بيان بمناسبة وفاة سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس الله سره)
بسمه تعالى
بيان بمناسبة وفاة سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس الله سره)
فُجعت الأمة الإسلامية عامة والحوزات العلمية الدينية خاصة اليوم برحيل أحد ابنائها البررة الذي نذر عمره الشريف للارتقاء بها في آفاق العزة والكرامة وهو سماحة آية الله السيد محمود الهاشمي الشاهرودي (قدس الله نفسه الزكية) .
لقد نَبَغَ الراحل الكبير منذ وقت مبكّر في تحصيله العلمي وكان محط اهتمام أساتذته العظام خصوصاً السيد الشهيد الصدر الاول (قدس الله سره) الذي كان يستبشر برؤيته ووجوده ويشيد به ويُظهر ذلك أمام الاخرين, وقد حدثني قرينه السيد الشهيد الصدر الثاني (قدس الله سره) إنه كان من أنبغ تلامذة أستاذه الشهيد (قدس الله سره) وقد أثمرت تلك الجهود المضنية مؤلفات جليلة في الفقه والأصول نالت اعجاب أهل الفن .
ولم يقتصر عطاؤه على العلوم الحوزوية المتعارفة بل امتدّ الى الحقول الفكرية والمعرفية الاخرى, وكان مثقفاً بثقافة عصره, ومن يتابع الحوارات التي أُجريت معه في بعض المجلات يتأكد من ذلك, وهذا ليس غريباً عليه وهو ابن مدرسة الشهيد محمد باقر الصدر (قدس الله سره) ومن حاملي لوائها .
لقد آمن منذ ريعان شبابه بمشروع الاسلام وأهليته لقيادة الحياة بجميع شؤونها وشاركه في ذلك اخوانه البررة فشمّروا عن ساعد الجد لإقناع الأمة به ودفعها نحو التغيير والاصلاح, فنالهم ما نال الرساليين من العَنت والشدة, حيث اعتُقِل السيد الهاشمي عام 1974 واستشهد ثلاثة من اخوته حتى اضطر الى مغادرة العراق عام 1979 على مضض حينما رأى اتجاه الاحداث يسير نحو النهاية المحتومة لأستاذه الشهيد الصدر, فكان لزاماً عليه أن يحافظ على تراث استاذه العظيم وينقله الى الجمهورية الاسلامية فزوّده الشهيد الصدر (قدس الله سره) بما يليق به من شهادات التبجيل والمقام العلمي الرفيع حيث كان يعقد الآمال عليه.
ان غياب الراحل الكبير ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدّها شيء أبداً إلّا بظهور عالم مثله, وهذا لا يتحقق إلا بأن تبذل الحوزات العلمية غاية جهودها .
محمد اليعقوبي – النجف الأشرف
16/ ربيع الثاني / 1440
24 / 12 / 2018