المرجع اليعقوبي يدعو الى التصدي لإبراز عظمة الاسلام المحمدي وجواهر الثقلين العظيمين ودفع الشبهات عنه
المرجع اليعقوبي يدعو الى التصدي لإبراز عظمة الاسلام المحمدي وجواهر الثقلين العظيمين ودفع الشبهات عنه
بسمه تعالى
الاثنين 16 شعبان المعظم 1440 هـ
22/4/2019م
دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) الى إبراز نقاط القوة في الدين الإسلامي العظيم وبيان المحتوى الفكري الذي تختزنه مبادئه السامية وتعاليمه السمحاء، والتي ظهرت آثارها في المجالات العلمية والفكرية والتربوية وغيرها.
وحث سماحته (دام ظله) في كلمة ألقاها بمكتبه في النجف الاشرف في جمع من طلبة المراحل المنتهية في كلية القانون في جامعة كربلاء والذين احتفلوا بتخرجهم بإقامة فعاليات هادفة ومثمرة تضمنت زيارتهم لمرقد الامام امير المؤمنين (عليه السلام) والمرجعية الرشيدة في النجف الاشرف.. طلبة وخريجي كلية القانون وغيرهم من المتخصصين على تسليط الضوء على الكنوز العلمية التي أودعها الله تبارك وتعالى في القانون الإسلامي والتقاطها من بين جواهر القرآن الكريم بالتعاون مع فضلاء الحوزة العلمية.
وشدد سماحته على ضرورة التصدي لحملات تشويه الدين الإسلامي والكتاب العزيز وترويج الأكاذيب والافتراءات والشبهات، بمختلف الوسائل من خلال رد الشبهات والاجابة عليها، وإبراز نقاط القوة والابداع في القران الكريم والفات النظر الى الخزين المعرفي الهائل الذي ينطوي عليه.
واستشهد سماحته ببعض القبسات المشتقة من سراج النبوة الأعظم للثقلين الكتاب العزيز والعترة الطاهرة..
فقد ورد في الآية{لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة : 8] أي لا ينبغي ان تكون العداوة والبغضاء مع قومٍ أو فئة من الناس أو جهةٍ ما، سبباً لعدم العدالة والإنصاف معهم، او المعنى الذي ذهبت إليه الآية الكريمة في قصة قابيل وهابيل {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} وهو تهديد صريح بالقتل .. فما كان جواب هابيل الرجل الصالح؟: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ} [المائدة : 27-28]
واستدرك سماحته: ان هذا الفهم للآية الكريمة لا يعني بالضرورة السماح للعدو بأن يتعدى ويظلم ويفعل ما يريد بل لابد من اخذ الاجراءات الاحترازية والاحتياطات اللازمة الكفيلة بحفظ النفس والمجتمع والنظام العام من دون العدوان او ظلم للآخرين.
وكمثال من سيرة الأئمة ( عليهم السلام) تطرق سماحته لمصداقين هما:
موقف الإمام امير المؤمنين (عليه السلام) من قاتله الذي كان يعلم بأنه ينوي قتله غيلة وغدراً، واخبر بعض أصحابه بذلك، ولكنه لم يسمح بالقصاص قبل الجناية او ما يصطلح عليه اليوم في عالم السياسة (بالضربة الاستباقية) لأنه امر غير جائز وغير مقبول في المنهج الإسلامي وتربية اهل البيت (عليهم السلام) ويختلف تماماً عن مبادئ الإسلام التي يسعى الأعداء لتشويهها وطمسها، ويصورون الإسلام على انه دين دموي قائم على السيف والقتل، في حين كانت منطلقات الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) في حروبه دفاعية بحتة غايتها إقامة العدل واحقاق الحق..
وقال سماحته في بيان المصداق الثاني: وليس ببعيدٍ عن أذهانكم موقف الإمام الحسين (عليه السلام) حين منع أصحابه (رضوان الله عليهم) من الابتداء والمبادرة للقتال بالرغم من يقينه بأن القوم مصرون على قتله .. اذ لا يوجد في مفاهيم الإسلام الحقيقي مفهوم الضربة الاستباقية كما أسلفنا..
ثم تساءل سماحته :هل من الممكن ان نجد في غير القرآن الكريم وسيرة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الطاهرين (عليهم السلام) هذه المثل العليا وهذا الرقي والسمو في التعامل ؟وهل ضم تاريخ البشرية أعلى من هذه الأمثلة؟
و أشار سماحته الى ان الغرب قد التفت الى رقي تعاليم الدين الإسلامي والكتاب العزيز وعظمة شخصية الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله).. وعلى سبيل المثال هو ما تناقلته وكالات الأنباء منذ سنين، عن نقش الآية 135 من سورة النساء على أحد جدران كلية القانون في جامعة هارفرد الامريكية والتي استوعبت أعلى معايير القسط والحكم بالعدل والإنصاف وحيادية تامة بعيداً عن كل المسميات والصفات والعلائق والميول التي يمكن ان تشوب العدالة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} .
وتأسف سماحته لالتفات الغرب لعظمة الدين الإسلامي والكتاب المجيد بينما يغفل القسم الاكبر من أبناء الإسلام عن هذه الجواهر.. بل على العكس من ذلك يعمل بعضهم على تشويه الصورة ومحوها من الضمير الإنساني.. فبسبب سوء افعالهم وسلوكياتهم جلبوا الضرر للإسلام واعانوا على عرقلة انتشاره ووصول أنوار أشعته الى قلوب وعقول الناس كافة – فحُرمت البشرية من أعظم دستور سماوي ولم تنتفع به الا بالمقدار القليل جداً.