ولاية أهل البيت (ع) أغلى من الدنيا وما فيها

| |عدد القراءات : 1323
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى

ولاية أهل البيت (ع) أغلى من الدنيا وما فيها([1])

روى الشيخ الطوسي (رضوان الله تعالى عليه) في كتابه الامالي بسنده عن الامام الهادي (×) عن ابائه عن موسى بن جعفر (صلوات الله عليهم أجمعين) قال (إن رجلا جاء إلى سيدنا الصادق (×) فشكا إليه الفقر، فقال (×) : ليس الامر كما ذكرت وما أعرفك فقيرا. قال ــ الفقير ظناً منه ان الامام (×) يكذبّه فيما ادعى من الفقرــ : والله يا سيدي ما استبنت ــ أي ما حققتَّ في حالي وما استوضحتها لتتأكد من صدق كوني فقيراً ــ وذكر من الفقر قطعة والصادق (×) يكذبه، إلى أن قال (×) له: خبّرني لو أعطيت بالبراءة منّا مائة دينار ــ والدينار يساوي مثقالاً من الذهب ــ كنت تأخذ؟ ــ أي تتبرأ من ولايتنا بهذا الثمن ــ قال: لا ــ وبدأ الامام يزيد المبلغ ــ إلى أن ذكر الامام (×) ألوف الدنانير والرجل يحلف أنه لا يفعل، فقال × له: من معه سلعة يعطى بها هذا المال وهو لا يبيعها هل هو فقير؟)([2])

ينبّهنا الامام الصادق (×) إلى مؤشّر نعرف به قيمة النعمة([3]) العظيمة التي حبانا الله تعالى بها وهي ولاية أهل بيت النبي (|) والسير على هداهم، وأراد (×) أن يطيِّب خاطر هذا الرجل المُعدم الذي ابتلى بالفقر ويسلّيه ويؤدبه على عدم التشكّي والتركيز على ما هو فيه من الحاجة لان ذلك يضعف معنوياته ويفقده صبره ويؤدي به إلى الجزع والاعتراض، وذلك الفقير يظن ان الامام (×) يكذّبه في ما أخبر به من الفقر فنبّهه الامام (×) إلى أنه يملك شيئاً ثميناً لا تستحق الدنيا وما فيها أن تكون ثمناً له وهي ولاية أهل البيت (^) فما يضرّه لو كان فقيراً من جهة المال.

وبنفس الوقت فان هذا المؤشر نختبر به شدة التزامنا وتمسكنا بنهج أهل البيت (^) وهل نحن ممن يبيعها بثمن بخس اذا عرض علينا أم اننا لا نتخلى عنها وعن دين الله القويم حتى لو عرضت علينا الدنيا وما فيها ثمناً.

وقد يتعرض الموالون إلى أنواع عديدة من الابتلاءات والمحن وليس الفقر فقط لكنهم يبقون صابرين بل فرحين بما أكرمهم الله تعالى من فضله، وهذا المعنى نظمه جدّي المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي(رحمه الله تعالى ــ المتوفى سنة 1965 م) قائلاً:

 

قالوا نرى الأيام قد أدبرت
 

 

عنك وزادت في تجنّيها


فقلت حبّي لبني المصطفى


 

خير من الدنيا وما فيها


وهذا الولاء الراسخ جسّده زوار الامام الحسين (×) على مرّ التاريخ فقد فرضت عليهم أنواع العقوبات المالية والجسدية فقطعت الايدي والرؤوس وصودرت الاموال لمنعهم من الزيارة ولكنهم تحملوا تلك العقوبات واستمروا على تعظيم هذه الشعيرة المقدسة والشواهد على ذلك كثيرة من أيام المتوكل العباسي اللعين إلى عهد صدام المقبور، وكان شعارهم الذي يرددونه دوماً (لو قطّعوا أرجلنا واليدين نأتيك زحفاً سيدي يا حسين) و (يفجّرونا ونصيح حسين).

وقد نصر الله تعالى عباده المؤمنين واعزّهم وصاروا اليوم هم من يلاحقون الارهابيين من أحفاد بني أمية واتباعهم ويقضون عليهم ويخلّصون الإنسانية جمعاء من شرهم.

ونعبّر هنا عن أسفنا لتخلّي بعض المغرورين والمخدوعين عن ولاية أهل البيت (^) إما لدنيا زائلة لوحّوا له بها أو لمشكلة حصلت له مع هذا وذاك فذهب برد الفعل بعيداً أو لكي تتداول أخباره مواقع التواصل الاجتماعي من باب (خالف تعرف) او انه اغترّ بما عنده من الأوهام والشبهات فظن انه صار شيئاً له قيمة ونحو ذلك من الفخوخ التي يوقع الشيطان بها اولياءه، ولا يكتفي بعض هؤلاء أحياناً بضلال نفسه وابتعاده عن الحق بل يندفع في نشر الشبهات والضلالات ليشكك الآخرين في عقيدتهم ويضلّهم معه وبئس المصير.



([1]) من حديث سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله) مع حشد كبير من الزوار من داخل العراق وخارجه في طريقهم سيراً على الاقدام لزيارة الامام الحسين (×) في ذكرى الأربعينية يوم الاثنين 16/صفر/1439 المصادف 6/11/2017

([2]) أمالي الطوسي: 297، المجلس 11 ح 584

([3]) راجع تفسير قوله تعالى (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) (الضحى:11) وقوله تعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً) (إبراهيم:28) وقوله تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8) في تفسير (من نور القرآن) لسماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله).