تهنئة العالم المسيحي بذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)
تهنئة العالم المسيحي بذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)
هنأ سماحة الشيخ اليعقوبي (دامت تأييداته ) المسيحيين في العالم بحلول ذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام ) وكتب الرسالة التالية إلى بابا الفاتكان
بسم الله الرحمن الرحيم
قداسة البابا بندكت السادس عشر زعيم الفاتكان
أهنئكم بذكرى ميلاد السيد المسيح النبي الكريم والرسول العظيم وكلمة الله التي ألقاها إلى مريم المقدسة وروحً منه ليهب للبشرية الرحمة والسلام و المحبة والتسامح ونبذ الدنيا التافهة التي تزرع البغضاء والشحناء وتصنع الحروب والجرائم وتفرّق بين البشر .
لقد كان السيد المسيح (عليه السلام) من أولي العزم من أصحاب الرسالات الإلهية الذين أمر الله تعالى نبيه محمداً(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يسير على هداهم ويلتزم بطريقتهم المثلى فقال اله تبارك وتعالى في القرآن الكريم (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ).
إنا نح المسلمين نعرف عظمة السيد المسيح بما عرّفه القرآن الكريم النازل من الله تبارك وتعالى في آيات عديدة ونحترم أتباعه ونحبّهم لأنه أقرب الناس إلينا كما جاء في القرآن الكريم (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ. وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ. وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ. فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ) وهذه الآيات جزء من سورة طويلة اسمها المائدة لأنها خلّدت معجزة السيد المسيح بنزول مائدة من السماء عليه وعلى الحواريين .
لقد عاش المسلمون والمسيحيون على هذه الأرض الطيبة متآلفين متحابّين وساهموا معاً في تشييد الحضارة الإنسانية.
نأمل من قداستكم أن توجّهوا أتباعكم ومريديكم إلى الالتزام بتعاليم السيد المسيح (ع) الذي لا يرضى بالظلم والعدوان والانحراف الذي يمارسه الكثير من قادة الدول المسيحية وقد وقف علماء الإسلام في وجه مثل هذا الانحراف وقدموا على هذا الطريق القرابين والشهداء من مرجعيات دينية وعلماء ومفكرين ومثقفين وغيرهم.
يتمنى علماء الإسلام والحوزة العلمية لقداستكم طوال عمر بالصحة والعافية لتقودوا أمتكم لهذه المبادئ السامية ونشكر مواقفكم النبيلة تجاه قضايانا ومشاكلنا وأزماتنا ونأمل منكم أن تكونوا معنا ومع كل المخلصين الأنقياء من بني البشر لنسير يداً بيد نحو تحقيق المثل الإنسانية العليا التي ضحّى من أجلها الأنبياء والرسل الكرام نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد(صلوات الله عليهم أجمعين) ونصلي وندعوا لكي يأتي اليوم الذي يتآلف فيه الناس جميعاً وتسودهم العدالة والمحبة ليرضى الله تعالى عنهم ويدخلهم جناته الواسعة، وأنتم في موقفكم الشريف لكم الدور العظيم في ذلك فأسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم ويجري الخير على أيديكم للناس وتقبلوا تهنئتي وشكري ودعائي لكم ولكل العاملين من أجل الخير والمحبة والسلام.
محمد اليعقوبي / النجف الأشر ف
13/ ذي القعدة/1426هـ ـ 16 / 12 / 2005م