الرياضة والشباب قوة للأمة
الرياضة والشباب قوة للأمة
الثلاثاء 25/ صفر: استقبل سماحة الشيخ (دامت تأييداته) وفداً ضم عدداً من أعضاء فرق المصارعة لمختلف الفئات وفيهم أبطال على الصعيد المحلي والعربي والعالمي في محافظة واسط يتقدمهم عدد من أساتذة جامعة الصدر الدينية فرع الكوت وعزاهم سماحته في بداية حديثه بذكرى وفاة رسول الله (ص) ثم شرح موقف الإسلام من الرياضة لتصحيح تصور إن الإسلام ينهى عن الرياضة وان ممارستها والمشاركة في ألعابها محرمة وقال سماحته إن بعض أنواع الرياضة قد ورد الحث الأكيد على ممارستها والإجادة فيها كالرماية وركوب الخيل والسباحة وهذا لا يعني إن هذه فقط مستحبة من وجهة نظر الإسلام بل يتعدى الأمر إلى كل رياضة تعود بالنفع على الفرد و الأمة وهذا ما يسمى لدى الفقهاء بـ (التجريد عن الخصوصية) وبعد أن شرح هذا المبدأ قال سماحته: إن في الرياضة عدة فوائد (منها) تقوية البدن وإعداده إعداداً سليماً فهو مشمول بقوله تعالى: (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة) وفي الأحاديث الشريفة (المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف).
(ومنها) الترويح عن النفس وخلق أجواء نفسية هادئة ومرتاحة.
(ومنها) إفشاء روح التآلف والتعاون والمودة واللقاء بين الناس حيث ساعدت المباريات الرياضية في التقريب بين الأفراد والدول حتى صارت (الروح الرياضية) رمزاً لكل علاقة إنسانية شفافة.
(ومنها) التدريب على العمل الجماعي المنظم وتوزيع المسؤوليات والمهام لينطلق من الفعالية الرياضية إلى الفعاليات الاجتماعية والدينية وحتى السياسية.
(ومنها) التنفيس عن طاقات الشباب واستثمارها في ما هو نافع وهي طاقات عظيمة ومتحمسة ومتفجرة فإذا لم تُستوعَب وتُوظَف في الاتجاه الصحيح فإنها ستكون خطراً على الأمة لان المفسدين والمخربين سيستثمرونها .
(ومنها) إن الرياضة أصبحت اليوم سفيراً للشعوب يوصل همومها وقضاياها ومواقفها إلى كل دول العالم بأقصر طريق لذا تجد الدول الكبرى تجند تفوقها الرياضي لتحقيق هيمنتها على الآخرين بإعداد أولئك نفسياً أولاً لقبول تسلطها.
واستدرك سماحته بأن الإسلام يريد أن يهذب المجتمع الرياضي ويخلق فيه ثقافة صحيحة تنظم عمله وتوجهه بالاتجاه السليم فللجمهور الرياضي ثقافة ولحكام الرياضة ثقافة وللاعبين ثقافة فنقول للجمهور: ينبغي تجنب التعصب والهوس واللهو الباطل وتبادل الألفاظ البذيئة والأفعال السيئة التي تحصل على مدرجات الملعب ونذكر للحكام إن اثنين عرضا نموذجين للخط على الإمام الحسين (ع) ليختار الاجود فقال له أبوه أمير المؤمنين (ع): احذر يا بني فان هذا حكم والله يسألك عنه فإذا كانت المسألة تتطلب هذه الدقة والموضوعية والإنصاف والعدالة في هذه الفعالية البسيطة فما رأيك بمباراة تتأثر بها أعداد كبيرة أما ثقافة اللاعبين فنقول لهم: تجنبوا الرياضات غير العقلائية كالملاكمة للمحترفين والمصارعة غير المقيدة وتجنبوا الألبسة المنافية للحياء والأخلاق كالتي يرتديها متسابقو كمال الأجسام واعملوا لما ينفع بلدكم وأمتكم.
وبعدها تطرق سماحته إلى نقاء الشباب وصفاء نفسه لقرب عهده بالفطرة وعدم رسوخ الكدورات على قلبه مما يؤهله إلى الارتقاء في مدارج الكمال بسرعة فعليه أن لا يفوت هذه الفرصة لان العمر كلما تقدم يصبح من الصعب تهذيب النفوس والعودة إلى الفطرة السليمة وفي ضوء هذا الاستعداد الإيجابي لدى الشباب تجد إن الرسالات الإصلاحية عبر التاريخ كرسالة الإسلام على يد النبي (ص) إلى حركة سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر (قده) تجد المبادرين لاعتناقها والتأثر بها والتفاعل معها هم الشباب.
وفي نهاية حديثه حثهم سماحته على التفوق في دراستهم ليكونوا قدوة في كل شيء ولبناء أنفسهم فكرياً وعلمياً ولتطوير بلدهم وإعلاء شأن أمتهم خصوصاً في هذه المرحلة حيث يراد تأسيس عراق حر كريم مزدهر هذا على الصعيد الآني أما الهدف الاستراتيجي فهو إعداد القواعد الكفوءة المخلصة الموالية التي تملأ كل ميادين العمل تمهيداً لإقامة دولة العدل المباركة على يد صاحب الأمر - اروحنا له الفداء -