الإمام المهدي بين تشكيل الكاتب وبرهان الشيخ اليعقوبي

| |عدد القراءات : 6351
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

بمناسبة مولد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف)

الإمام المهدي بين تشكيل الكاتب وبرهان الشيخ اليعقوبي

       سماحة الشيخ الكريم اليعقوبي (حفظه الله)

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ودمتم لخدمة الاسلام والمسلمين 

 

لقد قرأت في احد المواقع فتوى للسيد كاظم الحائري ينفي فيها اجتهادكم ، ورغم ان هذا الموضوع هو موضوع شخصي وليس محلا للفتوى لانه ليس قضية عامة، فقد تجرأ السيد غفر الله له على اصدار هكذا حكم من دون ان يلتقي بكم كما اعتقد ومن دون ان يطلع على علمكم مباشرة ، وهذا لايجوز، واذا جاز مقابلته بالمثل لجاز لنا التساؤل عن اجتهاده بغض النظر عن الشهادات التي يحملها، ولست اعرف كيف منح هو شهادة الاجتهاد ، وعلى اي حال فقد قرأت في موقعكم تعزية للامام صاحب العصر والزمان باستشهاد الصديقة فاطمة الزهراء(ع) ، واعتقد ان ذلك ينطوي على موضوعين مهمين بحاجة الى اجتهاد عميق وعدم تقليد الخطباء والمؤلفين السابقين وهما: موضوع ضرب السيدة فاطمة الزهراء وقتلها على يدي الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.

 

والموضوع الثاني: هو وجود الامام الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري الذي قال بعض شيعة الامام العسكري بأنه ولد في السر واستمر في حياته الى اليوم.

 

ولست ادري فيما اذا قد سمح لكم وقتكم الكريم بالقاء نظرة على كتابي حول وجود الامام الثاني عشر، والاطلاع على ادلة القائلين بوجوده، وهي ادلة فلسفية اقرب الى الفرضيات الكلامية وليست ادلة تاريخية علمية مؤكدة وبالتالي فانه لا يجوز بناء عقيدة عليها او اعتبارها جزءاً من الدين او من اصول المذهب الجعفري .

 

واذا لم تكونوا قد اطلعتم على الكتاب فارجو الاطلاع عليه، او تزويدنا بادلتكم الخاصة على ولادته ووجوده وكما تعرفون فان الايمان اليقيني من خلال الاجتهاد في الامور الاساسية مثل وجود الامام الثاني عشر الذي يشكل اساس النظرية الاثني عشرية يعتبر امرا مهما بالنسبة لاجتهاد اي مجتهد شيعي، ولا يجوز التقليد في الايمان بالقضايا الاساسية التي يقوم عليها المذهب الاثني عشري او اي مذهب.

 

بانتظار جوابكم العاجل

 

يمكنكم الاطلاع على كتابنا حول المهدي الثاني عشر على موقعنا

 

والسلام عليكم

 

                 اخوكم احمد الكاتب

 

بسمه تعالى

 

جناب الاخ الكاتب هداك الله تعالى الى سبيله

 

اجعل جوابي في نقاط:

 

1- سُئل السيد الحائري (دامت افاضاته) عن هذه الفتوى فقال: انه رأي علمي محض ولازال مكتبه في النجف يقول: بأن ذلك لا يقدح فيما نعرفه عن الشيخ من العدالة والنفع في العمل الاجتماعي.

 

2- لست مسؤولا عن اجتهاد غيري من الاسماء المذكورة وغيرها , ومن أخلاقي انني لا اقدح في الآخرين بمقدار ما يلطف بي الله تبارك وتعالى فلم اكن راضياً بدرج هذا المعنى في رسالة موجهة اليّ.

 

3- اطلعت على صورة التعزية الموجودة على صفحة موقع الانترنت فلم اجد فيها ما يوجب الاشكال على بعض المظالم التي تعرضت لها الصديقة الطاهرة واذا استفيد ذلك من عبارة الشهادة فاننا لا نعني بها القتل المباشر فهذا لم يتحقق وانما نعني تعرضها للمظلومية الشديدة المستمرة حتى ادّت الى وفاتها بسبب تداعيات تلك المظلومية.

 

واما المصادر من كتب الفريقين على هذه المظلومية فقد تواترت إجمالاً مع اختلاف جزئي في بعض التفاصيل وقد تكفل علماءنا باحصاء تلك المصادر ولا أظنها بعيدة عنك وما رحيلها وهي في ريعان الشباب بعد أبيها بخمسة وسبعين يوماً فقط وإخفاء قبرها وتشييعها سراً وهي ابنة نبيهم (ص) الوحيدة وبقيته فيهم والطاهرة المطهرة المعصومة الا علامات شاخصة الى يوم الدين علىتلك النكسة الاخلاقية والعقائدية الكبرى ولا حاجة الى المزيد.

 

4- سأحاول باذن الله تعالى تحصيل كتابكم عن وجود الامام الثاني عشر من موقعكم على الانترنت وارجو بالمقابل ان تحصلوا على كتابي (شكوى الامام) من موقعنا وهو ثالث كتاب لشرح الحديث الشريف (ثلاثة يشكون ... القرآن والمسجد والعالم) وهو (ع) المصداق الاكمل للعالم. ففيه بعض الجواب لسؤالكم وعلى اي حال يمكن ان يكون الاستدلال على وجود الامام بعدة اشكال من الادلة:

 

الشكل الاول: وجود المقتضي لهذا الوجود ويتضمن عدة مستويات:

 

الاول: التاريخي حيث روى الثقات بروايات جمة مشاهدتهم للامام (ع) ومراسلته له في الغيبة الصغرى والكبرى منذ ولادته (ع) ومروراً بفترة السفراء الاربعة حتى الآن واذا اردنا الغاء هذه الوسيلة لاثبات المعلومات فلا تبقى وسيلة للتصديق  بشيء الا في موارد محدودة.

 

الثاني: العقائدي، حيث دلت روايات أهل البيت F ان الارض لا تخلو من حجة وان الائمة اثنا عشر وتعدّهم احيانا بالاسماء وكل امام ينص على خلفه وان الارض لو خليت من الامام لساخت بأهلها وغيرها مما هو موجود في اصول الكافي وغيره.

 

الشكل الثاني: رفع المانع وهو استبعاد طول العمر او عدم الحاجة لذلك ونحوه من استبعادات وهي مدفوعة بوجود امثلة اخرى كنوم اصحاب الكهف ورفع عيسى (ع) الى السماء ووجود الخضر (ع) حسبما هو مشهور وغيرهم ورفع الاستبعاد طبياً وفلسفياً وعرض الثمرات لمثل هذا الوجود المبارك وغيرها من المعلومات التي ذكرتها في كتاب (شكوى الامام(ع)) الذي طبع حديثاً وارجو ان يكون متوفراً في الموقع .

 

وفي الختام اعتذر عن الاختصار والاكتفاء برؤوس العناوين راجياً ان تكون فاتحة للخير، الهمنا الله واياكم سبل الهدى والرشاد وعصمنا واياكم من الزلل في العمل والخطل في التفكير والاخلاص في النية فما الدنيا بكل زخرفها وزبرجها بثمن لحياتنا ولا ثمن لنفوسنا الا الجنة.

 

 

 

محمد اليعقوبي

 

14 ج2 1425

 

1 / 8 / 2004