الشيخ اليعقوبي (دام ظله) يوجه رسالة الى المغتربين
الشيخ اليعقوبي (دام ظله) يوجه رسالة الى المغتربين
الجمعة 28 / صفر: استقبل سماحة الشيخ (دامت تأييداته) أحد الاخوة العراقيين المقيمين في ولاية مشيغان الأمريكية ووجه من خلاله كلمة مسجلة بالصوت والصورة إلى المغتربين ضمنها بعض التوجيهات (منها) بناء شخصيتهم العقائدية والأخلاقية والفكرية وكذا أفراد أسرهم بالمقدار الذي يمكنهم من المحافظة على دينهم واخلاقهم من الضياع ويتم ذلك من خلال قراءة الكتب والحضور في حلقات الدروس واستماع المحاضرات. (ومنها) التواصل مع أبناء بلدهم بالرسائل والمكالمات الهاتفية فضلاً عن دعم مشاريعهم الاقتصادية والثقافية والإنسانية والدينية ومتابعة أخبارهم وقضاياهم الخاصة والعامة لان مجرد ذكر اسم المؤمن وتذكّره له آثار روحية مفيدة فكيف بالتواصل معه في الأحاديث والهموم والمشاريع فهذه مما تجدد وتبعث روح الانتماء للوطن وللهوية . (ومنها) تجمع المغتربين في كيانات اجتماعية متقاربة أي خلق مجتمعات ملتزمة بدينها وتقاليدها داخل تلك المجتمعات الكبيرة التي تعج بالفسق والفجور فإيجاد مثل هذه الأجواء تساعد على الاحتفاظ بالشخصية الوطنية والإسلامية وعدم الذوبان في تلك الحضارة الزائفة وتعمل هذه الكيانات على إحياء المناسبات الاجتماعية كالزواج والمآتم والشعائر الدينية وسائر الفعاليات الأخرى (ومنها) العمل بقوة على إيصال صوت الإسلام الحقيقي من خلال بث تعاليم واخلاق أهل بيت النبي (ص) وسوف تجد الاستجابة السريعة لديهم ، قال تعالى: (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ)، فان تلاوة مثل هذه الآيات المباركة حتى لو لم يفهموها فإنها تؤثر في نفوسهم كما روى المرحوم سيد قطب في كتابه (في ظلال القرآن) انه أمَّ الجمعة في باخرة كانت متوجهة إلى الولايات المتحدة وبعد انتهائه جاءته سيدة يوغسلافية وقالت له: إنني تأثرت بكلامك رغم إنني لا افهم لغتكم وكان ضمن كلماتك مقاطع سحرتني اكثر من غيرها وفهم سيد قطب إنها تعني الآيات القرآنية التي كانت تشتمل عليها الخطبتان . ولنا في سيرة رسول الله (ص) الذي نعيش ذكرى رحيله شواهد اعتقد إنها تؤثر في شخصية الغربيين ومن ذلك انه كان خارجاً في جيش له فرمى أحد اصحابه قطة بحصاة فقال له (ص) استعد للمساءلة يوم القيامة وفي حادثة مماثلة رأى (ص) طائراً يحوم فوق رأس الجيش ويتابعهم في المسير فسأل (ص) عن حاله فقال أحدهم انه اخذ صغاراً من عش هذا الطائر فهو يحوم لعدم صبره على فراقها فأمر (ص) الجيش بالتوقف وان يعود ذلك الرجل بالصغار إلى العش ثم قال لاصحابه إن الله تبارك وتعالى ارحم بعباده من هذا الطائر بصغاره! فأين طواغيت الحضارة المادية والمتسلطون الذين يسحقون شعوباً بأكملها من اجل نزواتهم ومطامعهم؟
ثم قال سماحته إن هذه الدعوة لابد أن تكون بآليات وبلغة مقبولة لديهم ومؤثرة فيهم مثلاً حدثني أحد الفضلاء في ايرلندا إن خطيباً صعد المنبر ليشرح ثورة الحسين (ع) فقال: لان يزيد كان يشرب الخمر ويزني ويضرب بالآلات الموسيقية فلم يجد الحضور مشكلة في ذلك فهذه عندهم المتع واللذات التي يسعون من اجلها لكن هذا الفاضل - وهو طبيب اختصاصي - قال إن الإمام الحسين (ع) أعلن الثورة على يزيد لانه ظالم ديكتاتور بدد ثروات شعبه على نزواته الخاصة وحرم الناس من ممارسة حرياته وقتل واعتقل بلا محاكمات قانونية وهكذا فأيد كل الحاضرين القيام بالثورة والخطيب طبعاً لم يخرج عن الصدق والواقع لكنه تحدث بلغة تتماشى مع ثقافاتهم.
(ومنها) تبني قضايا الأمة وإيضاحها لشعوب العالم ليكون تصورهم صحيحاً وبالتالي نحصل على مساندتهم ومساعدتهم وتكسب تلك الشعوب مما يؤدي إلى ايجاد ضغط عالمي باتجاه مطالبنا الحقة لان للإعلام اليوم دوراً بارزاً في صناعة القرار وتحريكه سلباً وإيجابا.