جائزة الارتباط المبكّر للشباب بالقرآن الكريم

| |عدد القراءات : 1704
  • Post on Facebook
  • Share on WhatsApp
  • Share on Telegram
  • Twitter
  • Tumblr
  • Share on Pinterest
  • Share on Instagram
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

 

بسمه تعالى

جائزة الارتباط المبكّر للشباب بالقرآن الكريم[1]

روى الشيخ الكليني (قدس) بسنده عن الامام الصادق (عليه السلام) قال (من قرأ القرآن وهو شاب مؤمن اختلط القرآن بلحمه ودمه وجعله الله عز وجل مع السفرة الكرام البررة وكان القرآن حجيزاً عنه يوم القيامة)[2].

يكشف الحديث الشريف عن جائزة عظيمة يحصل عليها من يرتبط بالقرآن الكريم في وقت مبكر من حياته أي في صباه وشبابه بأن يصبح القرآن الكريم جزءاً من مكّوناته فيبصر بالقرآن ويسمع بالقرآن وينظم حياته وسلوكه على أساس القرآن ويقيم الأشياء وفق القرآن، فيسمو بالقرآن ويرتقي ويصبح القرآن بوصلته في الحياة.

هذا الارتباط متنوع حسب المراحل العمرية وحسب القابلية الفكرية والعلمية والثقافية فتارة يكتفي بالقراءة والتلاوة وأخرى يتقدم نحو الحفظ وأخرى ــ وهي الارقى ــ يكون على نحو التدبر والفهم والتأمل والاستفادة من المعارف المودعة فيه.

إن الصبيان والشباب لا يلتفتون في بداية حياتهم إلى هذه الحقيقة فعلى أولياء الأمور توجيههم إلى الارتباط بالقرآن والمداومة عليه وتشجيعهم على الالتحاق بالمدارس والمحافل القرآنية، وعلى المؤسسة الدينية والمهتمين بالتربية والفكر أن ينشئوا مثل هذه المؤسسات ويعمموها إلى سائر المناطق.

إن من يرتبط بالقرآن يعيش سعادة لا توفرها أي وسيلة أخرى، قال الامام علي بن الحسين (عليهما السلام) (لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي).

مضافاً إلى ما ينفتح له من آفاق المعرفة والهداية والصلاح، روى الزهري قال (سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول آيات القرآن خزائن فكلما فتحت خزانة ينبغي لك أن تنظر ما فيها).

وله بعد ذلك في الآخرة مقامات رفيعة، ففي تكملة الحديث الأول المتقدم (يقول ــ أي القرآن ــ يا ربِّ إن كل عام قد أصاب أجر عمله غير عاملي فبلغ به أكرم عطاياك، قال: فيكسوه الله العزيز الجبار حلتين من حلل الجنة ويوضع على رأسه تاج الكرامة ثم يقال له: هل أرضيناك فيه؟ فيقول القرآن: يا رب قد كنت أرغب له فيما هو أفضل من هذا فيعطي الامن بيمينه والخلد بيساره ثم يدخل الجنة فيقال له: اقرأ واصعد درجة، ثم يقال له: هل بلغنا به وأرضيناك، فيقول: نعم).

وروي عن الامام علي بن الحسين (عليهما السلام) وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال (من استمع حرفاً من كتاب الله عز وجل من غير قراءة كتب الله له حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة، ومن قرأ نظراً من غير صوت كتب الله له بكل حرف حسنة ومحا عنه سيئة ورفع له درجة ومن تعلم منه حرفاً ظاهراً كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات قال: لا أقول بكل آية ولكن بكل حرف باء أو تاء أو شبههما. قال: ومن قرأ حرفاً (ظاهراً) وهو جالس في صلاته كتب الله له به خمسين حسنة ومحا عنه خمسين سيئة ورفع له خمسين درجة ومن قرأ حرفاً وهو قائم في صلاته كتب الله له بكل حرف مائة حسنة ومحا عنه مائة سيئة ورفع له ماءة درجة ومن ختمه كانت له دعوة مستجابة مؤخرة أو معجلة، قال: قلت: جعلت فداك ختمه كله؟ قال: ختمه كله.)

وعن الزهري قال (قلت لعلي بن الحسين (عليهما السلام) أي الاعمال أفضل قال: الحال المرتحل قلت: وما الحال المرتحل قال: فتح القرآن وختمه، كلما جاء بأوله ارتحل في آخره وقال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من أعطاه الله القرآن فرأى أن رجلاً أعطي أفضل مما أعطي فقد صغر عظيماً وعظم صغيراً).

لذا ورد الحث على تلاوة القرآن وتعاهده يومياً، وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال (القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم خمسين آية).

اما حفظ السور القرآنية فقد ورد فيها فضل عظيم وان من ينسى سورة حفظها يناله ندم كبير، قال أبوعبدالله (عليه السلام) (من نسي سورة من القرآن مثلت له في صورة حسنة ودرجة رفيعة في الجنة فإذا رأها قال: ما أنت ما أحسنك ليتك لي؟ فيقول: أما تعرفني؟ أنا سورة كذا وكذا ولو لم تنسيني رفعتك إلى هذا).

 

 



[1] - من حديث سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) مع المتفوقين الأوائل في الدورات الصيفية للمعارف القرآنية التي نُظمت في عموم محافظة البصرة يوم السبت 3 ذو الحجة 1438 الموافق 26/8/2017.

[2] - الروايات المذكورة من كتاب أصول الكافي، كتاب فضل القرآن