المرجع اليعقوبي يلقي خطبتي عيد الأضحى المبارك

| |عدد القراءات : 3773
المرجع اليعقوبي يلقي خطبتي عيد الأضحى المبارك
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

المرجع اليعقوبي يلقي خطبتي عيد الأضحى المبارك

بسمه تعالى

الاثنين 12/8/2019 م

10/ ذو الحجة / 1440 هـ

المرجع اليعقوبي يلقي خطبتي عيد الأضحى المبارك

أقام سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) صلاة عيد الأضحى المبارك في مكتبه في النجف الاشرف، وألقى سماحته خطبتي صلاة العيد في جموع المؤمنين الذين حضروا من مختلف المحافظات العراقية .

وتطرق سماحته في الخطبة الأولى الى تفسير قوله تعالى : {فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} (ابراهيم /36) حيث ان الآية الكريمة تبيّن المقياس الحقيقي للانتساب إلى النبي أو الامام أو القائد ورئيس الجماعة بشكل عام، فالانتساب الحقيقي انما يتحقق بالطاعة والاتباع في الأقوال والأفعال وليس بادعاء الانتساب أو اللحمة النسبية ، مشيرا الى ان  الآية الكريمة تمنح الملتزمين بنهج النبي (صلى الله عليه وآله) وآله الكرام (عليهم السلام) وساماً تكريمياً من أعلى الدرجات بأن تجعلهم من اهل البيت (صلوات الله عليهم أجمعين) و تدلّ الاية الكريمة على الطريق الذي يوصل الانسان الى أن يكون من أهل البيت (عليهم السلام) وكفى بذلك شرفاً وكرامة .

وقد اشار سماحته في معرض حديثه الى جملة من الروايات الشريفة التي تؤكد نيل بعض من اصحاب اهل البيت (رضوان الله تعالى عليهم) لتلك المنزلة الرفيعة وتشريفهم بذلك الوسام التكريمي بان يكونوا من أهل البيت (عليهم السلام) ، ومنها قول الامام الباقر (عليه السّلام) في سلمان المحمدي (رضوان الله عليه) : (لا تقولوا سلمان الفارسي ، ولكنْ قولوا سلمان المحمّدي ، ذلك رجلٌ منّا أهل البيت)  ، وهو ما يدل على وجود الفرصة السانحة أمام الجميع ليكونوا من أهل البيت (عليهم السلام) وليس فقط من انصارهم أو مريديهم وهو ما نطقت به الآية الشريفة .

وقد أورد سماحته بعض الأحاديث المفصلة التي بيّن فيها المعصومين (عليهم السلام) صفات المنتسب لهذه الجماعة المباركة، وحرصوا فيها على بيان مسؤوليات الانتماء لهم (عليهم السلام)، ومنها ما ورد عن الأمام الصادق (عليه السلام) في قوله: (فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه وصدق الحديث وأدى الأمانة وحسن خلقه مع الناس، قيل هذا جعفري، فيسرّني ذلك ويدخل عليّ منه السرور، وقيل هذا أدب جعفر، وإذا كان على غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره، وقيل هذا أدب جعفر).

 

أما الخطبة الثانية فقد أشار فيها سماحته الى تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (الحج/29)، متطرقا الى المعنى الظاهري والباطني في تفسير مفردة (التفث) الواردة في الآية الكريمة. فالتفث ظاهرا يراد به اتمام الالتزام بما يقتضيه الاحرام في الحج وانهائه على النحو المطلوب فضلا عن التحلل من الاحرام في الحج وازالة ما علق بالجسم خلال مدة المناسك. اما باطنا فمفردة التفث تشير الى لقاء الامام (عليه السلام) بحسب الروايات الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام)، ومنها ما ورد في صحيحة ذريح المحاربي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في تفسير هذه الآية حيث قال (عليه السلام): (التفث لقاء الامام).

وبين سماحته بان المعنى الباطني لمفردة التفث منطبق تماما مع العلل والمنافع المطلوبة من الحج في قوله تعالى: {لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ} (الحج /28)، مشيرا الى ان المنافع المعنوية أولى من المادية وهي تتحقق بلقاء امام الأمة وقائد حركتها المباركة، سعيا الى الاستفادة منه في تلك الأجواء الروحية النقية البعيدة عن عواصم السلطة والسياسة الماكرة الخبيثة، من اجل تنقية الأنفس من الادران والأمراض المعنوية والاستعداد لحياة جديدة نقية من رواسب الماضي كما وعدت به الأحاديث الشريفة.

وأكدَّ سماحته على أن : "الحج لا يكتمل معناه ويتحقق الغرض منه الا عندما يقترن بإظهار ولاية أهل البيت (عليهم السلام) واستحضار معانيها والقيام بتكاليفنا تجاه المعصومين كالدعاء لهم ونشر مناقبهم وفضائلهم واهداء الأعمال لهم والدعوة إلى اتباعهم "  ، مشيرا الى أن : "الحاج يتذكر بالإحرام التجرد عن كل ما يعيق طاعة الامام والتواصل معه والعمل بأوامره ، وبالوقوف بعرفة ومزدلفة يتذكر الامتثال بين يدي الامام ، وبالسعي يستحضر الحركة نحو الامام ، وبالذبح التضحية في سبيل نصرة الامام وإنجاح مشروعه الإلهي ، وبالرمي رفض كل الطواغيت والسلطات التي تنصب نفسها أئمة وقادة للناس بغير حق" .

وفي ختام خطبته المباركة قال سماحته: "إن قيمة الحج التي يكتسبها الانسان لا تتحقق كاملة بالحركة البدنية بين المشاعر المقدسة وإنما هي منوطة بمقدار معرفته للإمام وإتباعه له، فقد تزيد قيمة الحج وقد تنقص إلى حد الصفر بناء على تلك المعرفة"   ، فقد ورد عن الامام الباقر عليه السلام حينما نظر الى الناس يطوفون حول الكعبة قوله :(هكذا كانوا يطوفون في الجاهلية ، إنما أمروا أن يطوفوا بها ثم ينفروا ألينا فيعلمونا ولايتهم ومودتهم ويعرضوا علينا نصرتهم) .

وبعد انتهاء الخطبتين استقبل سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) جموع المؤمنين الذين قدموا له التهاني والتبريكات بحلول عيد الاضحى المبارك، داعين له بدوام الصحة والعافية.