابتعاد الأمة عن قيادتها الرشيدة
الأحد 1 / ربيع الأول:
التقى سماحة الشيخ (دامت تأييداته) بوفد ضم العشرات من أبناء مدينة الصدر في الناصرية ومما جاء في حديثه إن ذكرى وفاة رسول الله (ص) تستثير في نفوسنا عدة أمور لعل من أهمها إعراض الأمة عن قيادتها الحقيقية المتمثلة في أمير المؤمنين (ع) وليس الخلل في حامل الرسالة بالتأكيد لانه أوضح هذا الأمر للامة من بداية دعوته في مكة وأوصل الإشارة إليه في عدة مناسبات وتوجها في واقعة يوم الغدير بكل وضوح لكن اللامة ولإسباب ليس الآن محل ذكرها أعرضت وانحرفت في مسيرتها مما أوقعها في نتائج كارثية غيرت مجرى التاريخ وقد بحثنا جملة منها في محاضرات (ماذا خسرت الأمة حينما ولت أمرها من لا يستحق) وهي حالة مفتوحة على كل زمان وليست مختصة بوفاة رسول الله (ص) فانه عند وفاة عدد من الأئمة (ع) كانت تنشق فرق وتوجهات لان هذا المقام الرفيع المقدس بما يمتلك من مكانة في قلوب الأمة تحلم به النفوس الأمارة بالسوء وتتحين الفرص للانقضاض عليه فإذا أرادت الأمة أن تسير نحو الكمال فعليها أولاً الاهتداء إلى قيادتها الحقيقية المتمثلة بعد انتهاء العصر الظاهري للمعصومين بالمرجعية الشريفة الجامعة للشروط الثابتة - كالاجتهاد والعدالة والذكورة - والمتحركة كالرؤية الميدانية الدقيقة والمعايشة مع الواقع والتفاعل مع قضايا الأمة والتشخيص الواعي الحكيم لمشاكلها وطرق معالجتها فان التشخيص الدقيق هو نصف الطريق نحو العلاج كالطبيب الذي يستخدم كل الوسائل من قياس الضغط وعدد دقات القلب والحرارة ولون الوجه وحركة العين وغيرها ليشخص الحالة ثم يصف الدواء والمرجعية تمتلك من الوسائل ما يؤهلها لتحقيق هذه الرؤية الدقيقة من حيث فهمها العميق للرسالة واتصال جميع عقول الأمة بها ووجود المستشارين حولها إضافة إلى خصائصها الذاتية من الحكمة وسعة الصدر والرحمة والرفق بالأمة والنصح لها، ثم تعرض سماحته باقتضاب إلى عناصر القوة الأخرى التي تستثمر طاقات الأمة وتوجه مسيرتها .