اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ
بسمه تعالى
(اتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ فِي الْخَلَوَاتِ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ هُوَ الْحَاكِمُ)[1]
هذه الكلمة في الموعظة مروية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يدعوا فيها الناس الى الحذر ومراقبة النفس عندما يكون الشخص في خلوة من الناس بنفس مستوى الحذر ومراقبة السلوك والتصرف وحفظ النفس من كل ما يشين ويقبح عندما يكون امام انظارهم.
والسبب في عدم الفرق واضح لأنه في جميع الأحوال بمحضر الله تبارك وتعالى وتحت نظره (وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ) (يونس:61) واذا كان القاضي في المحاكم الدنيوية يحتاج الى شهود وبيانات ليعرف صاحب الحق ويرّد دعوى المبطل، فان الحاكم يوم القيامة هو الله تعالى وهو لا يحتاج الى شهود لأنه هو الشاهد على أفعال العباد وهي حاضرة عنده، وإن نفس أعضائه شهود عليه.
يذكرّنا أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذه الحقيقة ويطالبنا بأن نتقي الله تعالى ونحذره في خلواتنا كما لو كنا في مرأى من الناس بل أكثر، لأننا أمام الناس قد نتجنب الخطأ والذنب حياءاً وخجلاً وحفاظاً على سمعتنا بين الناس وأمثال ذلك، وهذه الدواعي ترتفع في الخلوة ولا يبقى إلا رادع الورع والتقوى حيث يكون الشيطان متمكناً أكثر والنفس الأمارة بالسوء أكثر إقبالاً على المعصية كالشخص الذي يمتنع عن مشاهدة المناظر المحرّمة أمام الناس أو في مكان يكون عرضة لإطلاع الناس لسبب من الأسباب يكون التحدي عليه أصعب عندما يكون في خلوة ولا يحتمل وجود مطلِّع عليه فهنا عليه أن يتذكر هذه الكلمة المنيرة لأمير المؤمنين (عليه السلام) .
[1] - من حديث سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) مع الوفود التي قدمت لزيارة مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام) في يوم عيد الغدير الأغر بتاريخ 18 / ذو الحجة / 1440 الموافق 20/8/2019.