خطاب المرحلة 482) مباركة الدعم اللوجستي للمجاهدين
مباركة الدعم اللوجستي للمجاهدين([1])
ان العمل القتالي يحتاج الى جهود ساندة ليديم زخم المعركة والمواجهة مع الاعداء، منها الدعم المعلوماتي والاستخباراتي والاداري والمالي والسياسي والاعلامي وغير ذلك، ولا شك ان ما يعرف بالدعم اللوجستي يشكّل حلقة مهمة في المعركة لأنه يوّفر للمقاتل احتياجاته الخاصة من طعام وشراب وتجهيزات ولوازم أخرى، وما لم تُسَّد حاجة المقاتل منها فانه لا يتوجه بكلِّه الى المعركة وينشغل عنها بهذه التفاصيل.
وقد قام شعبنا بدور حيوي في تقديم هذا الدعم برغم المحنة والمعاناة التي ترهقه، حيث تجد قوافل الدعم والاسناد تتقاطر على جبهات القتال وتصِّر على الوصول الى خطوط القتال المتقدمة، وربما صادف وجودها عمليات عسكرية فتشارك فيها مواساة لإخوانهم المجاهدين ورغبة في نيل شرف المشاركة معهم، وقد ورد في الحديث الشريف (الراضي بفعل قوم كالداخل معهم فيه)([2]) فكيف بمن شاركهم فعلاً ووقف الى جانبهم، فيجب أن تحفظ أهمية هذه القوافل ودورها في الجهد الحربي.
هذا من الناحية المادية، ومن الناحية المعنوية فأن شعبنا يواصل الدعاء للمجاهدين بدعاء الامام السجاد (×) للمرابطين على حدود بلاد المسلمين وأدعية الفرج وطلب النصر في المجالس والمحافل، وهذا كله من القوة التي أمر الله تعالى بإعدادها في المواجهة (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ) (الأنفال/60) .
ومن الدعم المعنوي الثناء عليهم والاشادة بجهودهم والدفاع عنهم في قبال الهجمة الاعلامية الشرسة التي تشنها بعض وسائل الاعلام لتشويه صورة الحشد الشعبي وتسقيطه وهزيمته معنوياً، مستغلين بعض التصرفات الفردية التي تصدر من البعض جهلاً او انفعالاً غاضباً من دون تروّي وقد يكون من بعض المحرضين المندسين بهدف الاساءة الى هذا الجهد المبارك لذا وجّهنا المقاتلين الى التفقه في الدين ومعرفة أحكام وآداب عملهم وأمرنا بمرافقة المرشدين الدينيين للمجاميع القتالية لتحسين أدائهم وترشيده.
واذكر لكم بعض الروايات المحفّزة للمساهمين في الدعم اللوجستي:
(منها) عن الامام الصادق (×) قال :(ثلاثة دعوتهم مستجابة : أحدهم الغازي في سبيل الله فأنظروا كيف تخلفّونه)([3]) لاحظ كيف ان من يخلّف المجاهد بخير في أهله او عمله ويقف الى جانبه ويسدّ احتياجاته فأنه يحظى بدعوة مستجابة من المقاتلين خصوصاً في ساحة المعركة وما أحوجنا الى مثل هذه الدعوة المستجابة، وهنا ننبّه المجاهدين الى ذكر اخوانهم بالدعاء في مختلف الحوائج وكلّما وسعوا في دعائهم وسَّع الله تعالى لهم في عطائه.
(ومنها) ما رواه الامام الصادق (×) عن أبيه الباقر (×) قال: (قال رسول الله (’): من بلّغ رسالة غازٍ كان كمن أعتق رقبته وهو شريكه في ثواب غزوته).
يحتاج المجاهد البعيد عن اهله الى من يوصل له أخبارهم ويطمئنه عليهم او ينقل رسالة او خبراً منه اليهم فيحصل الناقل على الثواب العظيم المذكور في الرواية.
(ومنها) عن الامام الصادق (×) قال (قال رسول الله (’): من أغتاب مؤمناً غازياً او أذاه أو خلّفه في أهله بسوء نصب له ميزان عمله يوم القيامة فيستغرق حسناته ثم يركس في النار إذا كان الغازي في طاعة الله عز وجل).
لاحظ الجريمة الكبيرة التي يرتكبها البعض حينما يقابل تضحيات المجاهدين بأرواحهم وتحملّهم الغربة والمعاناة والجوع والعطش من أجل أن يحرّروا الانسان ويطهروا الارض من أرجاس التكفيريين ويعيدوا لأهل المناطق المغتصبة حريتهم وكرامتهم، تجد البعض من أهل تلك المناطق يقف متفرجاً ويكيل التهم الجزافية للحشد الذي يضحي ويقطع المسافات الطويلة من الجنوب والوسط لتحريره، وهذا ليس من المروءة ولا من الانصاف علماً أننا لم نسمع منهم هذا التباكي والمناداة بالويل والثبور عندما كانت مدنهم ترزح تحت سلطة الاشرار.
فمثل هؤلاء جزاؤهم خزي في الدنيا وهذا العذاب الكبير الذي تذكره الرواية في الاخرة.
(ومنها) ما ورد في دعاء الامام السجاد (×) للمرابطين في ساحات المواجهة (اللَّهُمَّ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غَازِياً أَوْ مُرَابِطاً فِي دَارِهِ أَوْ تَعَهَّدَ خَالِفِيْهِ فِيْ غَيْبَتِهِ، أَوْ أَعَانَهُ بِطَائِفَةٍ مِنْ مَالِهِ، أَوْ أَمَدَّهُ بِعِتَادٍ، أَوْ شَحَذَهُ عَلَى جِهَادٍ، أَوْ أَتْبَعَهُ فِي وَجْهِهِ دَعْوَةً، أَوْ رَعَى لَهُ مِنْ وَرَآئِهِ حُرْمَةً. فَأَجْرِ لَهُ مِثْلَ أَجْرِهِ وَزْناً بِوَزْنٍ وَمِثْلاً بِمِثْلٍ وَعَوِّضْهُ مِنْ فِعْلِهِ عِوَضاً حَاضِراً يَتَعَجَّلُ بِهِ نَفْعَ مَا قَدَّمَ، وَسُرُورَ مَا أَتَى به، إلَى أَنْ يَنْتَهِيَ بِهِ الْوَقْتُ إلَى مَا أَجْرَيْتَ لَـهُ مِنْ فَضْلِكَ، وَأَعْدَدْتَ لَهُ مِنْ كَرَامَتِكَ)([4]).
والحمد لله نحن نرى شرائح المجتمع كافة تساهم في هذه الحركة المباركة بين متمول يتبرع وشباب يجمعون وينقلون بهمة عالية وجهد دؤوب، تقبّل الله تعالى عمل الجميع وأحسن لهم الجزاء.
([1]) من حديث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مع قافلة النصر والسلام من مختلف المحافظات لدعم المقاتلين في معارك تحرير المدن العراقية من دنس ارهابيي (داعش) يوم الاربعاء 1/ج1/1437 المصادف 10/2/2016.
([2]) وسائل الشيعة :ج ١٦،باب 5، ح12.
([3]) وسائل الشيعة : 15/21 ابواب الجهاد، باب 3.
([4]) الصحيفة السجادية دعاء الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليهما السلام) لأهل الثغور.