لابد أن يقترن نشاط الشباب وقوتهم بالهدفية
بسمه تعالى
لابد أن يقترن نشاط الشباب وقوتهم بالهدفية [1]
يتميز الشباب بالنشاط والحيوية والقوة وهذه من نعم الله تعالى عليهم وعلى الأمة جميعاً لأنهم القلب النابض في جسد الأمة، لكن هذه الأمور وحدها لا تكون مثمرة الا اذا اقترنت بالهدفية، ومن دون ذلك تكون أفعال الشباب عبثية لا نفع فيها كقضاء ساعات عديدة في الألعاب، بل قد يصرفون طاقاتهم في أفعال مضرّة لهم وللأمة جميعاً كالعصابات المسلحة ومافيات المخدرات والجماعات المنحرفة في العقيدة او السلوك.
وقد لا يلتفت الشاب إلى انه سائر على غير هدى ولا بالاتجاه الصحيح حتى تتراكم عليه الأخطاء والخطايا وتحجبه عن التوفيق والرجوع الى الصواب، وقد يندم حيث لا ينفعه الندم فلابد من مراعاة الهدفية وتحقيق الغرض المطلوب من النشاط والقوة والالتفات إلى ذلك مبكّراً.
لذا تجد الامام السجاد (عليه السلام) لا يكتفي بطلبهما فقط وانما يطلب من الله تعالى أن يضعهما على الاتجاه الصحيح، فمن دعائه (عليه السلام) ليوم الأربعاء (اللهم اجعل قوتي في طاعتك ونشاطي في عبادتك) مع الالتفات إلى ان طاعة الله تعالى وعبادته لا تقتصر على العبادات المعروفة كالصلاة والصوم ونحوها بل تشمل كل عمل خير وبر واحسان فيه نفع للآخرين حتى الرفق بالحيوان.
ولعل من افضل امثلتها بالنسبة لكم هي هداية الآخرين وارشادهم فكم من الشباب وقعوا ضحية تزيين الشيطان وأصدقاء السوء واغراءات الشهوة فتركوا الطريق الصحيح، فالعمل على إعادة هؤلاء إلى الدين والأخلاق الفاضلة من اعظم الطاعات ففي رواية عن أمير المؤمنين (عليه السلام) (قال أمير المؤمنين عليه السلام: بعثني رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى اليمن وقال لي: يا علي لا تقاتلن أحداً حتى تدعوه، وأيم الله لان يهدي الله على يديك رجلا خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت، ولك ولاؤه يا علي)[2] .
او مدّ يد المساعدة والرعاية لهم فتحلّ مشاكلهم أو توجد لهم فرص عمل أو تزوّجهم فهذه كلها طاعات عظيمة تقرّب إلى الله تعالى، والرساليون هذا ديدنهم فأنهم لا يكتفون بنفع أنفسهم بل يعملون على الارتقاء بالآخرين وتحسين أوضاعهم.
إن الهدفية لا تمنع من تخصيص بعض الوقت للترويح عن النفس بعد أداء الواجبات المطلوبة بنزهة أو ممارسة الرياضة أو مشاهدة فعالية ممتعة ضمن مدة زمنية لا تخرج الفعل عن عنوان الترويح عن النفس إلى عنوان العبثية وتضييع الوقت كمن يمضي ساعات في مشاهدة مباريات بكرة القدم، بينما تكفيه ربع ساعة أو نصف ساعة للترويح عن النفس وتجديد النشاط.
والهدفية تكتمل عبر عدة مراحل:
1- التخطيط الجيد قبل الفعل ووضع البرنامج الصحيح لضمان الوصول إلى الهدف كالتفوق في الدراسة أو انجاز أي عمل مثمر آخر.
2- التنفيذ الحسن ومراقبة مسيره وفق البرنامج المعدّ له.
3- المراجعة والمحاسبة بعد الفعل والتأكد من سلامة أدائه.
فادعوا الأحبة الشباب إلى تنظيم حياتهم على أسس صحيحة وان يساعدوا اقرانهم على ذلك ويستنقذوهم من الضياع وان يوظفوا طاقاتهم لما فيه خير الاسرة والمجتمع وفيه صلاح للدين والدنيا بتوفيق الله تعالى.
[1] - من حديث سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي (دام ظله) مع حشد من الشباب يوم الأحد 24/ شوال / 1439 المصادف 8/7/ 2018
[2] - فروع الكافى: 335