الرسالة الاستفتائية الحلقة السادسة - الجزء الأول - اتساع وقت الزيارة الاربعينية

| |عدد القراءات : 575
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بسمه تعالى 

الرسالة الاستفتائية الحلقة السادسة -  الجزء الأول

اتساع وقت الزيارة الاربعينية

 

السلام عليك

عظم الله لكم الأجر والثواب باستشهاد سيد شباب أهل الجنة ابي الأحرار الإمام الحسين واهل بيته عليهم السلام، وبعد:

 

الكل منا يعرف زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأربعين مخصوصة ولكن الذي يحدث في مثل هذه الأيام وبسب الاعداد الكثيرة ان الزوار يذهبون سيرا على الاقدام ويؤدون الزيارة في غير وقتها ثم يعودون الى بيوتهم قبل موعد الزيارة ظنا منهم انهم أدوا زيارة الأربعين: السؤال هو، ما هو رأي سماحة الشيخ ادام الله ظله الوارف بهذا الامر هل تعتبر من الزيارات المطلقة للإمام ام تحسب لهم زيارة الأربعين؟

 

وجزاكم الله خيرا

 

 بسمه تعالى

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

مقتضى القاعدة القيام بالعمل في الوقت والمكان المحددين شرعاً كزيارة الأربعين الى مرقد الامام الحسين (عليه السلام) يوم العشرين من الصفر لتحصيل ثواب الزيارة المخصوصة، هذا ولكنني لا استبعد إمكان اتساع وقت زيارة الأربعين المخصوصة في نهار العشرين من صفر لأن مدينة كربلاء بوضعها الحالي لا تتحمل أداء كل الزوار - الذين يتجاوز عددهم عشرة ملايين - شعائر زيارتهم خلال نهار العشرين من صفر فيمتد وقتها إلى الليلتين السابقة واللاحقة وربما الى النهار السابق أو أزيد إذا تحققت وحدة عرفية ليوم الزيارة تنشأ من اتصال الزحام وتأخر وصول الزوار بسببه.

وقد ذكرنا في موسوعة فقه الخلاف / كتاب الحج أنه لا يبعد إتساع الزمان شرعاً الى يوم آخر أو أكثر ازيد من الوقت المحدد شرعاً لعبادة معينة إذا ضاق الوقت عن استيعاب كل من يريد أن يؤديّها في وقتها، واستفدنا ذلك من النص الشرعي الوارد عن المعصوم (عليه السلام) في جواز وقوف الحجاج في المأزمين أو على الجبل وهما خارج حدود المكان المخصص للوقوف في المشعر الحرام اذا ضاقت المزدلفة عن استيعابهم ووردت في ذلك موثقة سماعه قال (قلت لابي عبدالله الصادق (عليه السلام) : اذا كثر الناس بجمع وضاقت عليهم كيف يصنعون؟ قال (عليه السلام): يرتفعون الى المأزمين) وزاد في موثقته الأخرى (قلت: فإن كانوا بالموقف كثروا وضاق عليهم كيف يصنعون؟ قال (عليه السلام) : يرتفعون الى الجبل)[1] .

 

وجعلنا هذه الاطروحة ــ بعد التجريد عن الخصوصية لان هذه التوسعة من الامام (عليه السلام) بلحاظ رفع العسر والحرج عن الناسكين وهذا الملاك عام ــ وجهاً لفهم جواز الوقوف في عرفة في اليوم التاسع من ذي الحجة عند قضاة العامة في ذلك البلد. وإن خالفونا في تحديده على موازيننا الشرعية، بحسب ما افادته الأدلة المعتبرة بان الائمة (عليهم السلام) بوقوفهم في عرفة مع العامة كأنهم وسعوا يوم التاسع من ذي الحجة ليشمل ما ذهب اليه قضاة العامة ايضاً.

 

وعلى اية حال فان حسن الظن بالله تعالى وبالنبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام (صلوات الله عليهم أجمعين) انهم يقبلون العذر في التقديم والتأخير (والعذر عند كرام الناس مقبول) فكيف بالكريم المطلق سبحانه وتعالى؟

 

مضافاً إلى ما ورد في الأحاديث النبوية الشريفة (انما الاعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى) [2] (ومن احبَّ قوماً حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم) [3] ونحو ذلك.

محمد اليعقوبي 14 صفر 1441

 

 

 

 

[1] - وسائل الشيعة: 14/19 أبواب الوقوف بالمشعر، باب 9 ح 1 ،2

[2] - وسائل الشيعة: 1/49 أبواب مقدمة العبادات

[3] – مستدرك الوسائل: 12/108