خطاب المرحلة (566) فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا
بسمه تعالى
فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا ([1])
روى ابو الصلت الهروي : قال (سمعت ابا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) يقول: رحم الله عبدا احيا امرنا، فقلت له: كيف يحيى امركم، قال يتعلم علومنا ويعلّمها الناس فان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) ([2]).
وكأن السؤال يأتي شرحاً لحديث سابق عن الامام الصادق (ع) حيث سأل الفضيل (يا فضيل أتجلسون وتحدثون، قال: نعم جعلت فداك، قال: إن تلك المجالس أحبّها فأحيوا أمرنا يا فضيل فرحم الله من أحيا أمرنا) ([3]) .
وفي الحديث نكات عديدة:
1- إن إحياء أمرهم (ع) موجب للرحمة الالهية التي نتوق إليها جميعاً.
2- إن إحياء أمرهم لا يتحقق بمجرد إقامة المظاهر الشعائرية وإن الغرض من المجالس لا يحصل الا عندما تكون وسيلة لإيصال المضمون الحقيقي لرسالتهم (سلام الله عليهم) (ويعلمها للناس).
3- يجب ان يسبق ذلك التزود بعلومهم واخلاقهم والاطلاع على سيرتهم واقوالهم المباركة، وأعظم مصدر لعلومهم هو القرآن الكريم فيجب الاهتمام به تلاوة وتدبّراً ومعرفة.
4- ان النتيجة (وهي اتباع الناس لأهل البيت (ع) ستتحقق حتماً اذا وصل الى الناس كلام اهل البيت كما هو في حسنه و روعته وانسانيته وما علينا الا ايصال محاسن كلامهم (ع) إلى الناس فان الامام (ع) ارسل العلاقة هذه كحقيقة مسلَّمة.
5- ان المطلوب منّا أن نوصل كلامهم (ع) كما هو من دون زيادة أو نقص من عندنا نتصور اننا نحسن بذلك فما يبتدعه البعض من كلام أو فعل أو عادات أو طقوس متوهماً خدمة قضية أهل البيت (ع) غير مشمولة بهذا التوجيه.
ان رسالتهم عالمية للناس جميعا ولا تختص بالمسلمين او الشيعة فأنه (ع) قال (فان الناس) على نهج جدهم المصطفى (ص) {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء : 107] {لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1] و هذا ما نقّر به عند زياره الامام الحسين (ع ) و بيان الهدف من نهضته المباركة( وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيره الضلالة) ([4]).
([1]) من حديث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) مع جماعة فضلاء محافظة واسط وعدد من الوفود الشبابية والطلابية من الناصرية والرفاعي والعمارة ومدرسة دينية من كربلاء وأخرى قرآنية من المدائن يوم السبت 27 / ذ ح / 1439 المصادف 8 / 9 / 2018.
([2]) عيون اخبار الرضا: 1/275 باب 28ح 69، معاني الاخبار: 180
([3]) قرب الاسناد: 36، ح 117، ثواب الاعمال: 223، بحار الأنوار: 74 / 351 ح 18
([4]) مفاتيح الجنان : 773 زيارة الاربعين