((شيخ الفضيلة))
((شيخ الفضيلة))
شعر: السيد عبد الأمير جمال الدين (1)
قصيدة مهداة لمقام سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله المبارك)
أغدق عليَّ بعطرك المسكوبِ
لأرُشَ بالتقوى جميعَ دُروبي
فأنا أسيرُ الحب من زمنِ الصِبا
ويظلُّ شخصُكَ في الورى محبوبي
فاسئلْ فؤادك عن جوابٍ صادقٍ
فَبهِ ستلقى غاية المطلوبِ
ما إنفكَّ حبلُ الود يربطُ بيننا
مِن يوسفٍ ذكرى إلى يعقوبِ
يا أيها القديسُ يا شيخ النُهى
أدريكَ تسمعُ آهة المكروبِ
أدريكَ عنوانَ الشهامةِ والوفا
مثلاًً لهُ ينقادُ كلُ لبيبِ
فذٌّ تفيضُ مهابة وجلالة
تسمو برأيٍ ثاقبٍ وأريبِ
أنا إن مدحتكَ يا ابن ودّي عارفاً
ما فيكَ من علمٍ وفضلِ أديبِ
ويظلُّ شعري عاجزاً عن وصفكم
وإن احتوى قولي لسان خطيب
يا باعثا مجد الغري مجددا
كالشمس لا يدنو لأي غروبِ
هذا هو النجف الشريف أصالةً
يزهو بظل محمد اليعقوبي
وبظل أعلامٍ أجلُ مَقامَهُمْ
إمّا ذكرتهمو بشعرِ نسيبِ
ستظلُّ بابُ الاجتهادِ منيعةً
تَسمو بفكرٍ نَيّرٍ وَمُصيبِ
************
يا شَيخنا يا أيها الالقُ الذي
يُدْنيهِ مِنْ روحي ُدعاءُ مُنيبِ
لا زالَ روحُ (الصدر) يُلهمك الهدى
ويقيكَ من همزاتِ كلَ مريبِ
فهوَ الذي ألفاك فذَّاً نابغاً
مُتَوَحَّداً فيهِ بغيرِ ذنوبِ
وغدا يَخصُك بالمحبةِ والثنا
وَتخصُهُ بالحب والتعقيبِ
يا فخرَ كل المسلمينَ اذا هُمو
هتفوا معاً لمحمدٍ بقلوبِ
وَتََوحَّدوا لا يطلبون زعامةًً
راحتْ تضجُّ بحقّها المغصوبِ
من يوم قامَ الحقُ يندبُ أهلهُ
مَنْ خَصَّمهم ذو العرشِ بالتنصيبِ
لا طائفية بعدما قد أُزهِقتْ
هذي النفوس بحقدها المشبوبِ
إنّا عرفناها لمنْ هي تنتمي
مِنْ سالف الأيام بالترهيبِ
يبقى صراعُ الخير في دنيا الورى
والشر مُحْتدِماً وما بعجيبِ
هي شنشناتٌ بات يُعرف سِرها
جَلَبْت على الأوطان شَر خطوبِ
هذا العراق تقطَّعت أوصالهُ
وأراك ياذا الفضل خيرَ طبيبِ
حسبُ((البلادِ))(2) بأن تَبث محبةً
وتَعُمَ كُلَ مُبعدٍ وقريبِ
هي صوتُ داعي الحق في هذا الحمى
تسمو بفكر مثقفٍ وأديبِ
************
يا ((مُنجد الفصحى))(3) وكُل فضيلةٍ
تنمى إليك بغيثها المسكوبِ
أنت إبنُ بجدتها فإنْ هي أمحلتْ
لجأت لظلٍّ من نَداكَ رطيبِ
ولأنتَ عنوانُ الفضائلِ كُلَّها
لازلت تحرسُها بعينِ رقيبِ
يكفيكَ هذا المجدُ يا شيخَ التقى
يَعلو بدنيانا بغير عُيوبِ
يا أيها البدرُ المتوَّجُ بألسنا
ما كُنتَ عَن عَيني بالمحجوبِ
بحرُ الندى والمكرماتُ شعارهُ
تَزهو بروضٍ مِن يديكَ قشيبِ
هو ملجأ العافينَ إمّا مَسَّهُمْ
ضَيمٌ يُلاقي الكل بالترحيبِ
يا شيخنا يا رمز كل فضيلةٍ
حَصَّنْتها بالواجب المندوبِ
الدينُ أخلاقٌ وأنت جمعتها
هو ربُنا أعطاك خيرَ نصيبِ
والآيةُ العظمى تليقُ بشخصكم
ما كنتُ فيما أدّعي بكذوبِ
عِلمٌ وإيمانٌ وزهدٌ في الدنا
ما كنتَ تطلبها لملءِ جُيوبِ
حاشاك يا نبعاً مِن الصدر الذي
أصبحت ناصِرَهُ وخيرَ ربيبِ
ولكل هذا قد غدوت مُكرَّماً
تهفو القلوبُ لشخصك المحبوبِ
فاسلم رعاك اللهُ يا علم الهدى
مِن كل سوء يُختشى وكروبِ
ولتقبلن عواطفاً مَن شاعرٍ
نُسِبت إليك بروعةِ الأسلوبِ
هي مِن (جمال الدين) جاءتْ حُرَّةً
تُهديك ياذا الفضل نفحة طيبِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) من شعراء النجف المجيدين ، ناهز الستين من العمر، ممن والى السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) في وقت مبكر ، وعانى من ظلم النظام الصدامي وكان آخر ما انشد بين يدي السيد الشهيد الصدر (قده) يوم الجمعة الحزينة التي استشهد فيها حيث ألقى قصيدة بعد انتهائه (قده) من القاء درسه في تفسير القران في مسجد الراس الشريف وهو من عارفي فضل سماحة الشيخ اليعقوبي وتاريخ اسرته المجيدة وقد عبّر جزاه الله خير الجزاء _عن عواطفه ومعرفته من خلال هذه القصيدة التي تعتبر امتداداً للادب النجفي الرفيع. وقد القاها في مكتب سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) وكان قد زاره يوم 11/صفر/1428 .
(2) إشارة إلى إذاعة البلاد التي تبث برامجها من بغداد.
(3) جاء هذا النداء متزامنا من باب توارد الخواطر مع دعوة سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) لتأسيس (مجمع اللغة العربية في بغداد) لتوسيع الاهتمام باللغة العربية وآدابها