رسالة الشيخ اليعقوبي (دام ظله ) الى شيخ عشيرة الكرامشة
رسالة الشيخ اليعقوبي (دام ظله ) الى شيخ عشيرة الكرامشة :
الى الاخ احمد تويّة وفقه الله تعالى لمراضيه
لقد بلغني أنباء غير سارة وتثير قلقي ورفضي ومعي جميع المؤمنين والغيارى من ابناء هذا البلد الكريم الذي شرفه الله تعالى بأن جعل مهبط انبيائه ورسله والائمة الطاهرين حيث تجد مشاهدهم ومعالمهم منتشرة فيه وقد اختاره الله تبارك وتعالى ليكون عاصمة الامام المنتظر الموعود (ع) ومنطلق دعوته المباركة التي تشرق بنورها على جميع المعمورة.
افبعد كل هذا نسمع ان مجموعة ممن نسبوا الى عشيرة (الكرامشة) في محافظة البصرة ا لفيحاء يعيثون في الارض فسادا فيقتلون ويسلبون ويخربون المنشآت الحيوية في البلد وها قد كتبت لكم لأستعلم الخبر اليقين ، هل ان مثل هذه الافعال تصدر من اناس ينتسبون الى رسول الله (ص) الذي ارسله الله رحمة للعالمين وليقيم العدل والقسط وينشر الهدى والسلام والطمأنينة هل ان مثل هذه الافعال تصدر من اناس ينتمون الى علي بن ابي طالب رمز العدالة والانسانية والذي كرّس حياته لازالة الظلم والفساد من الارض حتى مضى شهيدا ، هل ان مثل هذه الافعال تصدر من انس يؤمنون بوجود الامام المهدي (ع) وينتظرون ظهوره المبارك ليملأ الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما وجورا فكيف ينصرونه وهم يملأون الارض خرابا وفسادا وتصيح الناس من ويلاتهم .
هل ان مثل هذه الافعال تقع على التربة التي شرفها الله تعالى كما قلنا؟
هل ان هذه المظالم والجرائم تقع على الشعب الطيب المضطهد المحروم الذي عانى الويلات والكوارث من صدام وظن انه سيتنفّس الصعداء بعد زواله فعادت اليه المحن الفضيعة.
هل يعلم هؤلاء انهم ينفذون خطط اعداء الاسلام والعروبة في تخريب العراق وتدمير بنيته التحتية ونهب ثرواته وقتل شعبه لانه معقل الوعي والحرية والاخلاق الفاضلة.
هل تستحق مصالح شخصية محدودة وزائلة وعبارة عن اوهام وسراب لا يلبث ان يراه انه لا شيء وانه افنى عمره بما يضره ولا ينفعه.
او يؤمن هؤلاء بالمعاد والحساب والموت والقبر حيث يقول الله العظيم المنتقم الجبار خالق السماوات والارض (كل نفس بما كسبت رهينة) حيث تعرض صحائف اعمال العباد عليهم فينظر المسيئ الى كتابه المليئ بالجرائم والمعاصي ويصف لنا الله تعالى حاله يؤمئذٍ بقوله: (ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احداً).
ألم يسمعوا من الخطباء والوعاظ ويقرأوا في الكتب ما جاء عن المعصومين في مشدة نزعات الموت وعذاب القبر وأهوال البرزخ وشدائد القيامة حيث يصفها الله تبارك وتعالى (يوم تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد).
وفوق كل ذلك الحياء والخجل من النبي الكريم محمد (ص) وامير المؤمنين (ع) وفاطمة الزهراء والحسن والحسين وابي الفضل العباس والائمة الطاهرين (عليهم السلام) حيث تعرض عليهم صحائف الاعمال وهم ينظرون فيها تارة وينظرون الى صاحب الكتاب تارة اخرى قد ملأت عيونهم الشريفة بالعتب والتعجب والتساؤلات الكثيرة فهل يتحمل عاقل هذا الموقف ام يود ان تبتلعه الارض حيث لا ينفع الندم؟
لقد وجهت اليك رسالتي لعلمي بأن لك مكانة اجتماعية مرموقة وتمتلك تأثيراكبيرا على ابناء تلك المنطقة وهذا الجاه يحمل مسؤولية مضاعفة في السعي الحثيث للقضاء على هذه الحالة وان كان لهؤلاء الناس مطالب فيمكن ان تستحصل بالجوار وسوف لا اقصر في تحقيق مطالبكم المشروعة فاني ارى السعادة في السعي لقضاء حوائج المؤمنين فهذه فرصة عظيمة لتحصيل الاجر ولادخال السرور على قلب رسول الله (ص) وامير المؤمنين وفاطمة الزهراء والامام المهدي (عليهم السلام) قد حباك الله تعالى بها وانت جدير بان تغتنمها.
وأكون مسرورا لو لبيت دعوتي لزيارة مرقد امير المؤمنين (ع) والحلول ضيفا في داري التي هي دار كل المؤمنين والشرفاء حتى نناقش تفاصيل الحالة وكيفية علاجها وأملي بكم كبير ان تبذلوا جهودكم باقصى حدودها لارضاء الله تبارك وتعالى وإدخال السرور على المؤمنين وتقبلوا شكري لتفظلكم بالاصغاء الي ودعائي لكم بالتوفيق.
محمد اليعقوبي
8 شوال 1425